أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الستار الكعبي - الاسلام العراقي والاسلام الجزيري / 2- التعامل مع المراة والمعالم الحضارية














المزيد.....

الاسلام العراقي والاسلام الجزيري / 2- التعامل مع المراة والمعالم الحضارية


عبد الستار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 00:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاسلام العراقي والاسلام الجزيري / 2- التعامل مع المراة والمعالم الحضارية
كنا في الجزء الاول قد بينا ان موضوعنا هو التصرفات المجتمعية في مجتمعات كل من العراق والجزيرة العربية ، السعودية منها على وجه الخصوص ، من جهة نوع ومقدار تاثرهما بالاسلام باعتباره المنظومة الفكرية الاساسية الى جانب العادات والتقاليد والاعراف في تحديد نمط العلاقات داخل المجتمع ونظرة الاغلبية المسلمة فيهما الى المواضيع المطروحة من خلال ما جرى ويجري في العراق من صراع بين المدرستين الاسلاميتين الوهابية ممثلة للاسلام السعودي والسنة والشيعة ممثلين للاسلام العراقي .
ونتطرق في هذا الجزء الاخير الى موضوعين مهمين جدا برزا بشكل كبير في السنة الماضية التي استطاعت داعش خلالها ان تؤسس ( دولة الخلافة الاسلامية ) في الموصل :
اولا : المراة
بعد دخول داعش العراق واحتلالها الموصل في 10/6/2015 واعلانها دولة الخلافة ونشرها تعاليمها التي بينت فيها رؤيتها للحياة اتضح ان داعش ركزت على نمط حياة المراة بشكل واضح وحولته الى ماتريد طبقا لفتاواها فاجبرت النساء على ارتداء النقاب ومنعت المراة من الخروج من المنزل الا لضرورة قصوى على ان يكون معها احد افراد عائلتها وتقلص وجود النساء في اماكن العمل والدراسة والوظيفة بشكل كبير . ومن ملامح تعامل داعش مع المراة انهم سيروا فرقا نسوية جوالة في الاسواق والشوارع لمراقبة النساء ومحاسبة اللواتي يخالفن تعاليم داعش وتشكلت فرق عجيبة من نساء شديدات القوة والبأس باسم ( العضاضات) تمتاز الواحدة منهن بالشراسة والجراة والالتزام الشديد بتعاليم داعش ومهمة هذه الفرق العضاضة هي مسك اي امراة في شارع او سوق او اي مكان اخر غير ملتزمة ولو يسيرا بتعاليم داعش وعضها عضات متعددة قوية عقوبة لها على فعلها المنكر (؟!) ويقال ان بعض العضاضات تبقي عضاتهن اثرا ماديا ونفسيا في المراة المعضوضة ...
ومما فعلته داعش انها منعت محلات تجميل النساء واعدمت طبيبة اسنان لمعالجتها الرجال . هذا اضافة الى ماذكرناه في الجزء الاول من المقالة عن سبي النيساء الايزيديات وبيعهن في الاسواق واغتصاب الكثير منهن .
وفي الجانب الاخر فان الاسلام العراقي بشقيه السنة والشيعة لم بتصدَّ لاجبار النساء على ارتداء النقاب ولا حتى الحجاب ولم يتعد دوره الوعظ والارشاد والبيان من خلال الخطب والمحاضرات والكتب فكانت المراة العراقية غير المتحجة تسير بحرية وامان في الكثير من المدن العراقية ولا تشعر بالحوف من فرق عضاضة ولا ممن يجبرها على ارتداء الحجاب ولم تصدر فتوى بمنعها من التسوق او العمل خارج البيت بل انها شاركت الرجل في الكثير من مجالات العمل واعتلت المناصب والمسؤوليات واقتحمت مهنا كانت حكرا للرجال او ذات طابع رجولي من جهة المشقة وطبيعة العمل وحصلت على الشهادات العليا وقادت السيارة وكل ذلك منذ النصف الاول من القرن الماضي . بينما المراة هناك مازالت الى الان تصارع الفتاوى التي تحرم عليها قيادة السيارة مثلا .
ثانيا : الشواهد الحضارية
بعد ان احكمت داعش سيطرتها على مدينة الموصل ونشرت تعاليمها في المدينة بدات مرحلتها الاخرى بتنفيذ ماتراه على الصعد المختلفة ومنها الثقافية بجوانبها المتعددة فاحرقت الاف المخطوطات النادرة الموجودة في الكنائس والجامعات ضمن حربها المستمرة ضد العلم والثقافة وفجرت الكثير من الكنائس ودور العبادة الايزيدية ثم انتقلت الى المعالم الدينية والحضارية فقامت بتفجير مراقد الانبياء والصالحين وهدمت الاثار التي تشهد على الحضارة العراقية العريقة وتعد ثروة انسانية كبيرة وهربت ما تسطيع منها وباعت قسما الى تجار الاثار العالميين وحجة داعش في ذلك ان مراقد الانبياء والصالحين اماكن للاشراك بالله وان وجودها ضد الاسلام وخلافا لاحكامه مما يعني ان تهديمها واجب مقدس وان الاثار شواهد على اقوام وثنية او مشركة ويجب ان تدمر لان استمرار وجودها يعد حربا على التوحيد (؟!)
بينما لم يصدر رجال الدين العراقيون سنة وشيعة فتاوى مشابهة ولم يعلنوا عن تاييدهم للقيام بهكذا اعمال فالثقافة في العراق مزدهرة ولا يعدها الدين شركا والجامعات منتشرة في كل المحافظات والكتب المتنوعة تطبع وتنشر والكنائس ودور العبادة للاديان الاخرى تصدح ترانيمها والعبادات غير الاسلامية تمارس بشكل واضح وعلني من دون فتاوى اسلامية بمنعها بل ان المسملين تبرعوا لحمايتها خلال سنوات الفتنة وبعد تفجير احدى الكنائس المسيحية في بغداد .
اما مراقد الانبياء السابقين والاولياء الصالحين المسلمين فانها مزارات يتبرك بها العراقيون ويصلون فيها من مختلف طوائفهم ويجب حمايتها ويحرم تفجيرها او العبث بها ياي شكل كان .
اما الاثار والشواهد الحضارية المختلفة فلم تكن عند علماء الاسلام العراقيين سنة وشيعة دلالات على الشرك بالله ولا الكفر بل انهم يعتبرونها شواهد على حضارات اقوام سابقة وليست اصنام للعبادة وبالتالي فانها تاخذ صفة التاريخية والسياحية وليست فيها اي صبغة دينية ولا شركية ولم نسمع بفتوى عراقية تحرك البسطاء من الشباب لتفجير مراقد الانبياء السابقين ولا اثار الاولين التي بقيت عامرة مئات السنين حتى حلت داعش بارض العراق وقامت بافعالها الشنيعة .
فشتان مابين الاسلام العراقي والاسلام الجزيري ممثلا بداعش .
عبد الستار الكعبي



