أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد علي فرحات - ثنائية عربية مُهلكة














المزيد.....

ثنائية عربية مُهلكة


محمد علي فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 359 - 2003 / 1 / 5 - 06:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

كتب ادوارد سعيد في (الحياة) (31/12/2002) ان (الساحة السياسية في فلسطين منقسمة حالياً بين بديلين غير جذابين وغير قابلين للتطبيق. فهناك, من جانب, ما تبقى من سلطة عرفات . ومن الجانب الآخر هناك الأحزاب الاسلامية).

ثنائية مهلكة, لكنها افضل من الثنائية المطروحة على المواطن العراقي: إما ان توافق مسبقاً وبلا تحفظ على المخطط الاميركي (غير الواضح المعالم حتى الآن) أو ان تسلم امرك لمشيئة الرئيس صدام حسين الذي يملك بيده وحده مقدرات العراق... وثنائية الاختيار أو ما يشبهها هذه مطروحـة في غير بلد عـربي اليوم, لذلك يقف التفكر السياسي عند حائط مسدود ومفترق محتوم, وليس من أفق ملموس فعلاً, لذلك يبدو من حق المواطن اختيار الاقل سوءاً حين يعز عليه الافضل.

ما تقدم يشكل تبريراً لانحياز عراقيين كثيرين الى الادارة الاميركية الحالية, وبينهم كنعان مكية, لكنه لا يبرر سوء فهم يبدو مقصوداً احياناً لما يكتب ادوارد سعيد في شأن فلسطين والعراق والموقف الاميركي منهما, فكلامه الذي يخيل للبعض شعبوياً وطنياً احياناً, هو خلاصة ما يرى عربي - اميركي يعرف الولايات المتحدة ونخبها السياسية والفكرية جيداً وله في أوساطهم متابعون كثر ومتأثرون, ولا يجوز التعامل مع كتابات ادوارد سعيد كحواجز الطرق التي تطلب ابراز بطاقة الهوية, فالرجل اميركي - فلسطيني ذو نشأة مصرية وإطلالة لبنانية, لكنه في الوجه الاجمالي واحد من الاميركيين العرب الذين يريدون خدمة الوطن الأم وحقه وحضارته وتقدمه وحضوره في عالم اليوم. قد يصيب او يخطئ, لكن هذا مقصده, ووطنه الأم يتعدى فلسطين الى البلدان العربية.

ان المناقشة (سعيد - مكية) هي ايضاً, في وجه من وجوهها نتيجة امرين:

- شعور متزايد في العالم العربي بالانتماء الى الدولة ذات الحدود الواضحة, لا الى امة عربية تزداد صورتها غموضاً, وأحياناً شراسة حين يتم استخدامها ذريعة لاستقواء بلد عربي على آخر ومفهوم للحياة على مفهوم. ان حوالى 150 سنة من محاولات النهضة العربية انتهت الى وضع العرب جميعاً أمام ثنائية: أسامة بن لادن ــ صدام حسين, (الاسلامي) و(العلماني). بل ان التجربة الملموسة الوحيدة في النهضة العربية, هي تجربة الدولة التي صرف العروبيون جلّ وقتهم في رذلها واحتقارها باعتبار ان الدولة (الدول) العربية الحديثة هي من صنع اتفاقية سايكس ــ بيكو بعد انهيار السلطنة العثمانية. وهنا جاء من ينقل العروبة من الصعيد النهضوي اللغوي والحضاري والسياسي الى الصعيد العسكري, وتحت الغطاء الجديد للعروبة نمت وتنمو اتجاهات (منكفئة), نجد مثلاً عليها اليوم في الوطنيتين الناميـتين, الفلسطيـنية والعراقية.

- الوضع الفريد للأكاديميين العرب الاميركيين الذين تكتنفهم حالات العداء أكثر من حالات التعاون, ومرجع ذلك ان بعضهم من ذوي الصوت العالي يطلب الالتزام بخدمة الوطن - الأم ويحدد ذلك وفق ايديولوجيته, ثم يبني على تحديد هذا الالتزام موقفاً من الاكاديميين العرب الآخرين فرداً فرداً فيصل الى (تخوين) كثيرين مؤدياً الى قطع صلتهم بالوطن - الأم لأنهم لم يخضعوا لوصفته المطلوبة. ويصدر هذا الحكم بـ(التخوين) في وقت يُمتدح الاميركيون اليهود الذين يتميزون في موقفهم من اسرائيل, فلا يؤيدون عدوانيتها, ويتبنون لمصلحتها الدعوة الى سلام عربي - اسرائيلي.

حسناً, لكن المنطق يقول ان الاكاديمي العربي - الاميركي هو مواطن اميركي ايضاً, ومن صفته هذه قد ينطلق الى موقف مختلف الى هذا الحد او ذاك عن المواقف العربية الرسمية والشعبية تجاه قضيتي فلسطين والعراق وغيرهما من القضايا العربية.

فليمارس الاكاديمي العربي - الاميركي حقه في موطنه الجديد, ولنا ان ننتقد موقفه ولكن ليس (تخوينه), فلا مكان قانونياً هنا لتهمة (الخيانة) ولا معنوياً ايضاً. واذا كان سجال (سعيد - مكية) يفتح دفتر أزمة الفكر السياسي العربي المقيم والمهاجر, فإن المقيمين العرب يتطور فكرهم نتيجة التجربة الملموسة, فيما المهاجرون يبقون اجمالاً في اطار المثل مهما كانت درجة متابعتهم واهتمامهم. والعالم العربي, في اي حال, يعيش جولات حرب متواصلة تتداخلها هدنات ولم يعرف بعد طعم السلام... وفي الحروب مطلوب حشد افكار مجمع عليها والابتعاد عن افكار تثير نقاشاً وأسئلة.

منطق الحروب هذا مفهوم في اعتصابات الداخل الدفاعية, وما هو غير مفهوم سحبه على عرب المهاجر, خصوصاً الاكاديميين منهم الذين يمكن نقاشهم الحرّ والجريء وغير المحدود في الشأن العربي ان يكون ذا فائدة, بل هو مطلوب من أجل المستقبل.

 

* كاتب لبناني من أسرة (الحياة).

الحياة (4/1/2003 )



#محمد_علي_فرحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد علي فرحات - ثنائية عربية مُهلكة