أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - تفسير الألم














المزيد.....

تفسير الألم


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4850 - 2015 / 6 / 27 - 11:19
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


_الألم يجعل المرء خبيثا
_الألم أفضل وسيلة وأقصر الطرق لاصلاح الفرد...
اتجاهان متناقضان تماما.
مع ذلك يوجدان دوما كمتلازمة وبلا انفصال في حياة الجميع. وأكثر ما يبرز ذلك_ عبر الصراع بين الأجيال, خاصة داخل الأسرة الصغرى.
بالملاحظة المباشرة يمكن وبسهولة إدراك المقولة الأولى, البديهية!
المطابقة بين الفعل ورد الفعل: حلقة الثأر والانتقام, الألم ينتج الألم كما الاحترام ينتج الاحترام والحب ينتج الحب, .....والخوف ينتج الخوف.
كيف حدث وتمت إزاحة القانون الاجتماعي الأساسي والمتكرر في مختلف الممارسات, واستبدل بنقيضه تماما؟
الألم المحترم!....يصل الأمر في حالات العصاب إلى عبادة الألم.
لتفسير ذلك نحتاج لسؤال جديد: ما الفائدة(وغير المباشرة ايضا) التي يحصل عليها من يعتنقون هذه الفكرة, وما الفائدة بترويجها كذلك؟
_ لكن هذه الممارسة تم خارج الوعي بالعموم, وبعيدا عن الشعور الواضح بها. لذلك هذه الطريقة عير ملائمة للوصول إلى الأساب والمصادر الأصلية أو الجواب الفعلي.
* * *
حياة الانسان مزدوجة الجنس والمشاعر_ كما هي مزدوجة الأصل والمصير, ربما.
بعبارة أخرى, حياة كل منا جديلة ثنائية من خطين متكافئين:
_ خط درامي, من لحظة الولادة والاصطدام بالألم و العالم _المعاناة_ حتى لحظة الموت.
_ خط كوميدي, من لحظة الولادة والتبرز والبول على العالم_ اللعب_ حتى لحظة الموت.
لافرق بذلك بين ذروة الهرم الاجتماعي أو قاعه, ولا بين متسول أو سلطان. الخطان متساويان ومتساوقان تماما, ويتعذر فصلهما. حصة الكائن الحي من الوجود محددة من خارجه أولا.
الاختلاف فقط في مشكلة العيش_ السلطة والتملك وغيرها
المساواة والتكافؤ في إمكانية المعرفة والحب والسعادة أو الحماقة والكراهية والشقاء
* * *
قل لي كيف تفسر الألم
اقل لك من أنت.
الهوية الفردية تتحدد بصوة مركزية عبر خبرة الألم وكيفية الاستجابة لتحولاته.
الانغماس في الاثارة والمقامرة شكل من عبادة الألم أيضا. أو الهروب واللامبالاة والامتثال.
_كم أستطيع أن التهم وآخذ, صوت الجشع.
_ كم أستطيع أن احب وأبدع, هاجس الحكمة.
* * *
( لا تكسر الباب إنه يفتح بالمفتاح بسهولة).
السبب والصدفة؟
تسميتان لحدث البداية ...تقابلهما النتيجة أو الأثر.
السبب أو الصدفة هي خبرة الملاحظ ومشكلته, وهي منفصلة عن خبرة الفاعل والحدث الأول.
يتواجد السبب والنتيجة في مجال الشعور والوعي للملاحظ.
خلاف ذلك يسمى السبب صدفة, حيث تفصل بين الحدث وآثاره وارتداداته :مسافات زمنية ومكانية أو أجيال متباعدة أو ثقافات مختلفة, وغيرها من عناصر المناخ غير المحددة.
ما تزال أحجية الدجاجة والبيضة تسحر العقول الساذجة.
* * *
هل توجد طريقة واحدة ومشتركة, لادراك الألم وفهمه_ ليصار بعدها إلى كيفيات الاستجابة والتعبير؟
أم توجد طرق وأساليب بعدد الأفراد في العالم؟
يتركز سؤال الايديولجيا ووظيفتها الأساسية, حول صياغة المتوسط أو النظرية أو القالب والتقدير النموذجي لظاهرة_ اجتماعية يالأخص.
ربما_ يلائم عرض ثلاث أجوبة شهيرة: ماركس, فرويد, يونغ
_يعتبر ماركس الوعي والشعور نتيجة, ومشتق, من العلاقات الاقتصادية ونمط الانتاج في مجتمع محدد.
