أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف المحامي - مزيدا من الوعي والتنوير ..














المزيد.....

مزيدا من الوعي والتنوير ..


عبدالله عبداللطيف المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 - 10:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعلم مقدما إنني أتناول قضية شائكة ، تمثل حقل ألغام ، ولكن كان لابد من طرح الأمور في نصابها ، دعونا نؤكد أولا علي بديهية مؤداها أن الوعي بحقيقة الأمر هو الخطوة الأولي والصحيحة للفهم ، ومن ثم إمكانية البحث عن حلول حقيقية لما يواجهنا من مشكلات علي كافة المستويات .
ألاحظ إختلاطا ولبسا شديدا في المفاهيم يسود بيننا ، حيث يعاني مجتمعنا من تسلط بعض التيارات السلفية – ذات السطوة والصوت العالي – تؤثر ولا شك في فرض مفاهيم مغلوطة حول قضايا الوعي والتنوير وضرورة إعمال العقل وذلك كله لحساب الإعتماد علي النقل وكفي .
يقدمون لنا العلمانية علي أنها فكرة مستوردة ودخيلة علي ، وأنها دين جديد ، تعني الكفر بالله وبالإسلام وبالأديان ، تدعو إلي الفساد الأخلاقي إلي آخر تلك المزاعم ، وكأن الشعار القديم قد تحول من قف أنت شيوعي إلي قف أنت علماني ، وقد إستقر في أذهان العامة من الناس أن العلمانية مرادف للكفر والإلحاد والإنحلال الخلقي ، هنا .. من يستطيع أن يغامر ويقول أنا علماني وسط هذا الزيف والتضليل ، حتي أنه بات من المعتاد أن تسئل هل أنت مسلم أو علماني ؟ !!
والعلمانية قدر ما أعتقد ليست كفرا ولا زندقة ولا عمالة لأعداء الإسلام .. أنها وفق تصوري منهج علمي أخلاقي يتعامل مع مجتمع حر يعتمد علي العلم ولا يغفل إعمال العقل ويدعو إلي تنمية التفكير النقدي ، وكذا القبول بالآخر ، ويناهض التسلط والإستبداد بالرأي والإزدواجية في المعايير والتفكير ، ويضع للدين دوره كعلاقة بين الإنسان وخالقه ، تدعمه كقوة روحية ، ويكفل حرية الإعتقاد وممارسة الشعائر الدينية ، ويدعم الحقوق المدنية والسياسية للجميع علي قدم المساواه ، إعتمادا علي فكرة المواطنة ، بحيث يصبح كل المواطنين سواء أمام القانون بصرف النظر عن الدين واللون والجنس .... الخ
والعلمانية علي هذا النحو .. ليست دينا جديدا .. وليست كفرا أو إنحلالا .. ولا تناهض الدين .. بل هي آلية لإدارة شئون المجتمع .. ما الضرر في الدعوة إليها والتمسك بها لمصلحة الفرد والمجتمع ؟
إن الخطاب الديني السلفي الذي يواجه أي محاولة عاقلة للتفكير بسلاح التكفير يصل بنا إلي نقطة خطيرة وفاصلة في رسم مستقبل هذه الأمة .. فالرأي لا يواجه إلا بالرأي .. ويشهد الواقع بكثرة الفتاوي الصادرة من مرجعيات سلفية بتكفير كثيرين من المبدعين والكتاب والمثقفين وأصحاب الرأي .. ويكفي أن تصدر مثل هذه الفتوي حتي تتكفل ميلشيا الإرهاب المسلح بتنفيذها في أي زمان ومكان ، وأكثر من ذلك يقولون أن تنفيذ الفتوي بإهدار دم الضحية تصبح فرض عين متاح لأي فرد أن ينفذها وجزاؤه الجنة !!!!!!!
هل هذا مناخ صالح لأن نطلق للمفكرين والمثقفين والمبدعين العنان لتنمية الفكر والتقدم بالرأي لرسم مستقبل جديد لهذه الأمة ؟ !!
وهذا يصل بنا إلي قضية خطيرة لابد من طرحها ومواجهتها هل نسعي لإقامة دولة مدنية تعتمد علي المواطنة أم دولة دينية تعتمد علي الطائفية والمذهبية ؟
وقد تكون الحسنة الوحيدة لقانون الأحزاب الحالي في مصر أن رفض إقامة الأحزاب علي أساس ديني .. فاليوم يقوم حزب إسلامي وغدا حزبا مسيحيا .. وهلم جرا .. وكلنا يعلم أن دور الأحزاب سياسيا وليس دينيا تسعي إلي إستلام الحكم بالطريق الديمقراطي لتطبيق برامجها في النواحي السياسية والإقتصادية والتنمية .... الخ وليس دورها دعوة دينية أيا كان أساسها .
وإذا أصبحت الدولة الدينية .. كيف نعارض الحاكم وهو الذي يحكم – من منظوره بما أنزل الله – هنا لن تكون معارضتنا لسياسة وقرارات الحاكم ليست إلا – من منظوره أيضا – معارضة لحكم الله ، ومن ثم سيظهر ثانية سلاح التكفير والإتهام بالزندقة والكفر والردة ومؤكد العمالة لأعداء الدين ........الخ
نعم هو الفراغ ... وإفتقادنا لمشروع وهدف وحلم قومي نلتف حوله .. نعم هو اليأس والإحباط الذي يسوق شبابنا إلي هذه الدعوات السلفية .. هو الفشل والعجز في الدنيا فيقولون نشتري آخرتنا .. الأمر جد خطير ويحتاج وقفة ومواجهة بالتمسك بنشر وتنمية الوعي والتحريض علي قضايا التنوير ، هل من مصلحتنا اليوم أن ننشغل بما طرحته علينا مؤخرا كاتبة من أنه إذا وقعت ذبابة في الطعام نغمسها ونأكل ... وتؤكد لنا بذلك بحديث .. وبصرف النظر عن صحة أو عدم صحة الحديث .. وبعيدا عن رأينا في الموضوع .. هل من المنطق أن ننشغل بقضية وقوع الذباب في الطعام ونأكله أم لا .. نغمسها في الطعام أم لا ... أنا شخصيا أصابتني حالة من القرف بمجرد قراءتي هذا الكلام .. ألم أقل لكم هو الفراغ ... ...
_____
* عبد الله عبد اللطيف المحامي عضو المكتب التنفيذي ومجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان [email protected]



#عبدالله_عبداللطيف_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والمرأة والجنس
- التنظيم الدستوري لمجلس الشعب المصري


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عبداللطيف المحامي - مزيدا من الوعي والتنوير ..