أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - الاعلام الحربي















المزيد.....

الاعلام الحربي


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلام الحربي
الإعلام بشكل عام هو العملية التي يتم من خلالها إيصال الفكرة , أو الرسالة من المرسل إلى المتلقي بواسطة الوسائل المتاحة كالسينما , والصحف , والراديو, والتلفزيون, وأخيرا الانترنت وتشعباته المتعددة التي توجت بتقنيات التواصل الاجتماعي , كقنوات فاعلة وجديدة الأسلوب في التدفق ألمعلوماتي خارج مؤسسات النظام الرسمي الذي كان يسيطر بشكل تام على تدفق المعلومات .
فلو تأملنا المشهد الإعلامي في العراق بعد سقوط النظام , وهذا العدد الهائل من الصحف , والقنوات الفضائية ,التي تعكس حالة الانفجار العشوائية تبدو كظاهرة صحية وطبيعية كنتيجة منطقية لاستبداد النظام السابق وممارساته المقيدة لحرية الرأي والنشر والتعبير , فانفجرت مشاعرهم وأفكارهم كرد فعل لهذا الاستبداد الإعلامي , والثقافي , والسياسي السائد آنذاك , على الرغم عما نتج عن هذا الانفجار من فساد إعلامي يقوم على عنصر التمويل , وشراء الذمم للقضايا والأحداث المثيرة , في عصر لم تستطع الحكومة من التشويش عليها , أو منع المواطنين من متابعتها , لذلك نلاحظ أن في الأزمات التي تحصل في أي بلد يتعرض للغزو أو للاحتلال والسيطرة على مقدراته , بأشكال وآليات مختلفة يشكل فيه الإعلام المضاد امرأ خطيرا على حساب ثقافة البلد وتراثه, كما حل في العراق في ظل الاحتلال الذي جاء ملتحفا بلحاف الديمقراطية ليفضي إلى هيمنة الفساد والتبعية.
فجوهر الإعلام هو التحقيق الصحفي وحب الاستطلاع الذي دائما ما يهدف إلى كشف وإبراز الحقائق , في عصر التطور التقني بوسائل الإعلام , وتطور أدوات الرقابة والتحكم الذي ساعد على نقل الإحداث بشكل مباشر من أماكن وقوعها بالصوت والصورة عبر الأقمار الصناعية , مقترنا بالخبرة والتجربة, وتنوع المستخدمين , أدى في النهاية إلى نشوء كوادر إعلامية جديدة وواعدة تشق طريقها وسط كم هائل من فوضى وإسفاف إعلامي غير منضبط .
فعملية رصد الحدث, وتحويله إلى خبر, وصياغته , وتحريره , ونقله عبر الأثير في ظروف الحروب والمواجهة يحتاج إلى دقة عالية من المهنية والممارسة , وسط منافسة بين وسائل الإعلام المقروءة , والمسموعة وما تشكله هذه المنافسة من صراع على المشاهدين, والتي غالبا ما تدور على سرعة نشر الخبر , والسبق الصحفي لجذب الجمهور .
إن الصحفي الذي لا يمتلك الحس الوطني نحو ميوله على معايشة الواقع بكل مجرياته بما فيها درجة المجازفة والمخاطرة التي تعتريه , كالذي يدعي الدين وقلبه خالي من الإيمان , فالمهمة تكمن في قدرة الصحفي على تحفيز الإحساس الوطني حيث يلزم , والتوجه بشكل عام دون تفضيل العرض على الخبر , والشكل على المضمون, والدراما والإثارة على درجة الأهمية , وبالتالي الابتعاد عن التحقيق الصحفي الجدي الذي يبقي السمعة المميزة للإعلام الحر في ظرف يكون فيه المواطن أحوج ما يكون إلى متابعة المتغيرات الآنية في ساحة المواجهة ضد العدو .وفي هذا زادت الأهمية التي يكتسبها الإعلام الحربي بوصفه الجهة الرئيسة اللافتة لانتباه ألجمهور والمطلعة على حيثيات الإحداث ومجرياتها ومن ثم نقلها والتي غالبا ما تسهم في تغيير جذري في طريقة تفسير الناس وتفاعلهم مع الحدث , وهذا ما نلمسه في هذه الأيام بنقل وقائع انتصارات جيشنا وقواتنا الأمنية وفصائل المقاومة والحشد الشعبي المجاهدة ضد عصابات داعش الإرهابية .
