|
111 سنة سجنا للحركة الطلابية المغربية بمؤامرة من النظام والظلام والتحريف
محسين الشهباني
الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 21:32
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
111سنة سجنا للحركة الطلابية المغربية بمؤامرة من النظام والظلام والتحريف
يقول لينين:
“ينبغي أن لا ننسى أن النضال ضد الحكومة في سبيل مطالب جزئية والكفاح من أجل انتزاع تنازلات جزئية، ما هي سوى منازلات صغيرة مع العدو، سوى مناوشات صغيرة في المواقع الأمامية، أما المعركة الحاسمة فلا تزال أمامنا. ان قلعة العدو تنتصب أمامنا بكل قوتها وهي تمطرنا بحمم من القنابل والرصاص تخطف بيننا أحسن محاربينا، فيجب علينا أن نستولي على هذه القلعة” ( 1 )
يشتد الهجوم الممنهج يوما بعد يوم للنظام المتعفن اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي واذنابه من احزاب كارتونية واصلاحية وتحريفية انتهازية ودكاكين نقابية بمختلف تلويناتها (الرجعية الظلامية الاصلاحية واليسراوية) والقوى الظلامية الفاشية، الكلب الوفي في فرض وتجسيد المخططات التصفوية للإجهاز على ما تبقى من المكتسبات التاريخية للجماهير الشعبية بكل فئاتها (طلبة، عمال، فلاحيين، معطلين، بحارة، معتقلين سياسيين.. ) والتي تفضح بالملموس زيف الشعارات من قبيل طي صفحة الماضي، الإنصاف والمصالحة العهد الجديد مرحلة انتقالية في طي ملف سنوات الرصاص.
وبقدر ما تلوح بوادر انتفاضة للجماهير الشعبية الساعية الى التغيير الجذري والانعتاق من نير هذا النظام العميل المتعفن فسادا واستبدادا، يتسابق الخدام الاوفياء الى محاصرة الانتفاضة وفرملتها والحد من تأثيرها على المدى القريب والمدى المتوسط والتنسيق مع اجهزة السرية والعلنية لممارسة القمع الممنهج والحصار والتضييق والاعتقال والمتابعة وطبخ الملفات المفبركة الجاهزة لإخراس الاصوات الشريفة وتركيعها.
بعد مؤامرة 24 ابريل الخسيسة التي لعب ادوارها مجموعة من الأعداء الطبقيين ابتدأت مسرحيتها بالمراسلة التاريخية للنعش البيروقراطي واتمها الفصيل الطلابي المحسوب على الحكومة الحالية بزعامة المجرم حامي الدين الملطخة اياديه بدماء الشهيد آيت الجيد بنعيسى وتدخلت فيها اطراف سياسية انتهازية من اجل تجريم الشرفاء وبث التفرقة في صفوف المناضلين لانزال بنود الميثاق الطبقي للتركيع والتبضيع في محاولة لكسر شوكة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالعسكرة المكثفة وهدم الحي الجامعي ومحاولة فرض رسوم التسجيل في الكلية: 2000 درهم على الطلبة وفرض المخطط الرباعي بالقوة واعتقال شرفاء هذا الوطن ساعات على ذكرى 20 يونيو المجيدة وفي اول من رمضان هدية النظام الى القوى الظلامية الرجعية لها رمزية ومباشرة بعد الافطار يتم النطق بالحكم 111سنة سجنا في حق 7 طلبة وفي فترة الامتحانات وما سيليها من عطلة للطلبة دون ان ننسى ان الخريطة الانتخابية في لمساتها الاخيرة من طرف وزارة الداخلية لترضية الحزب الرجعي في افق الحسم في اللاعبين الحقيقية في المرحلة القادمة اما الاحتفاظ بالمحكومة الحالية للاستمرار في تنفيد ما عجزت عنه باقي الحكومات او اعادة خلط الاوراق من جديد لمكونات جديدة ممكن ان تلعب فيها مكونات الاحزاب اليسراوية الدور الرئيسي، جاء هذا الحكم في توقيت جد محسوب للنظام الا انه اخطأ عندما مدد خمسة عشرة سنة سجنا في عمر الحركة الطلابية ظنا منه انه سيركع هذه الحركة المناضلة ومعها كافة القوى الثورية. في حين انه اعطى نفسا وزخما سيمتد لعقد ونصف عمر سنوات الاعتقال في حالة اذا بقي المعتقلين على قيد الحياة لانهم ينشدون الشهادة سيرا على خطى سعيدة المنبهي ومصطفى مزياني. كما ان هذه الرسالة لم تحبط الجماهير الطلابية الثابتة على خط الشهداء، اذ ردت الجماهير الطلابية بالقلعة الحمراء على الأحكام الصورية في حق المعتقلين السياسيين دون ان تلتقط انفاسها بتظاهرة تنديدية نحو حي الليدو تنديدا بالأحكام الجائرة في حق المعتقلين السياسيين ال 7، معتقلي مؤامرة النظام والظلام ل 24 أبريل 2014، ( عبد الوهاب الرماضي، عبد النبي شعول، مصطفى شعول، بلقاسم بن عز، محمد غلوط، ياسين المسيح، هشام بولفت المحكومين صوريا ب 15 سنة لكل واحد منهم، والحكم الصوري في حق المعتقلين السياسيين أسامة زنطار وزكرياء منهيش بثلاث سنوات سجنا نافدة لكل واحد منهما).
