أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - اضاءة على اضراب سواق السيارات عام 1962














المزيد.....

اضاءة على اضراب سواق السيارات عام 1962


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الضروري استذكار المحطات النضالية في السفر التاريخي للطبقة العاملة العراقية. حسنا فعل الرفيق ابراهيم الحريري عندما سلط الضوء، على صفحة من صفحات نضال كادحي شعبنا، والتي نشرت على شكل حلقات في جريدة، طريق الشعب، دوَن فيها اضراب سواق السيارات الذي حدث في ربيع عام 1962 وبعد مرور اكثر من نصف قرن على تلك الفعالية النضالية، وبغية اطلاع المناضلين العماليين في هذا الزمن الصعب على ذلك السفر النضالي الخالد لطبقتهم العاملة. عادت بي الذاكرة، لتدوين بعض من تلك الذكريات النضالية.
حدث الاضراب في ربيع عام 1962. بسبب زيادة اسعار وقود السيارات ولذلك سمي اضراب البنزين، وقد اثقلت تلك الزيادة كاهل الكادحين من سواق السيارات، مما حدى بنقابتهم، نقابة سواق السيارات ومساعديهم، بالتحرك باعلان الاضراب احتجاجا على تلك الزيادة، وقد كانت نقابة السواق من النقابات القليلة التي سلمت من التزوير الذي جرى بشكل فاضح للانتخابات العمالية، حيث تم تسليم بقية النقابات بالاخص في المشاريع الستراتيجية، الى البعثيين والرجعيين بمساعدة قوى الامن التي لم يطالها يد التطهير بعد ثورة 14 تموز المجيدة، بانتخابات مزورة رافقتها تدخل سافر من القوى السالفة الذكر.
في تلك الايام، كان الجو السياسي يشوبه التوتر، بسبب تصاعد النشاط التآمري لقوى الثورة المضادة، وعدم اتخاذ الزعيم عبد الكريم قاسم اية اجراءات للتصدي لذلك النشاط التآمري المحموم، حاول البعثيون والقوميون وبقية قوى الردة من استغلال الاضراب وتوجيهه على غير وجهته الصحيحة، ذلك بممارسة تصرفات صبيانية وغوغائية، عندما قاموا برمي سيارات مصلحة نقل الركاب في بعض مناطق بغداد بالحجارة وتحطيم زجاج نوافذها، وكان عذرهم اقبح من فعلهم، لكون تلك السيارات حمراء اللون!، لكن سرعان ما تحركت النقابة والشيوعيين في القطاع العمالي لتفويت الفرصة عليهم، وفضح مراميهم الحقيقية من وراء تلك التصرفات، ذلك عبر توزيع بيانات صادرة من الحزب، على نطاق واسع في بغداد، يعلن فيها تأييد الحزب الشيوعي بقوة للمطالب العادلة للسواق كما فضحت تلك البيانات الممارسات التآمرية التي تحاول تحريف مسار الاضراب عن اهدافه الحقيقية.
على ذكر تلك البيانات المطبوعة الصادرة من قيادة الحزب، اخبرني مسؤولي الحزبي آنذاك، الرفيق الشهيد البطل، ابراهيم محمد على المخموري، بأن هناك مسؤولا حزبيا يريد الالتقاء بي، وفعلا تم ذلك اللقاء وكان المسؤول الحزبي هو الرفيق الشهيد البطل صبيح سباهي، لقد سألني الرفيق صبيح عن امكانية طبع البيان الخاص باضراب السواق، في احدى المطابع الاهلية، لكوني كنت مسؤولا عن التنظيم العمالي لقطاع المطابع، فاخبرته نعم هناك امكانية، لان احد رفاق منظمتنا كان يملك مطبعة صغيرة، وقلت له سأفاتحه بهذا الموضوع، وفعلا اتصلت فورا بصاحب مطبعة الثقافة الرفيق الراحل عباس محمد خلف، وعرضت عليه الامر ووافق فورا، اخبرت الرفيق سباهي بأمكانية طبع البيان في المطبعة التي يملكها احد رفاقنا، وذهب بمعيتي الى تلك المطبعة، الصغيرة جدا والتي كانت تقع في بداية عقد النصارى من جهة شارع الرشيد، فسلم لنا البيان، وكان الوقت صباحا، واخبرني بأنه في تمام الساعة الخامسة عصرا، وبعد الانتهاء من طبع البيان سوف ينتظرني احد الرفاق في شارع الجمهورية، امام سوق الغزل، ومعه شارة معينة لاسلمه البيان.
كلفت احد رفاق المنظمة وهو الرفيق الراحل محمود الجبوري، وكان يعمل طباعا بنفس المطبعة، ان يقوم بتنضيد وطبع البيان، وباشرنا فعلا بعملية الطبع، ونتناوب انا وهو على الطبع، وكان العمل يجري ببطئ لكون ماكنة الطبع، نصف اوتوماتيك، وقبل موعد التسليم بنصف ساعة اكملنا طبع ما يقارب الخمسة الاف نسخة، وعبئتها في كيس كبير، واستأجرت حمالا قام بحمله، امام انظار اصحاب المحال، وهم ليسوا على علم بمحتويات الكيس، وعندما وصلنا الى المكان وجدت الرفيق المكلف بالاستلام واقفا ينتظرنا مع سيارته، وكان ذلك الرفيق هو ابراهيم الحريري بعينه، وكنت اعرفه طبعا، لانه كان يشرف على بعض الاجتماعات الخاصة بمنظمتنا، وهو الذي رشحني لعضوية لجنة المشاريع الصغرى، عام 1961 بعد اطلاق سراحي من معتقل جسر ديالى، في احدى زياراته للمنظمة مع الراحلة زكية شاكر التي كانت عضو لجنة منطقة بغداد آنذاك، كما ان الرفيق الحريري كان يعرفني قبل ذلك بسنين، عندما التقينا بمعتقل التحقيقات الجنائية في حزيران من عام 1955 وكان قد جلب من سجن بعقوبة لغرض تسفيره الى بدرة بعد انتهاء محكوميته لقضاء فترة المراقبة، ولهذه قصة اخرى سبق وان كتبت تفاصيلها في الكتاب الذي اصدرته عام 2011، دونت فيه سيرتي السياسية.
بعد تسليمي الامانة للرفيق ابراهيم، رجعت منتشيا الى المطبعة وجلسنا برهة من الزمن، واذا بمفرزة من الامن العامة تداهمنا، وكانت ما تزال بقايا الاوراق التالفة من البيان ملقاة على الارض، لكن المفرزة اكتفت باعتقال الرفيق عباس صاحب المطبعة، كما لم يقوموا بتفتيش المطبعة ولم يتعرضوا لي، اعتقد انهم ضنوا بأنني زبون، وقد زاد اعتقادهم، عندما سلمني الرفيق عباس مفاتيح المطبعة وقال لي ارجو ان تذهب الى بيتنا الكائن في المكان الفلاني وتعطيهم المفاتيح واخبرهم ان هناك ربما اشتباه في امر اعتقالي، وفعلا اغلقت المطبعة ولم اذهب الى بيته، واتصلت بالرفيق مسؤولي الحزبي وطلبت منه تدبير اتصال بالمسؤول الذي التقى بي ولم اذكر له اسم الرفيق صبيح سباهي لانه طلب مني بعدم اخبار اي من الرفاق بهذه المهمة التي يجب ان تبقى محصورا بيننا وفعلا التقيت بالرفيق سباهي وشرحت له الامر، طلب مني الاختباء لعدة ايام حتى ينجلى الامر، لكن موقف الرفيق عباس كان مشرفا، يبدو ان شكوكا كانت تحوم حوله دون اية اثباتات، واطلق سراحه بعد أيام من اعتقاله.