إن الإحداث لا يمكن فهمها من خلال معرفة من هي , أو معرفة صفاتها , وإنما يمكن معرفتها من الدور الهيكلي الذي تلعبه القصة , ومن هذا النموذج يمكن تطبيقه على آي عملية سرد أو قص من اجل اكتشاف كيف يقوم الصحفيون بوظيفتهم في سرد التقارير الإخبارية والقصص , لكي يتوصل المتابع أو المتلقي إلى استنتاجات بشأن ما تم كشفه وتحقيقه , فلا يكفي أن نكتب ما يريد القارئ أن يعرفه, وما يجب علينا أن نقول له عن الحدث , بل يجب علينا أن نتقدم للقارئ بكل الأدلة التي نعثر عليها سواء كانت دامغة , أو غير دامغة .
إن أكثر الأمثلة جاذبية على حرفة السرد لدى المراسل الحربي هي تلك التي تمثل فيها البراءة المشكلة القصوى , إذ بيد أن السرد في هذه القضايا ليس من وجهة نظر الوسيلة الإعلامية , وإنما من وجهة نظر الواقع المشاهد, فالصورة الصحفية هي التي نجد فيها الحدث , أو القصة التي نقرأها , وكذلك فإنها تكمل لنا الرؤية وكأننا شاهديها بالعيان لكون الصورة هي لغة عالمية يفهمها الجميع .
وفي هذا الصدد يرى كل من ( فرانك دينتون ) و (كارتر هاروارد ) في كتابهما إعادة اختراع الصحيفة ( انه على الصحفيين أن يتقبلوا فكرة أن الصحافة لم تعد أخبار , أو أوراق فقط , ولكن عليهم أن يتقبلوا التحول إلى صور على الشاشة) .
فالتغطية المباشرة للإحداث تفرز لنا أوجه القوة ومواطن الضعف والقصور في الأداء , والوقوف على الظروف التي يعمل في إطارها الصحفي , ومدى تأثيرها على ممارساته , وسياسة الوسيلة وأساليب تغطية الإحداث المعتمدة في التحرير, والضغوط المهنية والاعتبارات الزمنية التي تشكل نوع من القلق والتوتر الناجم من ملاحقة الإحداث والمنافسة في الحصول على الإخبار ومتابعتها .
لذلك ومما تقدم يتطلب منح العاملين في الإعلام الحربي ( والمراسلين منهم على وجه الخصوص) , الحرية لتقديم وجمع الإخبار دون خوف, كحرية اتخاذ القرار في إذاعة الإحداث والآراء على الهواء, في مقابل بيئة مملوءة بالتعتيم والتشويه المتحيز المقصود من القنوات الفضائية العربية والعالمية.
إذن لابد من السعي إلى إيجاد نتاج إعلامي عراقي محلي ذي نوعية جيده , ولكي ينجح هذا المسعى , لابد أن نبدأ بتقوية المقومات الأساسية للإنتاج الإعلامي الحربي , كتدعيم المناهج والبرامج في المؤسسات الأكاديمية ومراكز التدريب الإعلامية, حيث ثبت في بعض القنوات الفضائية المحلية الوطنية قدرا عاليا من المهنية في نقل الإحداث أولا بأول في مشهد متكامل من الإعلام الفضائي الخارجي , بما يؤمن تغطية أحداث المعارك وتعميمها محليا وعربيا وعالميا , ممثلة بمراسليها الإبطال المرافقين لمعارك الشرف والدفاع عن الوطن التي تخوضها قواتنا البطلة من الجيش , والحشد الشعبي , وفصائل المقاومة, وأبناء العشائر, في إعادة تشكيل خريطة العمل الاتصالي والإعلامي في العراق بتوصيل ونقل الملاحم البطولية بكل تفاصيلها وملابساتها من مصادر وقوعها جنبا إلى جنب مع المقاتلين على الرغم من خطورة الموقف وتداعياته المتشابكة , ولا يفوتنا أن نشير إلى الخطوة الايجابية التي اتخذتها نقابة الصحفيين العراقيين في تكريم المراسلين الحربيين وعلى شكل وجبات , وهذا ينم عن الاهتمام العالي الذي توليه النقابة بالجهود التي يبذلها العاملين في مجال الإعلام بشكل عام , والمراسلين الحربيين منهم بشكل خاص وفي أحلك الظروف .



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخل الدولي وتداعياته
- ازمة الكهرباء
- العشائر وشيوخ التسعينات
- مستقبل العراق السياسي
- الاعلام بين الحرية والمسؤولية الاجتماعية
- سموم الحكم
- التأسيس لتقسيم العراق
- المراجعات المملة
- طلبة الصفوف المنتهية
- سياسة اذاعة BBC العربية
- المواقف المشرفة
- تسليح ابناء العشائر


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - الاعلام الحربي