على مسار الشهيد مصطفى مزياني وعلى نهج الشهيدة سعيدة المنبهي ونهج المعتقلين السياسيين للحركة الماركسية اللينينية المغربية الى الامام وباقي القوى الثورية ببلادنا يسير معتقلو ظهر المهراز القابعين سواء بعين قادوس أو بباقي سجون الذل والعار.
حتى عائلة المعتقلين “الامهات ” اللواتي تلقين الصدمة في بداية بحرقة وصدمة بالغة سرعان ما استجمعن قواهن واصبحت كل ام رغم حرقة فقدان الابن وراء القضبان واغلبهن من لها ابن واحد الا انهن في حالة من نكران الذات وثورة على الواقع اللئيم تهدين بفخر ابنائهن شهداء فداء للطبقات الشعبية المسحوقة وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على تطور وعي امهات المعتقلين من النضال من اجل فلذات أكبادهن الى النضال من اجل الاعتقال السياسي باعتباره قضية طبقية وتجاوز العاطفة الى الوعي بالواقع الملموس فليسجل التاريخ بمداد من ذهب صمود أمهات المعتقلين وعائلاتهم ووجودهن الميداني في كافة المحطات للتشهير بالاعتقال السياسي وصمودهن امام الالة القمعية التي ما فتئت تقمعهن في كافة المحطات النضالية ومنعهن حتى من حضور محاكمة ابنائهن .
الا ان أكثر الاساليب حقارة وخبثا ، هي حينما يتجلبب المرء بجلباب المناضل المبدئي الملتزم بقضايا الجماهير الشعبية في العلن بينما حقيقته ، المكشوفة امام التاريخ والميدان ، تعكس كونهم مجرد كائن انتهازي من فصيلة الخفافيش تنتعش في جنح الظلام وتعشعش فيها كافة الطفيليات والامراض والفيروسات ويكتفون فقط بالإدانة الافتراضية عبر الشاشات الكمبيوتر ويلعبون دور المراقب والمعلم صاحب القلم الاحمر وكانه يعدم الفعل النضالي او يعتمد على الانتقائية في المواقف … انها الانتهازية بكل بساطة. تقتات بدماء الشرفاء وترقص على جثت الشهداء ومنهم من يصرف اجندة النظام عبر جرعات التي تحفل بها بيانتاهم التي تهيء لذلك كان اخرها احدى بيانات النعش البيروقراطي الذي اشار الى ما قد يقع لفراشة البرنوصي وكانه على دراية تامة بالاتي كما سبق الى التضامن مع المعتقلين السياسيين كخطوة استباقية للنطق بالحكم مع العلم انه جزء من المؤامرة ومن تجريم المناضلين الى جانب اطراف اخرى بدورها سارعت الى نفي تهمة الاجرام بعدما صدمهم ثقل سنوات الاعتقال واصدرت كتاباتها من هنا وهناك
واهم من يظن ان هذه المؤامرة تقتصر على الحركة الطلابية وحدها فقط الا ان موقع فاس هو شوكة في حلق النظام تنجب الكوادر الثورية الى جانب المواقع الجامعة (وجدة، فاس، مراكش، تازة، مكناس، القنيطرة، أكادير…) غير ان المؤامرة تتجاوز كل ذلك لأنها تسعى لإقبار الفعل النضالي من داخل الجامعة وخارجها (ضحايا هدم السكن، الفراشة، طرد العمال، مصادرة اراضي الفلاحين الفقراء قمع حركة المعطلين …).
ان التخاذل وعدم اتخاد موقف واضح من تطورات الاحداث يعتبر موقفا في حد ذاته يخدم النظام والرجعية معا والتنازل النظري هو تنازل عن البوصلة الموجه الحقيقي للطريق السليم .
يقول الرفيق عزيز المنبهي : فالتنازل عن موقف يصبح تنازلا عن قضية، وكل اللذين تخلوا عن طريق الشهداء وارتدوا عن الماركسية كان شعارهم في البداية لا يجب أن نكون متطرفين أرثوذكسيين وجامدين عقائديا، فبدأت التنازلات والمحاباة مع الإنتهازية والإصلاحية حتى الطلاق التام مع الماركسية أو الارتماء في أحضان النظام ( 2 ).
