أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - ولازلنا غرباء عن واقع العمل














المزيد.....

ولازلنا غرباء عن واقع العمل


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 21:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حين لا يحقق العمل إنسانية العامل ويصنع له هويته التي يريد فان هذا المخلوق التائه يظل يبحث عن هذا الحلم في عالم الفراغ ويدخل في متاهات متعرجة تنتهي بتبني أيدلوجيات هوائية يملئها الفراغ .
لذلك فأننا نرى بأم العين مقدار هذه الكارثة وحجمها وكيف ينسى هذا الإنسان عملة ويتنكر له ويبحث عن أشياء ثانوية يحقق بها ذاته تكون هي ذاتها السبب الرئيسي في تدمير هذا الإنسان وتجريده بالتالي من إنسانيته وتمنعه بالتالي من تحقيق حلمة الكبير .
لا احد إلى اليوم يعرف دور العمل في العراق في بناء الشخصية ودورة الخلاق التقدمي في كل المجالات لذلك فان السبب الرئيسي في تدمير الطبقة العاملة هي الطبقة العاملة بنفسها لأنها لا تصنع أيدلوجيتها الخاصة من صميم الواقع بل تبحث عنها في أيدلوجيا الدين والطائفة والعشيرة .
وحين نبحث عن هذه الأشياء ونحللها من واقع العمل فإننا نرى أن كل قواعد العمل هي بالأساس نظام مفروض علينا من السماء .الطبقات الحاكمة .السلطات والإدارات العليا . التي نراها تتحكم بمصائرنا فلازال التاريخ مفتوح على الصراع الطبقي لكن وان اختلف شكل طرفي الصراع ..
ليست الدولة كما يفهمها كتاب البرجوازية والمولعين بالرأسمال هي الوريثة والناطقة لكل طبقات الشعب.
بل الدولة مازالت فئة أو طبقة سائدة لبرجوازية وضيعة متحكمة بفئات تفوقها عددا وكثرة تحتمي بأشياء واهنة وفقرات حقوقية اكسبها الزمن صبغة قدسية فارغة تحتمي بقتلة من نوع خاص من الحرس والشرطة وأفواج من الجلاوزة تنفذ لها إرادتها الحاكمة .
يكثر الحديث هذه الأيام أن الدولة بكل إشكالها قد أصبحت دولة الإنسان لكن هذا الإنسان ليس له وجود سوى في المقالات والكتب فمازال ينتقل بين أصناف العبوديات أخذت إشكالا متعددة في عالم اليوم الذي تحكمه برجوازية وضيعة و تسلط الإدارات العليا المهيمنة .والوزارات القبيحة
وحين تشتد غربة هذا الإنسان في عالمة الدنيوي فأنة لا يجد ملاذا للتنفيس عن أحلامه ألا بالصعود إلى عالم السماء كالبحث مابين الغيوم عن صور الأولياء والقديسين بدل النزول لعالم للأرض وتحقيق هذا الحلم .
يقول ماركس بان مشكلتنا ليست مع الإحياء بل مع الأموات كان هذا الكلام قبل قرنين من الزمان ولا اعتقد بان أوربا اليوم تعير وزنا للأموات .
لكننا في العراق نعيش بكل أحاسيس أجسامنا وثقلنا النوعي مع عالم الأموات الغريب ونستشعرهم بأنهم إحياء يشاركوننا زحمة المكان .
وأصبحت أيدلوجيا عالم الأموات تسيطر على التفكير العراقي بكل أطيافه بحيث تشله عن التفكير في عالم الإحياء والعمل .
ومشكلة عالم الأموات في العراق أنة عالم حي على صعيد الايدولوجيا فقط وليس على صعيد الموضوع الواقعي ..
فأموات العراق هم طواطم وملوك العدالة .الإنسانية ..الفضيلة.الحكمة وكل الصفات الفاضلة الأخرى وهم المتحكمين بكل شي .
لكن الذي يحصل في عالم الإحياء الموضوعي يكون منافيا لكل هذه الصفات بل ومعاكسا له بالاتجاه من قبل من يتحكم بهؤلاء الأموات ..
و تدعم السلطات الحاكمة هذه الايدولوجيا كثيرا وتغرزها في عقول القاطنين حتى يصبح هؤلاء لا حديث لهم عن الهم اليومي وثقل الحياة وأعبائها إلا عن طريق هؤلاء الأموات وربط مشاكلنا بهم واخذ الحلول الجاهزة منهم وكان العدالة لا تبزغ إلا من أبدانهم ..
ويصبح الحديث عن العدالة والفضيلة هو ذاته الحديث عن هؤلاء الطوطم .
وهكذا ضاع العمل والجهد الإنساني وأصبح عمل الإنسان بشقية خدميا كان أم بضاعيا منتجا أم مستهلكا ضائعا في بحر هذه الايدولوجيا التي أصبحت واقعا حقيقيا بدل الواقع .
وبنفس الوقت انتشر العمل الاستغلالي بكل أنواعه وقبحه وأصبح هذا العمل هو العمل الوحيد المسيطر على واقع العراق بدون أن يلقى أية صرخة احتجاج من قبل هذه الايدولوجيا التي تدعي الفضيلة بل ومدعوما من قبلها .
وهكذا أصبح الحديث عن الحقوق والطبقة العمالية وزيادة الرواتب والمخصصات وتحسين الأحوال المعيشية هذرا في بحر هذه الايدولوجيا الميتة الغريبة تماما عن واقع العمل الحي .

//////////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان هذا العام .... جحيم
- لفقيدنا العراق - الفاتحة-
- هل استوعبت إيران دروس التجربة العراقية ؟
- شكل العالم الذي تنعدم فيه النقود
- العمل المأجور... في العراق مابين التنظير الشيوعي والواقع الم ...
- ثنائية العامل والموظف في العراق
- الطبقة العاملة والحزب الشيوعي ... في العراق
- ما كتبته عن فالح عبد الجبار قبل خمس سنوات
- اليمين واليسار في حزب البعث وقصة كامل فليفل
- ومع عاصفة الحزم استذكرنا -لواء العقيدة اليمني-
- هكذا يجب أن يكون التنظيم الماركسي في البلدان الريعية
- العمل غير مدفوع الأجر في العراق
- متى ينتصف النصف الآخر لنفسه في العراق ؟
- اشتراكية .نجدي فتحي صفوة ..من نقد لينين إلى تمجيد فخري قدوري
- ماذا سيفعل أصحاب العقل الريعي في ظل انخفاض سعر البترول ؟
- وما قتلوك يقينا .... يا عبد الكريم قاسم... حكايات عن الزعيم ...
- تقسيم البرجوازية العراقية وفئاتها
- البرجوازية العراقية مابين الرفيق النمري والدكتور حسين علوان ...
- الأعلى والأدنى في راتب الموظف والسلطوي العراقي
- هل كان ال6 من كانون الثاني تاريخا حقيقيا لتأسيس الجيش العراق ...


المزيد.....




- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - ولازلنا غرباء عن واقع العمل