أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طوني سماحة - دفاعا عن الاسلاميين














المزيد.....

دفاعا عن الاسلاميين


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 01:47
المحور: المجتمع المدني
    


تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين صورا لرجال امن لبنانيين يقومون بضرب مساجين اسلاميين. اعتبر البعض الفيديو مفبركا فيما علت صرخة الآخرين مستنكرين. اصدر وزير العدل والداخلية تعليماتهما بإيقاف المذنبين مؤكدين أن هذا العمل لا يحمل صفة رسمية.

ما آلمني من خلال مشاهدة هذا الفيديو هو أننا ما زلنا نعيش ونفكر ونتعاطى مع بعضنا البعض بعقلية القرون الوسطى مع أننا نستعمل الخليوي ونركب أفخم السيارات وننافس العالم على كل ما يؤمنه لنا العلم من رفاهية. للأسف، نحن كمجتمعات متخلفة، لا مكان لدينا لحقوق الانسان، بل ما زلنا ننظر الى بعضنا البعض من خلال مسميات الدين والعرق واللغة والطائفة. أنا اليوم أكتب لأدافع عن الاسلاميين وليس عن جرائمهم. أدافع عن الانسان وليس عن الجريمة.

إن كان الاسلاميون قد ارتكبوا جرائم وسجنوا من اجلها، فسجنهم حق. لكن لا يحق لرجل الامن ان ينتهك حرمة السجين بتعريضه للتعذيب الجسدي او النفسي. وهنا وجب على المجتمع والدولة أن يتعاملا أولا وآخرا مع السجين كإنسان. لذلك لا بد لنا ان نغير مفهومنا للسجن وللسجين كيما نصل الى وطن يحترم حقوق الانسان.

السجن ليس مكانا للانتقام من السجين. لا يجوز ان يدخل الانسان السجن معافا كي يخرج منه محطما او معاقا نفسيا او جسديا. إنما على السجن ان يكون مكانا يقضي فيه السجين عقوبته كيما يخرج منه فيما بعد انسانا صالحا للمجتمع ولعائلته. على السجن ان يكون مكانا لاعادة تصويب المسار. عليه ان يكون مكانا يتم فيه العمل على إعادة تأهيل السجين من خلال تعليمه وتطوير مهاراته الفكرية والفنية والعملية. على السجن ان يكون مكانا يسمح للسجين فيه ان يقوم بتقييم مساوئ الماضي والتخطيط لمستقبل أفضل نافع له ولغيره من الناس. على السجن ان يكون مكانا يدخل اليه المرء مكبلا ومقيدا وان يخرج منه انسانا حرا. أخيرا على السجن ان يكون مكانا يعيد للانسان انسانيته بدل ان يقضي على ما تبقى لديه من انسانية.

كما ان السجن ليس مكانا للانتقام من السجين، كذلك السجان ليس وحشا ضاريا لا يعرف ان يتكلم سوى لغة الاهانة والشتيمة ولا هو إله منوط به إدانة الناس. على الدولة ان تؤهل السجان كيما يكون انسانا قبل ان يكون شرطيا او حارسا. على السجان ألا يقدّم الدين او العرق او اللغة على الانسانية في تعامله مع السجين كما انه ليس عليه ان ينحاز لسجين دون آخر بناء على ما تقدم. عليه ان يكون مثقفا وذا اخلاق عالية قبل ان يكون حاملا لشهادات علمية.

أنا اليوم اقف مع الاسلاميين في تعرضهم للاعتداء لأني ارى فيهم بشرا مثلي. ارى فيهم اناسا مخلوقين على صورة الله ومثاله. ارى فيهم ضحايا مجتمع زرع فيهم ثقافة كراهية الآخر وتكفيره. أرى فيهم اناسا تم غسل أدمغتهم وتلويث تفكيرهم وبالتالي ادين جرائمهم ولكني استنكر التعرض لانسانيتهم. إن كان اولئك الاسلاميون قد ارتكبوا جرائم، فليأت العقاب على حجم الجريمة، لكن ليس لنا ان نتحول بدورنا لمجرمين كيما نقتص منهم.

ترى، في ظل ما يحصل في بلادنا، أترانى نرقى الى مجتمع القانون والمؤسسات أم نبقى مجتمعات قبلية لا مكان فيها لحقوق الانسان سوى التسمية؟



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسوع المفكّر 7- العدالة الاجتماعية
- يسوع المفكّر 6 - حوار فلسفي
- وداعا يا ورد
- يسوع المفكّر 5 - لقاء على حافة البئر
- يسوع المفكّر 4 - الانسان
- حبّة مانغو على رأس الرئيس
- يا أبتاه، أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
- يسوع المفكّر 3- الانسان
- يسوع المفكّر 2- الكلمة
- يسوع المفكّر 1 مقدمة
- لماذا نحن متخلفون؟
- مات الصنم، يحيا الصنم
- من أحرق سليمان، صباح، وروعة؟
- رسالة موت موقعة بالدم إلى أمّة الصليب
- تأملات في الحرب والسلام
- صخرة الموت هي صخرة الحياة
- هنيئا لكِ يا بيلا (Bella)
- التعزية بالكفار خيانة وليست من الدين
- أنا شارلي
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الاخير


المزيد.....




- الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو وجالانت لارتكا ...
- الجنائية الدولية تصدر أمر اعتقال بحق قائد كتائب القسام محمد ...
- حيثيات تاريخية لإصدار أمر اعتقال نتنياهو وجالانت لارتكاب جرا ...
- وزيرة إسرائيلية تصف مذكرات الاعتقال الدولية الصادرة ضد نتنيا ...
- بن غفير يدعو إلى فرض السيادة على الضفة الغربية ردا على مذكرا ...
- قيادي لدى حماس: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت تؤكد أن العدال ...
- المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ويوآ ...
- المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الجنائية الدولية: توجيه تهم ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية ل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طوني سماحة - دفاعا عن الاسلاميين