بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4850 - 2015 / 6 / 27 - 09:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تقع البلاد التونسية من جديد تحت نير الإرهاب الغادر، العملية حصلت بكثير من المباغتة والسرعة والأمور كانت محسوبة بدقة وببنك أهداف هو شريان الإقتصاد التونسي وواجهة البلاد الخارجية ألا وهي السياحة بكل ما تحمله من أبعاد في الوقت الراهن. التوقعات تذهب بأنها الضربة القاسمة للموسم السياحي وربما على مدى متوسط، لكن هذا لا يمنع حجم الإسترخاء من مختلف القوى الامنية في هذا الظرف الحساس وعدم ووجود حس أمني يدرك خطورة الوضع وحجم التحدي.المهم هبت عاصفة من التصريحات التي أتت على رأس السلطة التنفيذية في البلاد، ورغم حماستها هي تفتقر في الآن ذاته إلى الهدوء والرصانة السياسية التي تتطلب الوقوف على خط واحد مع القوى السياسية التي تمثل في كل الحالات جزء من الحل والمتاعب وتلعب دورها في التعريف بواقع البلاد، والواضح أن هناك تداخل سلبي في الأدوار والاولويات وتصفية حسابات سياسية ضيقة من أجل الفتك بآفاق العمل السياسي في تونس الذي هو إنعكاس لواقع إجتماعي يبدو صعب وغاية في التعقيد وتطوره لا يوحي بتوقف هذ القدر عن الغليان في إتجاه تصاعد العنف والحراك الثوري العارم .الأيام القادة ستحمل بالتأكيد حزمة من الإجراءات قد تهم إقالات أمنيين في ولاية سوسة وحتى في الامن السياحي والاهم ستضغط هذه الحادثة على البرلمان لتبني حزمة من القوانين منها قانون الإرهاب الذي سيربك أجهزة الدولة التي لا تستوعب قانون لم تراكم عليها عقيدتها منذذ زمن.
الحرب على الإرهاب اليوم لا بد أن لا يتحول لشعار ومركيتنغ سياسي حقير من بعض الأطراف التي تريد تصفية إستحقاقات إجتماعية وربما حتى داخل المنظومة الأمنية ذاتها التي تربكها بيروقراطية الدولة وبيروقراطية الأمن من بارونات الداخلية ومسؤليها ونقاباتها... الإستراتيجية ليست كلمات منابر أو غوغائيات مقرفة تحتضنها منصات الإعلام المنساق المتاجر بالأحداث، هي ببساطة أخذ من التجارب ومنظومة إتصال إقليمي وشغل ديبلوماسي وشحذ لأركان الدولة الصدئة من إعلام ومجتمع مدني هي حياكة للخطاب الذي يتحول لإجراءات تبرز تدخل الدولة من منطلق وواجبها وبعقلية بناءة .
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