|
هناك بديل
مايكل ألبرت
الحوار المتمدن-العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 - 11:11
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
[مقالة للجريدة الألمانية – فرانكفورتر روندشاو] كتبت في 27 يوليو 2005.
في النظام الرأسمالي، المالكين وحوالي خمس السكان معا من الذين يمتلكون عملا نافذا يستحوذ على سلطة، كلا الفئتان يقرران ما يتم إنتاجه، ووسيلة انتاجه، وطريقة توزيع الناتج. تقريبا أربع أخماس السكان يؤدون لحد كبير عملا مملا تافها، يعانون من دخول متدنية، يطيعون الأوامر، ويتحملون الملل، وكلهم مفروض عليهم الأوامر من أعلى. كما قالها جون لينون [المغني الموسيقي الأمريكي]، "فور ما تولد يجعلونك تشعر بأنك صغير، لا يمنحوك أي فسحة من الوقت بدلا من تكريس الوقت كله لك".
النظام الرأسمالي يدمر التضامن، ينمط التنوع، يجتث الإنصاف، ويفرض هرم عنيف من السلطة. إنها قمة ثقيلة تهيمن على السلطة والفرص. وإنه لقاع سحيق متسع من الألم والكبت. فعلا، الرأسمالية تفرض على العمال درجة من الضبط والربط أكبر مما يحلم به أي ديكتاتور في عمره أن يفرضه سياسيا. من سمع أبدا بمواطنين يطلبون الإذن بالذهاب إلى الحمام، وهو أمر معتاد بالنسبة للعمال في كثير من الشركات.
أمراض الرأسمالية ليست بسبب وجود ناس مناهضون للحياة الاجتماعية. بدلا من ذلك، مؤسسات الرأسمالية تفرض سلوكيات مريعة حتى على أكثر مواطنيها حبا للحياة الاجتماعية. في الرأسمالية كما لمح مدير شهير للعبة البيسبول الأمريكية "الأولاد الطيبين ينتهون آخرا". وبشكل أكثر وقاحة: "ترتفع القمامة". دليلك على ذلك البيت الأبيض في واشنطن.
اقتصاديات المشاركة، أو الباريكون، هو طريق بديل لتنظيم الحياة الاقتصادية. الباريكون لديه دخولا، وظروفا، وفرصا، ومسئوليات منصفة لكل المشاركين. كل مشارك في الباريكون لديه نصيب عادل من السيطرة على حياته الخاصة وعلى كل الناتج الاجتماعي المشترك. الباريكون ينهي الانقسام الطبقي.
الباريكون ينتج التضامن. حتى الشخص المعادي للحياة الاجتماعية في الباريكون ليس لديه خيار آخر سوى أن يضع في حسبانه الرفاه لكل المجتمع لو كان يرغب هو أو هي في تحسين أحواله أو أحوالها الخاصة.
الباريكون ينوع النواتج ويولد توزيعا منصفا يكافئ كل مشارك على ما يبذله من مجهود في العمل وكلما كان يبذل وقتا أطول وكلما كان ما يطلب منه من عمل أشق جهدا بالإضافة إلى الظروف الشاقة التي يعاني منها أثناء عمله.
أيضا يحول الباريكون (اقتصاد المشاركة) لكل شخص الحق في أن يكون له صوت فيما ينتج، وأي وسائل تستخدم في ذلك، وكيف يتم تخصيص الناتج، كل ذلك بالتناسب مع الدرجة التي يتأثر بها الشخص نتيجة لهذه القرارات.
الباريكون، في كلمات أخرى، لديه قيم مختلفة بالكامل عن الرأسمالية وحتى يتقدم الباريكون بهذه القيم المختلفة فهو يمتلك أيضا مؤسسات مختلفة.
لدى الباريكون مجالس العمال والمستهلكين تستخدم أنماط متعددة من النقاش، والجدل، وتحديد السياسات. في الباريكون، لا يوجد مالكون للكوربوريشن ولا مدراء لها يقررون الناتج من أعلى لأسفل.
لدى الباريكون "مركب الوظيفة المتوازن" به كل عامل يعيش تركيبة من العمل النافذ والعمل الروتيني الممل، وهكذا كل المشاركين لديهم ظروف مقارنة نافذة بدلا من 20% من قوة العمل تحتكر كل الوظائف النافذة و80% يعملون عملا ذليلا يتلقى الأوامر فقط. في الباريكون تبقى الخبرة. هناك ما يزال التنسيق. سوف تتخذ القرارت. ولكن لا يوجد أقلية تحتكر المعلومات التي تضعها في وضع متحكم، وتجعلها تقوم بأنشطة سيادية، تحتكر سبل الوصول إلى إتخاذ القرار بينما هناك أغلبية تخضع عن طريق القيام بمهام مضنية ذليلة مميتة بلا أي جزء منها يتصل باتخاذ القرار.
