أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - لماذا الأزهر والسلفيون يتمسكون بالبخاري ؟













المزيد.....

لماذا الأزهر والسلفيون يتمسكون بالبخاري ؟


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 02:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كما هو معروف عنهم شدة دفاعهم عن الرجل، لدرجة أن يتهموا كل طاعن أو مخالف للبخاري بالزندقة والحرب على الإسلام، ولا يعترفوا بأي فكرة ولو منطقية تعارض هذا التوجه، وحين يفشلوا في الرد على الشبهات والعلل التي تنسف صحيح البخاري يلجأون فوراً للف والدوران..والتأويل والتقعير والتدوير في سبيل إحباط قواعد وأدلة الخصوم..حتى لو كان سلوكهم هذا باطلاً ولا يقعنهم على المستوى الشخصي..

السؤال هنا: لماذا الأزهر والسلفيون يتمسكون بالبخاري ؟

الجواب: أنهم وجدوا أن صفات الله والقول بقدم القرآن وقت صراعهم مع المعتزلة ..كل هذا سينتهي فور الطعن في هذا الكتاب، وفي هذا الرجل بالتحديد الذي كتب كتاباً آخر وهو.."خلق أفعال العباد"..يرد فيه على المعتزلة ويهدم دينهم بالرواية دون مناقشة أدلتهم عقلياً، ولذلك شاع في مذهبهم أن استعمال العقل في أضيق الحدود..والاعتماد أكثر على الروايات المدسوسة والتي ظهرت خصيصاً في هذه الأجواء.

بمعنى أوضح

أن قبولهم الطعن في البخاري يهدم كل علومهم التي بنوها على مقولة.."قدم القرآن"..وأهمها عقائد.."الناسخ والمنسوخ"..و.."عدالة الصحابة"..و.."حجية السنة/الحديث"

أولا: فهدم عقيدة الناسخ والمنسوخ يعني لديهم أن القرآن وحدة متكاملة، لا بطلان لآية ولا استبدال لأخرى، ولأنهم رأوا تعارضات ظاهرية في القرآن..رأوا أن الحل الوحيد لفهمها هو القول بالناسخ والمنسوخ..وبالتالي ليس لديهم حل سوى طريقين اثنين لو فسد البخاري : إما التأويل الباطني كما فعل الإسماعيلية، وإما الوقف الظاهري كما فعل الظاهرية، وفي كلا الأمرين لديهم ضلال يؤدي إما إلى التشبيه أو إلى التعطيل.

لأن الطريق الآخر وَعِر وهو طريق المعتزلة الذين قصّروا على أنفسهم المسافات واستراحوا من عناء التأويل وقالوا بخلق القرآن، وهو المعنى الأصيل لمفهوم.."التاريخانية"..الذي تبناه العديد من مفكري وفلاسفة المسلمين المعاصرين كنصر أبو زيد وفرج فودة وغيرهم.

ثانياً: سيهدم عقيدة.."عدالة الصحابة"..وهو ما يعني سقوط كل مفاهيم ومفردات.."علم الحديث"..القائمة على عدم رد أي حديث يثبت وصله لصحابي، وحسب تعريفهم للصحابة أنه كل من رأى الرسول ولو ساعة..وعليه فقاعدة الراوية لديهم ضخمة حسب الأعداد المستحقة لهذا التوصيف التي وصلها البعض لمئات الآلاف من الصحابة، وعليه .لو اهتز البخاري هدمت هذه القاعدة بالكامل وانهار معها علم الحديث بالكلية.

السبب في هذا المأزق لديهم أنهم اعتبروا أن كتاب البخاري صحيح بالكامل، بل هو أصح الكتب بعد القرآن، وتغنوا بهذه المقولة الساذجة التي ورطتهم بعد شيوع عصر الاتصالات والمعلومات، ولم يكن بخلدهم أن يظهر من ينادي بما نادى به المصلحون قديماً..

كذلك فهدم عقيدة عدالة الصحابة سيكون في صالح خصومهم الأبديين وهم الشيعة الإمامية، ولأن خلافهم مع الشيعة بالأصل سياسي أصبح دفاعهم عن البخاري يكتسب لمحة سياسية عصبوية خشية وقوع سيدهم الأكبر وانتصار الشيعة عليهم.

ثالثا: حجية السنة ستكتسب معنىً جديد بطرح سؤال قديم وهو.."ما هي السنة" ؟..لو كانت السنة هي الحديث فلا سنة بعد اليوم، لبطلان الناسخ والمنسوخ وعدالة الصحابة من قبل..وبالتالي فالسؤال سيظل قائم والهدف من ورائه هو إعادة تعريف للسنة يضع علومها بشكل أدق وأوسع مما كانت عليه..بحيث ستضم السنة مفاهيم قرآنية وعقلية..وسيُصبح الاعتماد على الراوية وعلوم الحديث في أضيق الحدود..بل ربما ينتهي تماماً إذا أسقط العقل مفهوم السند واعتباره حجة دينية.

هذا يعني أن دفاعهم عن البخاري هو دفاع عن منهج شامل ودين متكامل يصعب عليهم تركه، وإلا فالبديل هو قبولهم بما نشأوا عليه بأنه بدعة وزندقة وخلافه...لأن الإنسان بالعموم يصعب عليه تحمل مسئولية أخطائه، وسيُفهم أن الطعن في البخاري هو معاقبتهم على خطاياهم مع المعتزلة أو مع الشيعة أو الفلاسفة منذ قديم الأزل.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعظ الكاذب
- القوى غير المرئية في عمليات التنوير
- الموقف الذكوري من المرأة
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية (3)
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية (2)
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية
- الإسلام وضرورة التنوير
- حقيقة نسب..(إذا صح الحديث فهو مذهبي)..للشافعي
- ماذا بعد نهاية عاصفة الحزم ؟
- الغزو المقدس..ورطة السعودية في اليمن
- من مكاسب عاصفة الحزم
- السيسي في تحالف المذاهب والجبناء
- شعب مينستريم صحيح
- البُعد المذهبي في حرب اليمن
- العدوان السعودي على اليمن..إلى أين ؟
- ماذا حدث في اليمن ؟
- المشهد السياسي في اليمن
- البخاري عدو النبي (3)
- البخاري عدو النبي (2)
- البخاري عدو النبي


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - لماذا الأزهر والسلفيون يتمسكون بالبخاري ؟