أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الحبوبة وأيام سانوبه......!














المزيد.....

الحبوبة وأيام سانوبه......!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 11:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحبوبة وأيام سانوبه......!
نعيم عبد مهلهل

سانوبه عارضة صخرية هائلة من الصخر تشابه الجبل في تكوينها كونها ترتفع على ما يتصل بها من تلال وتقع جنوب مدينة مندلي منتصف الطريق بينها وبين ناحية قزانية وفي الجهة المقابلة منها تقع منطقة سومار الايرانية وهي من بعض امتدادات سلسلة حمرين.
عرفتها لأن لواءنا ايام حركات الشمال في السبعينات بات فيها ليليتين عندما كان اللواء منقولاً من خانقين الى قاطع بدره ، وعليه رسم لي هذا المكان صورة جرداء وقاتمة عن الطبيعة التي لاتمنح انسانها سوى الصخر واليباب والعبوس ، حتى لون الحجر هنا قاتما ونهاياته حادة ، وعليه فأن مناطق كتلك لا تؤثر في مزاج الكتابة لديك ويكون نسيانها سريع جدا ، وحين انتهت خدمة الاحتياط وعدت الى مدرستي في عمق الاهوار حيث الطبيعة الخضراء ماءً وقصبا ، وهندسة طيران اسراب الطيور في زرقة السماء تمنحك الف مزاج للكتابة ، فأن نسيان اليباب يكون ممكنا منذ الايام الاولى من العودة الى حاضنة دفء حياتكَ معلما في النهار وقارئاً روايات وسماع الاغاني في المساء.
خضر منوال دهيم كان تلميذا في مدرستنا ، وصل الى الصف الرابع وترك المدرسة لأن الجواميس التي تركها لها ابوه الذي توفي مع والدته في حادث سير مع قافلة متكونة من ثلاث سيارات فالفو خشبية كانوا في زيارة الى الاضرحة المقدسة في النجف وكربلاء ، فتيتم خضر ولم يبق له سوى جدته أم ابيه التي تكفلت برعايته هو وخمس جواميس ، وحين أتت حرب الثمان سنوات اخذوا خضر للجيش بالرغم من أن جدته نصحته بأن يظل ويسجل اسمه مع ثلة من ابناء القرية والقرى المجاورة قرروا ان لا يذهبوا للجندية ، ولكنه كان خجلوا ويخشى على جدته من زيارة مشاحيف الجنود الانضباط وهي تفتش بين القرى عن ( الفرارية ) ، التحق كجندي مشاة في أحد الوية الحدود المتجحفل في جبهة مندلي.
كانت علاقتي به طيبة ، وحين التحق جاء اليَّ ليقول :استاذ أودعُ لديك حبوبتي ، اتمنى أن تزورها فربما ينتهي دواء السعال الذي تستخدمه .
وهكذا كنت ازورها بين يوم ويوم اطمئن عليها واسألها عن اخبار خضر : فتقول يمه خضر فارك الحبوبة وخلوه بسرسوبه .
لم افهم قصدها ولم اسمع بجبهة تدعى ( سرسوبه ) في الحرب التي اشتعلت منذ اشهر .ولكني كنت اداريها وارد : الله يعيده اليكِ سالما .
فترد بحكمة العجائز : بس هالولد ، تيتم وراكس بلجبد ( الكبد ).
ادمع لنبرتها الحزينة ، فتجيء منه ذات يوم رسالة وحين قرأتها عرفت انه في جبهة سانوبه وليس جبهة سرسوبه . وقتها ضحكت وقالت لها : خاله أم منوال مكانه سانوبه وليس سرسوبه وتقريبا هي مكان ( كواك ) لا تخافي عليه .
وقتها قالت كلمتها الكبيرة : بين سرسوبه وسانوبه ابحث عن هلتكْ خَضروي.
منذ تلك العبارة ،وانا بت اقلق على عمر خضر وحياته ولهذا كنت كل يوم انصت الى بيانات الحرب الذي كان يذيعها رشدي عبد الصاحب من الراديو وانتبه ان كانت سانوبه من بين الامكنة التي تذكرها البيانات.
كان خضر يأتي ويذهب وطالما زرته لأجده جالس في حضن حبوبته فأضحك واسالها :ها أم منوال ماهي أخبار سرسوبه ،
ترد :بخير ما دام خضر يعود سالما في كل شهر.
منتصف سني الحرب اخذت السماء ام منوال اليها ، وعاش خضر يتيماً مرة أخرى ، ولكنه بسبب كونه في لواء حدود ، بقي محتميا بين صخور سانوبه حتى نهاية الحرب حيث عاد لجاموساته الى اشتراها من جاره ( نويصر ) بعد أن كان قد باعها لأن جدته لم تكن تستطيع مدارتاها في غيابه البعيد في جبهة ( سرسوبه )



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاهنة قرية أمُ البْشُوشْ
- النيوزلنديون أعمامنا
- غرق المشحوف ميدوزا
- خواطر قابيل وهابيل
- أطلس أبن بطوطة
- أبو العود والطور الصُبيّْ.!
- مريم وغبار الزقورات
- كيتلي جلجامش
- أجنحة حمام الدوح
- دربيل عفيفة اسكندر
- ثقافة الحاسوب
- قَدرُ دُخانُ السكائرَ
- مندائية بعطر الآس......!
- آدم وحواء في قريتنا
- بهارات فاسكو دي غاما
- معدان البيسبول
- بسكويت الجنة
- أقباط 24 قيراط
- هيرقليطس ، ديالكتيك الماء والسماء
- دوسلدورف و كرمة بني سعيد..!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الحبوبة وأيام سانوبه......!