أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - بغير المعرفة لن نتقدم ، لن نتأنسن، لن نكون..














المزيد.....

بغير المعرفة لن نتقدم ، لن نتأنسن، لن نكون..


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4844 - 2015 / 6 / 21 - 22:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كل قرية من قرى بلادنا مسجد، في كل حي من أحياء مدننا مسجد وأكثر..جمعيات المساجد ناشطة جدا في جمع الأموال لبناء الكثير من المساجد الأخرى..صلوات المسلمين خمس على الأقل في كل يوم..هل غيرت كل تلك المساجد التي تعد بالآلاف شيئا في سلوكنا ووعينا؟..لا شيء..تقيض ذلك هو ما يحدث واقعيا: تبذير في الماء والكهرباء والغاز والمال..والوقت..تعميق لظاهرة الاتكالية أكثر .. يأتي شهر رمضان..هل يغير شيئا ما في سلوكنا ووعينا أيضا؟..لا شيء..النقيض هو ما يحدث: نزداد تبذيرا للوقت..للأكل..للكهرباء..يقل إنتاجنا..يكثر غشنا ونفاقنا..يزداد ازدحامنا في أسواق الخضر والفواكه واللحوم.. تتضخم مزابلنا ..تزداد نرفزتنا..إلخ..إلخ.. لا يؤدي تديننا المفرط والذي يزداد إفراطا في رمضان بشكل مهيب إلا إلى ترسيخ مجتمع القطيع..وفي مجتمع القطيع - حيث التشابه هو القاعدة، والنادر الاختلاف - تجمد المشاعر، تضمحل المخيلات ، تجف الأذواق فلا يحس الناس بجمال الحياة وأشيائها، وجمال الإنسان فيها..ومن ثمة يموت الإبداع فكرا وعلما وفنا.. ترى. ماذا لو حولنا تلك الآلاف المسجدية إلى مكتبات عمومية وملأناها كتبا من مختلف المعارف والعلوم البشرية، وبكل اختلافاتها، وجعلنا المطالعة فرض عين على كل فرد منا، ساعة مثلا في غير رمضان ، وساعتين فأكثر في رمضان؟..ماذا لو أصدر فقهاؤنا فتوى مؤداها أن تلك المطالعة تضاعف من حسنات المسلم، وكلما طالع أكثر ازدادت حسناته أكثر، استجابة لأمر الله: اقرأ؟.. مؤكد أن معارف كل فرد منا ستتراكم، ووعيه لوجوده يترقى، وقدرته على التنظيم تتحسن، وضميره سيكون حيا، وسلوكه سيكون جيدا وجميلا. وقدرته على الحوار والتفاهم والتعايش مع الآخرين ستكون أفضل كثيرا ، كثيرا..وشعوره بالمسؤولية يتعمق أخيرا..لكن فقهاءنا لن يفعلوا ذلك..
فقهاؤنا وأئمتنا ورؤساء أحزابنا السياسية الدينية وأتباعهم من المتنفذين ماليا ومناصب يدركون جيدا أن ارتقاء وعي الناس يجعلهم أكثر استعمالا لعقولهم، وهو ما يعني استغناءهم عنهم ( الفقهاء والأئمة ورؤساء الأحزاب الدينية و.. )، كما يجعلهم يفقدون تلك المكانة التي يحتلونها الآن في قلوب الناس وعقولهم ، لهذا نراهم يقفون ضد مطالعة المختلف، ويحرصون أشد الحرص على ربط الناس بكتبهم الصفراء التي تشد الناس إلى الماضي، إلى الآخرة أكثر، وتبعدهم عن الحياة..
أنظمة الاستبداد والمتنفذون في أحزابها ، وكل المستفيدين منها يهمهم أيضا بقاء الناس جاهلين، متعلقين بالماضي والآخرة..
كلا الطرفين يدركان جيدا أن جعل المطالعة ، ومطالعة المختلف المتعدد أساسا، سلوكا يوميا ، سيؤدي حتما إلى تعدد الآراء وإثارة الأسئلة..يدركان أنه بذلك التعدد وتلك الإثارة للأسئلة يُفتح النقاش على مصراعيه عن الواقع وقضاياه، عن الحياة ومتعها، عن..وعن..وأن كل ذلك لا يؤدي إلا إلى بروز قدرات الأفراد في شتى مجالات الإبداع فكرا وعلما وفنا ، وتنظيما ونضالا أيضا.. وستزداد مداركهم العقلية ويتعمق وعيهم بواقعهم وواقع العالم من حولهم ، ستتفتح مخيلاتهم وسيحلمون بما هو جميل من الحياة وفيها ،وسيعملون كل ما في وسعهم من أجل تحقيقه، ستنمو مشاعرهم ويتأنسنون أكثر..سيصيرون أكثر قدرة على التضحية من اجل بناء حاضرهم ومستقبل أبنائهم..
لا يحتاج المسلمون إلى الإكثار من بناء المساجد..لا يحتاجون إلى الإكثار من الصلاة والصيام والحج والعمرة..يحتاج المسلمون إلى المعرفة أساسا..يحتاجون إلى المطالعة أكثر..لكننا – للأسف الشديد- لا نطالع..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين منظومتنا التربوية ومنظومتنا الدينية
- عاصفة الأخضر حامينا إلى أين؟
- بعيدة محطة القطار
- أيها الماضي الضابح، إرحل
- احترام العالم لنا ولمقدساتنا يبدأ من احترامنا لأنفسنا
- لاهوية لي إلا الإنسان
- فأس الصمت تحفر قلبه
- البترول شُحَّ ريعه..أيها النظام ،ماذا أنت فاعل؟
- أضرحة تفتح فاه الصحراء
- من انا؟
- كيف يستعيد الوفاءَ إنسانُ حاضرنا العربي؟
- الموت
- احجار الغيم..صهيل النار
- رأي في أضحية العيد
- ثلج الحياة..نار الحب
- واقعنا العربي الإسلامي والداعشية
- كيف يكون الدين في الواقع ؟
- عن الثقافي السائد..عن الثقافي البديل ..
- رغم المتاهة..هناك أمل في الحياة
- عميقا في البئر يغوص الحلاج


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - بغير المعرفة لن نتقدم ، لن نتأنسن، لن نكون..