#عبد_الستار_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام العراقي والاسلام الجزيري ... ملامح الاختلاف /1
- حوارية بين ملحد عربي ومسلم
- لا سلاما ع الفاسدين ... خواطر غنائية للحالمين
- ايها الملحدون والليبراليون واللادينيون والوجدانيون وال....ون ...
- من يحتل العراق ومن يحرره امريكا ام ايران ام العرب
- الحرامية الشرفاء ... قصص سياسية عن شرف الحرامية /1
- زعماء اوربا يتظاهرون ضد إسرائيل وأمريكا
- استطلاع لنشاط غالبية المثقفين العراقيين على الفيسبوك استعداد ...
- خالتي تكول : الفضائيين ليش هاجمين علينه
- الكتابة ... لماذا نكتب ؟ وهل هنالك ثمرة لما نكتب؟
- على نفسها جنت براقش .... مأساة معاصرة على مسرح الدماء والدول ...
- نريد فتوى بحجم الوطن ... النازحون احباب الامام الحسين عليه ا ...
- حكومة الزعماء في العراق من يحاسبها اذا اخطأت
- الدكتور حيدر العبادي وتحديات المصداقية وصورته المرتبكة اعلام ...
- كتلة (التحالف الوطني) هل تمتلك الحق الدستوري بتشكيل الحكومة ...
- الكتلة الاكبر في مجلس النواب العراقي ... دراسة دستورية وتطبي ...
- الزيارة والانتخابات والمرجعيات في المختبر العقلي
- لمن نعطي اصواتنا في الانتخابات التشريعية العراقية المقبلة
- لماذا نشارك في الانتخابات القادمة وهل يتحقق لنا التغيير ...
- ملامح النفاق في تشريع قانون تقاعد الرفاق


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الستار الكعبي - الاسلام العراقي والاسلام الجزيري / 2- التعامل مع المراة والمعالم الحضارية