زيد كامل الكوار
الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 15:41
المحور:
المجتمع المدني
لمن لا يعرف مكونات البيت العراقي ، بكل تفاصيلها وجزئياتها ، ودقائقها أقول إن الشعب العراقي ، يتكون بأغلبيته من مجتمعات إما أن تكون بدوية أو ريفية المدن ، وتبقى الفئة الثالثة التي تمثل الجزء الأصغر من المجتمع العراقي ألا وهي المواطنين من سكان المدن ، الذين يمثلون في الغالب أرباب الحرف من البنائين والفنيين والتجار والصناعيين ، وموظفي الحكومة من العسكريين والشرطة وموظفي الخدمة ، ويتضح للقارئ الكريم من هذا التمهيد مدى سعة الشريحة الفلاحية والبدوية في المجتمع العراقي ما يعني أن ثلثي الشعب العراقي ينحدرون من أصول عشائرية ، ما يعني بالتبعية ارتباط الجميع بأصول متقاربة ، فكما هو معلوم أن أصول العرب الرئيسة هم العدنانيون والقحطانيون ، ومعلوم أيضا أن أغلب عشائر العراق هم من القحطانيين بالدرجة الأولى ثم العدنانيين بالدرجة الثانية ، على أن هناك حالة خاصة بالمجتمع الريفي العراقي ، يختص بها دون المجتمع العربي عموما ، ألا وهي كثرة التصاهر مع العشائر الأخرى والافتخار بذلك الامتياز على الآخرين ، الأمر الذي جعل بعض عشائر العراق قبلة لطالبي النسب من العشائر الأخرى لأصالة النسب أولا وكرم الأخلاق والسجايا وطيب المنبت ، حتى وصل الأمر ببعض المفتخرين أن يفتخر بأن أسرته ومن ثلاثة أظهر ، لم تزوج واحدة من بناتها ألا في عشيرة أخرى غير عشيرتها ، بل ويعتبرون المرأة التي يخطبها الغريب أعلى قيمة من التي تتزوج في أقاربها ، حيث المرأة عندهم سفيرة عن أهلها و قومها ، وهي كذلك فعلا فالمرأة الصالحة مجلبة المدح والفخر لأهلها ، وما أكثر التحالفات بين العشائر العربية التي كان الفضل فيها للنساء بالدرجة الأساسية ، ما جعل التنوع في المذاهب الإسلامية موجودا في العشيرة الواحدة ، فلا تجد في المجتمع العشائري العراقي ، عشيرة تتألف من مكون ومذهب واحد فقط إلا ما ندر ، وتجد تلك العشيرة على الأغلب من العشائر التي لا تصاهر غريبا ، لطباع خاصة بها ، على أننا وجدنا أن العوائل العراقي مختلطة المذهب ما زالت تديم ذاك الاختلاط والتلوين في زيجاتها ، غير ناظرين إلى المذهب ، أو العشيرة أو حتى القومية والدين ، في بعض الأحيان ، وما أحوجنا اليوم في مجتمعنا إلى نماذج من هذا النوع ، تؤسس للحمة وطنية حقيقية تنبذ الطائفية والعرقية والإثنية ، هذه العوائل بحق تصلح لأن تكون معلمة للتآلف والأخوة والمحبة وتنتج وتربي جيلا محبا ينبذ الفرقة والعداوة والثأر والانتقام ، حينها نكون مجتمعا متصالحا مع نفسه 0
#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