في الباريكون كل وظيفة وكل مرة تؤدى فيها، وهو ما يعني كل عمل يقوم به شخص ما، يتضمن خليط يتم معايرته حتى يكون لكل مشارك نصيبه المتساوي في الظروف النافذة المتمكنة. ليس لدى الباريكون طبقة مالكة. ليس لدى الباريكون طبقة تكنوقراطية، أو للقيادة الإدارية، أو طبقة للتنسيق بين الجهات. لدى الباريكون عمال ومستهلكين فقط يعملون على بذل طاقاتهم بشكل مبدع في اتساق مع كل مشارك لديه نصيب متناسب من النفوذ.
لدى الباريكون نظام للمكافأة على المجهود والتضحية، يترجم إلى المكافأة على مدة العمل، وشدته، وصعوبته بالنسبة للناس التي تؤديه. يرفض الباريكون المكافأة بناء على السلطة، والملكية، وحتى بناء على الناتج. بدلا من التفاوتات الهائلة في الدخل والثروة، لدى الباريكون نظاما للتوزيع العادل للناتج الاجتماعي.
يطيح الباريكون أيضا بالأسواق التي تصدم كل لاعب بمجموع اللاعبين الآخرين، وتدمر التضامن، وتفرض الانقسام الطبقي، وتبخس كل البضائع العامة، وتتجاهل الجهود الجماعية وراء البائع والمشتري المباشرين، وتنتهك التوازن البيئي والاستدامة، وتمتلك العديد من المثالب الأخرى إضافة إلى ما سبق. مكان الأسواق يستفيد الباريكون (اقتصاد المشاركة) من نظام للعمال والمستهلكين، من خلال مجالسهم المدارة ذاتيا، للتفاوض بشكل تعاوني حول مدخولات ومخرجات كل المشاريع العاملة واللاعبين فيها بالتوافق مع التكلفة الاجتماعية الحقيقية والكاملة وبالتوافق أيضا مع منافع الأنشطة الاقتصادية.
في مقالة قصيرة كهذه من المستحيل أن نطرح حتى حالة سريعة غير مؤثرة لنظام اقتصادي مختلف بالكامل. استطيع فقط عرض قائمة مختصرة من قيم ومؤسسات الباريكون (اقتصاد المشاركة). أعرف مثل هذا الاختصار يلف الأمر بالغموض ويصبح صعبا على القارئ الذي لا يألف مثل هذه القضايا أن يرى معنى لذلك. ولكن ليس لدي هنا أي مساحة للتوضيح، ودعم حججي، وأن أتناقش بالتفصيل. اعتذاراتي.
ما اتعشمه، مع ذلك، أن القراء الذين يعرفون من خبراتهم الخاصة أن الاقتصاديات الرأسمالية تسبب بشكل روتيني أن يقتات أحدنا على حساب الآخر، وأن هذه الاقتصاديات الرأسمالية تنكر علينا أن يكون لنا صوت فيما يخص حياتنا الخاصة أو أنها تدفعنا إلى السيطرة على أرواح الآخرين، وتوزع النواتج الاجتماعية الهائلة على هؤلاء الذين يؤدون أكثر الأعمال متعة أو حتى على هؤلاء الذين لا يؤدون أي شيء على الإطلاق، بينما توزع نواتج هزيلة على هؤلاء الذين يؤدون أقل الأعمال بهجة ويقومون بالكم الكاسح من الشغل، أتعشم أن هؤلاء الناس من خبراتهم الخاصة يرون في الباريكون (اقتصاد المشاركة) بديلا حقيقيا.
أستطيع أن آمل، في كلمات أخرى، أنه بدلا من القبول الهادئ بسلبية الأغنياء – والتحدث عن شبح أنه "ليس هناك إمكانية لبديل غير ذلك"، سوف نسعى كلنا من أجل شيء ما أفضل، شيء ما يتعدى الرأسمالية، وأننا مستلهمين لطموحاتنا سوف نضع في اعتبارنا بعناية دقيقة أن الباريكون "اقتصاد المشاركة" يمكنه أن يكون بديلا يستحق الاعتبار. أحد الأماكن التي تستطيع البدء منها، إذا لم تكن قابلا بحقيقة أن البشرية مقدر لها للأبد أن تعاني من عدم المساواة ومن الهرم السلطوي عن طريق الملكية الخاصة الرأسمالية، ومن الكوربوريشن، ومن الأسواق، هذا المكان هو: http://www.parecon.org
#مايكل_ألبرت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|