أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد أيوب - ظاهرة التسول في المجتمع الفلسطيني














المزيد.....

ظاهرة التسول في المجتمع الفلسطيني


محمد أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 1341 - 2005 / 10 / 8 - 09:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


انتشرت في العقد الأخير ظاهرة غريبة على المجتمع الفلسطيني هي ظاهرة التسول ، فقد بدأت هذه الظاهرة بشكل محدود ، حيث بدأ بعض الأطفال والنسوة في التجول في الأسواق وهم يسألون المارة أو أصحاب المحلات التجارية بمد يد العون لهم ، وقد كان البعض يحملون تقارير طبية تشير إلى أن لدى المتسول مريضا يحتاج على علاج ، أو أن لديه أيتاما يعولهم وهم بحاجة إلى المساعدة ، وقد كان البعض يستجيبون فيقدمون ما تجود به أنفسهم ، خصوصا وأن المجتمع الفلسطيني تعرض لنكبات ومصائب أضرت بأسر كثيرة ، فقد فقدت بعض الأسر من يعيلها بسبب الموت أو الاعتقال أو أي سبب آخر ، ولكن ظاهرة التسول لم تتوقف عند هذا الحد ، فقد تطورت هذه الظاهرة بحيث أصبح التسول يتم باستخدام سيارات تحمل مكبرات الصوت وتطالب المارة بأن يجودوا بما يستطيعون لبناء مسجد هنا أو مسجد هناك ، في جباليا أو في رفح ، ويؤكد المتكلم على أنه ما نقص مال من صدقة ، ليقوم المارة بوضع ما يجودون به في صندوق مغلق له فتحة ضيقة .
ترى كيف يمكن التأكد من أن الأموال التي يتم جمعها تذهب في الاتجاه الصحيح وأنها لا تذهب إلى جيوب من يقومون بعملية جمع الأموال ؟ وما الذي يضمن شفافية هذه العملية ، وهل يجوز أن يساء إلى الشهداء عندما تطرح أسماؤهم في معرض مطالبة المارة بالتبرع لبناء هذا المسجد أو ذاك ، وهل يجوز أن تبنى المساجد بهذه الطريقة التي تسئ إلى الإسلام والمسلمين ، من حق المتبرعين أن يتساءلوا عما إذا كان من يقوم بجمع هذه التبرعات تابعا لجهة ما ، أو أنه يحمل ترخيصا بجمع هذه التبرعات ، وما هو دور الشرطة والجهات المختصة في وضع حد لهذه الظاهرة خصوصا وأن صوت مكبرات الصوت تشوش على طلاب المدارس المجاورة أو المستشفى المجاورة ، لأن من يجمع هذه التبرعات يقف فترة طويلة في المكان الذي يتكاثر فيه الناس .
من حق المواطن أن يتساءل : من المسئول عن بناء بيوت الله والإشراف عليها ؟ وما هو دور وزارة الأوقاف في هذا المجال ؟ أم أنه من حق كل إنسان أن يوفر سيارة ومكبر صوت ليقوم بجمع التبرعات بحجة بناء مسجد هنا أو مسجد هناك ، لابد من تنظيم عملية بناء المساجد والإشراف عليها حتى تتوقف ظاهرة جمع التبرعات باسم بناء المساجد ، فالمساجد بيوت الله ، والله في غنى عن صدقات تجمع باسمه من أناس قد يكونون في أمس الحاجة إلى ما يدفعونه ، والمساجد بعد ذلك هي مكان يجتمع فيه المسلمون كل المسلمين ، ولم تكن المساجد في يوم من الأيام مساجد حزبية تابعة لهذا التنظيم أو ذاك بحيث تستغل منابرها لخدمة هدف ضيق لهذه الفئة أو تلك ، من المحزن حقا أن نجد أنّ مساجدنا أصبحت مثلها مثل أعمدة الكهرباء والتليفون وجدران المنازل