ان مهام اللحظة تقوم في اصطفاف كافة الماركسيين اللينينين والذي اصبح واجبا وبنوع من النضج السياسي والوعي النظري والحضور الميداني وتبني قضية الاعتقال الطبقي شكلا ومضمونا بعيدا عن الشعارات الرنانة والمزايدات والانتقائية ولم الشتات والاجابة الموضوعية عن المرحلة وتجاوز النميمة السياسية والحلقات الضيقة تجسيدا “لا نظرية سليمة بدون ممارسة” والابتعاد عن التجربانية وسفسطة المقاهي والبارات والمنتديات والتنسيق في الكواليس مع الانتهازية التحريفية والزعماتية الفارغة والخطابات الجوفاء المحتوى التي لا تتجاوز العالم الازرق وبث السموم عبر مناقشات ذات افق ليبرالي و تحريفي بمضمون ثوري او الرهان على فئة بعينها دون الاخرى وضرب استقلالية الحركات ومحاولة اعتبارها مجرد دمى يمكن تحريكها من الخارج وتصفية حسابات سياسية عبرها.
“… اذا كانت هذه الفرق تضم عددا لا يستهان به من الاشتراكيين-الديمقراطيين الشرفاء والنزهاء، ولكنها ظهرت مغامرة، بمعنى انه لم تكن عندها اية افكار متينة، جدية، اي برنامج وتكتيك وتنظيم، اية جذور وسط الجماهير .
هكذا ، وهكذا فقط ، وبدراسة التاريخ ، والتأمل في المعنى الفكري لدعوة معينة، والتثبت بالأفعال من صحة الاقوال، يجب على الناس الجديين ان يقيموا التيارات والشراذم الحالية .
فالأقوال لا يصدقها غير الحمقى .
ان احزاب العمال لا توحد في اي مكان من العالم مجيمعات ” تيارات” المثقفين، بل توحد العمال بشرط. -
الاعتراف بقرارات ماركسية معينة في التكتيك والتنظيم وتطبيقها. -
خضوع اقلية العمال الواعيين لأغلبيتهم. -
وهذه الوحدة القائمة على اساس التنكر بلا قيد ولا شرط لا عداء النشاط السري. -
…-لا تصدقوا الاقوال تثبتوا منها بالأفعال تروا ان كل خطوة تخطوها كل الفريقات و”المجيمعات” المغامرة ستكشف بوضوح متزايد ابدا ذبذباتهم العاجزة والحقيرة. - يجب على العمال الذين لا يريدون ان يخدعوا ان يتحققوا بدقة من كل فرقة صغيرة سواء من حيث جدية افكارها ام نت حيث جذورها وسط الجماهير . عدم تصديق الاقوال ، التثبت بأقصى الدقة – ذلك هو شعار الماركسيين العمال” ( 3 )
-----------------------------------------------------------------------------------
( 1 ) المجلد الرابع ص 277 ( المهمات الملحة لحركتنا)
( 2 ) مناضل ماركسي لينيني مغربي . شقيق الشهيدة سعيدة المنبهي .عضو منظمة الى الأمام منذ تأسيسها ومساهم قاعدي في واجهات صراعها الطبقي ضد التحالف الطبقي الحاكم . رئيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المؤتمر 15 . تعرض للاختطاف والتعذيب والسجن. لا زال يصارع من أجل الأفكار الشيوعية الثورية الوطنية الديموقراطية الشعبية ومن اجل التحرر والاشتراكية
( 3 ) فلاديمير لينين “رابوتشي” “العامل” العدد 8-9 يونيو 1914 المجلد 25 الصفحة 223-220-
بقلم : محسين الشهباني
#محسين_الشهباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اذناب النظام يحاكمون جريدة صوت الشعب من اجل مقال حول المعطلي
...
-
نزيف الوحدة الصامت
-
متى تشرق الشمس بالحب ؟
-
النص الكامل للحوار التي اجرته شبكة نشطاء الاخبارية (الصحراوي
...
-
(دراسات علم الاجتماع ) تاريخ عبادة الاعضاء الجنسية من العصور
...
-
-العنصرية -المراة التي تم بيعها واغتصابها و حنطوها بعد موتها
...
-
آليات تحليل الصورة وابعادها الدلالية
-
رسالة الى حبيبة مجهولة
-
الجنس والسلطة بين الكبث والاخضاع والتحرر
-
دراسات (علم الاجتماع) : اختلاف وتطور الخجل والحياء بين الشعو
...
-
الثائر لا يساوم ولا ييأس بل يقاوم وبقوة يضرب
-
فراشتك تخبئ بين ثناياها زر لذتك
-
فاتح ماي 2015 و الاستمرار في خيانة الجماهير الشعبية من طرف ا
...
-
الوطن والحب
-
مفهوم الانتماء و أفقه في التنظيمات الانتهازية
-
ساروي حدائقك من اضلعي لتعيشي طويلا
-
الخيانة وجهة نظر المتذبذب
-
الدور التوفيقي للتحريفية و الاصلاحية في محاولة اقبار حركة 20
...
-
بحق الرعشة العظمى لا تتركي القصيدة تموت
-
فلاديمير لينين : بصدد روح المغامرة
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|