|
ياسادة ياكرام .. هكذا نعامل الاستاذ الجامعي ؟
عباس الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 09:07
المحور:
المجتمع المدني
ياسادة ياكرام .. هكذا نعامل الاستاذ الجامعي؟ عباس الحاج
الى رئيس الوزراء د. حيدر العبادي المحترم الى وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.حسين السهرستاني المحترم اود اطلاعكم على قضية تشكل جزء من الجانب القيمي والاخلاقي ازاء شريحة هي رمز وعنوان للعراق ، تلك هي شريحة الاساتذة الجامعيين ومايتعرضون له من اجحاف كان الاجدر بنا ان نمنحهم مكانتهم الاعتبارية لا ان نعرضهم للانتهاك والتشريد .. هذه الشريحة التي يجب ان يقدم لها كل التبجيل كما يحدث في جامعات ودول العالم .. حيث اكد رئيس وزراء فرنسا بأن اساتذة الجامعات الفرنسية هم هوية فرنسا ، ومنحتهم مستشارة المانيا ( ميركل ) اعلى الرواتب في المانيا ، حيث اشارت بأن لولاهم لما كانت تحتل هذا المنصب .. فهل من الانصاف والقيم الاخلاقية ان يرمى الاستاذ الجامعي في الشارع ، حتى لو انتهت علاقته بالجامعة والتدريس او احيل على التقاعد ؟ .. القضية تخص ماحدث اخيرا من انذار مجموعة من اساتذة الجامعة باخلاء الشقق التي منحت لهم .. هل من الانصاف والانسانية والاخلاق ان ينذر من قال عنه الشاعر ( كاد المعلم ان يكون رسولا )؟ . باي مسمى يمكن ان نواجه به ضمائرنا ونحن نعرض هذه الشريحة التي هي ثروة البلاد وذخيرتها التربوية والعلمية الى التشرد ، بدلا من ان تحتضنهم الدولة والمجتمع ؟ اي تدهور قيمي نصل له ونحن نعرض اساتذة الجامعات الى التشرد والى الخطر ؟ القصة بدأت حين كنا في محاضرة الماجستير وجاء من يبلغ الاستاذ المشرف بقرار اخلاء شقته التي يسكنها هو وعائلته.. هذه الشقق التي يسكن واحدة منها استاذنا المشرف تقع خارج الحرم الجامعي وخلف العلوم والتكنلوجيا . وقد اصدر مجلس الوزراء قرارا بتمليكها لقاطنيها من الاساتذة ، لكن الوزير السابق علي الاديب اقدم على ايقاف قرار مجلس الوزراء بالتمليك .!! ان تمليك هؤلاء الاساتذة للشقق اقل شئ يقدم لهذه الشريحة التي على الدولة والمجتمع ان يكرمها باعلى درجات التكريم كونها تشكل ثروة البلاد التي لن تعوض . لقد بنيت تلك الشقق للاطباء ولم يسكنوها ، ثم وزعت على الاساتذة الجامعيين ضمن ضوابط ونقاط مثل اللقب العلمي ،وعدد سنوات الخدمة ، وعدم امتلاك الاستاذ لاي دار او عقار في بغداد ومحيطها . تم تويع الشقق لمدة خمسة سنوات قابلة للتمديد باتفاق الطرفين ( الاستاذ والوزارة )، لكن الطمع والجشع الذي يسكن النفوس دفع اصحاب المناصب العليا في وزارة التعليم الى الضغط لاخراج الاساتذة القاطنين في الشقق من خلال توجيه المساعد الاداري ولجنة السكن لانذارهم بالاخلاء ، وتم تغيير الضوابط من قبل لجنة السكن لكي يتم اخلاء تلك الشقق ومنحها لاصحاب المناصب العليا في الوزارة . سيتم طرد الاساتذة ( كما حدث مع بعض الاساتذة ) ومنحها لمن لديه سكن لكن بدرجة مدير عام او بمنصب امني مستثنين من ضوابط وشروط المفاضلة التي تحكم منحها لقاطنيها . ايها السادة الكرام ان 17 استاذا تنطبق عليهم الشروط مهددين حاليا بالاخلاء والتشرد لاسكان بعض من يمتلك ادوات ضغط او ضمن المحسوبيات مثل مسؤول الدراسات العليا في الجامعة او مساعد رئيس الجامعة او من اصحاب المناصب الامنية .. الخ . ياسادة ياكرام هل سنقوم بتشريد كنوزنا وثروتنا من الاساتذة العلماء بحجج واهية ؟ اما كان بالامكان توسيع البناء للاساتذة الجدد او لهؤلاء الطامعين الجدد بدلا ان نشرد الاساتذة ممن تجاوزت خدمته الجامعية 30 سنة ؟ اما كان الاجدر بالدولة ووزارة التعليم العالي ان تقدر هؤلاء الذين هم الثروة للبلاد وتمنحهم حق الملكية لهذه الشقق اسوة بالوزارات الاخرى التي منحت موظفيها حق تملك الشقق التابعة لها ؟ هل اصبحنا نفتقد ابسط القيم الاخلاقية ونوجه سياط التنكيل لهذه الشريحة التي لن تعوض ؟ الكثير من المرارة والالم يعتصرنا ونحن نرى اساتذتنا بهذا الوضع الذي اقل مايقال عنه بتوصيفه بعدم الوفاء لمن افنى عمره في خدمة البلد وقدم عصارة علمه وجهده لمسيرة التعليم الجامعي ؟ هل علينا ان نخلي البلاد من علمائها ونفرط بهذه الثروة وهذا الصرح وندعوهم الى مغادرة العراق لتعم سلطة الظلام والظلاميين ؟ كم نحن بحاجة الى الوفاء لهذه الشريحة التي لم ولن تعوض ...ادعوكم باسم القيم ان تحافظوا عليهم وتمنعوا من يحاول تشريدهم والمساس بهم . فهل من مصغي لناقوس الانذار الذي نقرعه؟ [email protected]
#عباس_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سكان غزة تحت القصف والبرد وغرق الخيام.. والأونروا: فرص البقا
...
-
جوبالاند تصدر مذكرة اعتقال بحق الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود
...
-
اصابات بقصف استهدف مركزا لتوزيع الطعام على النازحين بمخيم ال
...
-
المحامي الفرنسي جيل دوفير مهندس مذكرات اعتقال نتنياهو وغالان
...
-
مباشر: عودة آلاف النازحين في لبنان إلى ديارهم بعد وقف إطلاق
...
-
الاونروا: ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل لنحو 75 ألف شخص
...
-
دول التعاون الإسلامي توقع اتفاقية لمكافحة الفساد
-
هيئة الأسرى: إدارة سجن الدامون تعامل الأسيرات بطريقة وحشية
-
الأمم المتحدة: نتواصل مع جميع الأطراف بشأن وقف إطلاق النار ف
...
-
شؤون اللاجئين الفلسطينية تسلّم مساهمات مالية لأصحاب المنازل
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|