كذلك تفسير الظواهر يتبع للنسق الاقتصادي_ الاجتماعي السائد في المجتمع المعني والمقصود.
الخلاص الفردي أكذوبة, فقط عبر إصلاح العلاقات الأساسية يكون صلاح المجتمع وبقية افراده, وتتحقق مصالحهم الفعلية_ ذروتها السعادة في المجتمع الشيوعي.....حيث الحب والشعر والفنون .
_فرويد ينظر من اتجاه مختلف (الكبت).
الخلاص فردي والدور الاجتماعي في حياة الفرد يأتي بالدرجة الثانية. في المقام الأول حالة الشخص البيولوجية, واستعداده الوراثي للصحة او المرض, مع عملية التحليل النفسي( سيرورة تحويل اللاشعور إلى وعي وشعور وفكر).
درجة نجاح المهمة تحدد مدى السلامة الشعورية_ الفكرية, عبر تقوية الأنا الواعية مصدر الارادة والقرار. ويتم الانتقال من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع.
_يونغ يتجاوز النظرة الاجتماعية الماركسية إلى المشترك الانساني.
الأنماط الأساسية والنماذج البدئية ميراث لكل الأفراد, وهي غير معرضة للمرض أو للتحريف. فقط في السطح اللاشعوري الشخصي يحدث الخلل والانحرافات.
ويكفي للفرد أن يحقق اتصاله الملائم مع الينابيع الأساسية للجنس البشري, لاستعادة السلامة الفعلية العقلية والعاطفية والسعادة, وهي داخالنا جميعا ولا تستنفد.
كما يعتبر العصاب حالة نكوص إلى أشكال بدائية من الدين, على خلاف فرويد وماركس, اللذان يعتبران الدين شكلا من العصاب الجماعي.
* * *
ربما_يمكن تفسير الألم وفق مستويات المنطق الأحادي أو الثنائي , او المنطق التعددي (العلمي).
لكن تجربتي الشخصية مع الألم والفرح يمكن تكثيفها عبر ثلاث كلمات_ مفاهيم: شعور, مال, كلام. أدوات العيش الأساسية, بسهولة تتحول إلى مصادر الألم الكبرى_ مع الفيتشية أو النكوص الوثني وعبادة الأدوات.
بنفس السهولة التي تكون فيها منابع للحب وللفرح....
أعتقد- أن الألم بجانبيه الجسدي والنفسي له السمة الدينامية وهو ليس نقيض الفرح, بل مقلوبه الآني فقط, وهو يشير إلى درجة الانسجام الوظائفي لجهة العالم الداخلي, ومن الجهة المقابلة غلى مدى التكيف مع المناخ الخارجي والعالم.
الألم المزمن يتحول إلى شقاء, ثم كراهية النفس والانسان, ينحدر بعدها إلى قطب الخوف والصراع.
الفرح الأصيل, يتصل بالسعادة وغبطة الوجود, يسمو بالروح والانسانية إلى الحب والابداعز
* * *
المفارقة المحزنة,أن الحياة في الألم, تماثل الغرق في السطح أو على الشاطئ.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكافؤالضدين_ وجها عملة واحدة؟
- صناعة الأعداء
- لا يوجد الحب ولا النجاح في مقبرة_ حول سراديب العقل, وظلماته
- من شام إلى يمن....الدولة الفاشلة_ مصير محتوم؟
- نظرية الذات لدى أحدنا(القدرة على إدراك النفس كموضوع اجتماعي ...
- حياة موازية_نبوءة قد تحقق ذاتها( ما يتوقعه السوريون من أنفسه ...
- مقدمة (حياة موازية_ ثورة ام مؤامرة)
- حياة موازية_ ثورة أم مؤامرة؟
- حياة موازية-بعد ألف سنة!
- الجرح النرجسي_ للفرد أم للانسان...
- لماذا غابت المعارك الثقافية عن حياتنا؟
- الس.....يون يلعبون ببرازهم
- التعلق إنعكاس لتناقص الحب وضموره
- كيف تقول_ كفتا ميزان_ماذا تقول
- الحياة تعنى بجمالها أيضا
- المعاني ملقاة في الطريق!
- هل تختلف عن داعش؟
- السجن السياسي_ الإخوة الأعداء
- التفكير العصابي_ التفكير الابداعي
- تغيير الطبع؟


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين عجيب - تفسير الألم