التي تطل على الشوارع ، فقد بتنا نرى عبارات على جدران هذه المنازل مثل عبارة خاص بتنظيم كذا أو جماعة كذا ، ولا يستطيع صاحب المنزل أن يعترض أو أن يتفوه بكلمة ، وكأن جدران بيته أصبحت ملكا للآخرين ولا سلطان له عليها إلا في حالة دفع الغرامة التي كان الاحتلال يفرضها على صاحب البيت بسبب الشعارات المكتوبة على جدران بيته ، كما يتم إلزامه بمسح هذه الشعارات مما يعرضه للمساءلة من طرف من كتبوا هذه الشعارات بحيث أصبح المواطن بين شقي رحى .
وقد كان من الممكن أن يعفى المواطن من هذا المأزق لو أن الفعاليات النضالية كتبت في بيان يتم توزيعه بكميات كبيرة بحيث يصل إلى الجميع دون أن يتعرض أي مواطن للمساءلة من هذا الطرف أو ذاك ، وبحيث نحافظ على نظافة مدننا وجمالها ، لكن عادة الكتابة على الجدران استمرت حتى بعد التوقيع على اتفاقيات أوسلو ، بل إن هذه الظاهرة تكرست واستفحلت ، والغريب أننا صرنا نبحث عما يفرقنا بدلا من البحث عن القواسم المشتركة التي تجمعنا حولها وتقوي أواصرنا بحيث ننصهر في بوتقة واحدة هي بوتقة الشعب الفلسطيني والأمة العربية ، فقد نجحت الانتفاضة الأولى في عام 1987م في تحجيم الظاهرة القبلية بحيث كادت تتلاشى ، ولكن هذه الظاهرة عادت إلى الظهور بعد توقيع اتفاقيات أوسلو ، وقد رافقتها ظاهرة أشد إيلاما هي ظاهرة القبلية السياسية ، فقد تحولت تنظيماتنا المناضلة إلى قبائل سياسية تعتمد على الولاء بدلا من الاعتماد على الكفاءة وبناء الفرد فكريا وسلوكيا ، مما نشر ظاهرة التعصب الحزبي ونصرة الحزب ولو كان على خطأ .
لابد لنا جميعا من وقفة مع الذات ، سلطة ومعارضة ومواطنين لإعادة بناء المواطن الفلسطيني على أسس سليمة لنجعل منه مواطنا صالحا ، ولنجتث كل الظواهر السيئة في مجتمعنا وفي مقدمتها ظاهرة التسول ، وهذه مسئولية وزارة الشئون الاجتماعية ووزارة الأوقاف والسلطة الوطنية الفلسطينية التي يجب أن تلتزم بتوفير أسباب الحياة الكريمة لكل مواطن محتاج بدلا من أن يلجأ هذا المواطن إلى التسول للحصول على الضروريات اللازمة لاستمراره على قيد الحياة .






#محمد_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوابيس تأتي في حزيران - الفصل الثامن
- الكوابيس تأتي في حزيران - الفصل السابع
- من المسئول عن إطلاق الرصاص على العمال في محافظة خان يونس
- حين يعطش البحر ويظمأ الغيم
- الكوابيس تأتي في حزيران - الفصل السادس
- العريس
- أشتاق إليك - خاطرة ،
- 5-الكوابيس تاتي في حزيران
- الكوابيس تأتي في حزيران - الفصل الرابع
- الكوابيس تأتي في حزيران - الفصل الثالث
- الانسحاب والمستوطنات بين الواقع والطموح
- الكوابيس تأتي في حزيران
- الكوابيس تاتي في حزيران
- صور وحكايات
- المؤسسات غير الحكومية بين التجني والجناية
- الشبح
- لماذا كل هذه التعقيدات يا وزارة المواصلات
- دويلة في قطاع غزة
- أين علم فلسطين
- المستنقعات البشرية


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد أيوب - ظاهرة التسول في المجتمع الفلسطيني