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من مواطن عراقي الى السيد البرزاني
- حقيقة موقف عبد الكريم قاسم من الشيوعيين
- نحو حل جذري للمعضلة العراقية
- مثال الالوسي يترحم على نوري السعيد !!
- هل انحسرت شعبية الحزب الشيوعي العراقي في الشارع فعلا؟
- هبوا ايها العمال لانتخاب من يدافع عن حقوقكم بقوة
- الانتهازيون يشكلون خطرا على الديمقراطية في العراق
- الديمقراطيون لا يستجدون المشاركة في ولائم أمراء الطائفية وال ...
- عام الاخفاقات والفضائح والازمات
- ونحن نحتفل بالاول من ايار.. لنستذكر النقابيين الرواد الاوائل
- نحو تحالف اوسع واشمل للتيار الدمقراطي
- ذكريات سياسية-عشت احداثا وكنت شاهدا عليها-الحلقة الاخيرة
- ذكريات سياسية-عشت احداثا وكنت شاهدا عليها-الحلقة السابعة
- ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة السادسة
- ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الخامسة
- ذكريات سياسية-عشت احداثا وكنت شاهدا عليها-الحلقة الرابعة
- ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الثالثة
- ذكريات سياسية - عشت أحداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الثانية
- ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الاولى
- عام مر على استشهاد كامل شياع، والقتلة مجهولون!!


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - اضاءة على اضراب سواق السيارات عام 1962