أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - يا للعجب, أنا طائفي شيعي دون أن أدري .. من رسالة إلى صديق شيوعي عزيز.














المزيد.....

يا للعجب, أنا طائفي شيعي دون أن أدري .. من رسالة إلى صديق شيوعي عزيز.


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4844 - 2015 / 6 / 21 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا للعجب, أنا طائفي شيعي دون أن أدري .. من رسالة إلى صديق شيوعي عزيز.
جعفر المظفر
أعذرني فإنني أرى بعض المنتمين للتيار الماركسي يتصرفون مع الأسف, وهذا ما يحز بنفسي, كطائفيين أيضا, حينما يحاولون عن طريق توزيع الإدانات على الطائفيين بالتساوي ان يلغوا الحدود ما بين مساحة الفعل ومساحة رد الفعل.
وليس معنى ذلك أني أبرر رد الفعل الطائفي بين صفوف السنة وأقلل من أخطاره على وحدة العراق الوطني, ولو طلب مني أن أفعل ذلك بحجة ان الشيعة الآن هم سلطة العراق الحقيقية وإن (فعلهم) الطائفي هو الذي يؤسس لـ (رد الفعل) الطائفي السني فمعنى ذلك أنه صار علي أن أعيد قراءة التاريخ العراقي بالطريقة ذاتها, اي طريقة تبرير رد الفعل بالفعل نفسه, معتبرا أن ما يؤسس له مفهوم المظلومية الشيعية على المستوى السياسي بالطريقة التي تتبناها اليوم الأحزاب والحركات الدينوسياسية الشيعية هو مفهوم سليم وصحيح, ولأنتهي بعد ذلك إلى القول أن الواقعية السياسية تقتضي قبول وجود هذه الأحزاب الطائفية من واقع قبولي بمفهوم المظلومية ولو على اساس كونها رد فعل على فعل حقيقي.
إن إدانة الطائفيين على الجهتين مطلوبة, لكن الوقوف للتمييز بين حالتي الفعل ورد الفعل, وإن هو أوجب ضرورة إدانة الطرف صاحب (الفعل) أولا, إلا أنه لا يلغي الحاجة إلى إدانة صاحب (رد الفعل) الطائفي حينما يَعتمد على رد الفعل هذا لتأسيس نظرية طائفية مقابلة.
فإن صارت هناك حاجة للتمييز بين صاحب الفعل ورد الفعل لإدانة الأول أولا, فإن الإدانة يجب أن تكون على نفس المستوى لكل من يدعو إلى تأسيس نظرية سياسية طائفية ويشرعنها بحجة كونها رد فعل على فعل.
إن العلاقة الفيزياوية بين الفعل ورد الفعل هي ليست كالعلاقة السياسية بينهما, وجعل الإثنين مشابهين لبعضهما يؤدي على مستوى رد الفعل السياسي إلى أخطار كارثية تفوق ما كان خلقه الفعل نفسه.
والآن دعنا نعود إلى حزب الدعوة نفسه. لقد تأسس هذا الحزب في عام 1957, وقتها لم يكن صدام حسين سوى مؤيد في حزب البعث, ولذلك فإن من الدجل أن تضيع هذه الحقيقة لكي يصبح الحزب ممثلا لمظلومية الشيعة. في الحقيقة هو ممثل لمنظومة رجعية بالية ضد فكر علماني متنور. عليكم أن تروا هذه الحقيقة وتنقذوا تاريخكم وفكركم السياسي من هذا المأزق. لا تخلطوا بين الفعل وبين رد الفعل, حاولوا أن تعطوا أهمية قصوى للحدود الفاصلة بينهما, وإلا لتحولتم إلى مساهمين, ربما دون أن تدروا, بالفوضى الجاهلية هذه. وقلت الفوضى تخفيفا لكلمة الجريمة.
طبعا ما يصح على حزب الدعوة, بإتجاه حساب جهة رد فعله ينطبق على الأخوان المسلمين (السني) أيضا, فرغم بعض الإختلاف الذي تمليه ظروف التأسيس المكانية والزمانية, إلا أنه ياتي أيضا, على الأقل في إتجاهات سيره بعد ذلك, كرد على الحركة العلمانية, وخاصة الماركسية منها, وبهذا الإتجاه, هما سوية أبناء شرعيين خارجين من رحم رد الفعل نفسه.
لكن هل سيكون من العدل مساواة الأخطار التي تعرض إليها العراق على يد حزب الدعوة بتلك التي تسبب بها الإخوان المسلمون في العراق.
أخبروك بأنني أدين الطائفيين الشيعة أكثر بكثير من إدانتي للطائفيين السنة. رغم أن ذلك ليس صحيحا بالمرة, لأنني بالهجوم على الطائفية القذرة أهاجمهما سوية, وإنني في مقالات عدة كنت فعلتها بالمباشر فهاجمت بعض الطائفيين السنة, وبالأسماء أيضا, لكن دعني أوافقك القول على أن أشرح لك موقع الإختلاف على الإتجاه الطائفي الذي قد تكون حسبتني أسير في مجراه, فغيرك, يرى إنني ومن خلال تركيز هجومي على الطائفيين الشيعة أكثر من الطائفيين السنة, أتحول, دون أن احسب, إلى طائفي شيعي من الدرجة الماكرة..!!
كيف, سأشرح لك ذلك. إن صاحبنا كان رأى أن تركيزي على الجهة الشيعية يعني بالنتيجة إنني افضلها على الجهة الأخرى كون أكثر جهدي ينصب على محاولة تخليص أهل (طائفتي) من مصاصي دمائهم الطائفيين ومن الفكر والممارسات الطائفية والجهالة الدينية التي تعيشها (الطائفة), وبهذا الشكل فهو يراني طائفيا ايضا, وهو محق إذا كانت نواياي قد تطابقت مع تصوره, ولكن مع فرق حسابه للجهة التي تنتمي إليها هذه (الطائفية).
يا للعجب .. أنا حقا (طائفي شيعي) دون أن ادري...!!!!
لكنني من موقعي الطائفي هذا أوجه دعوة حارة وعاجلة إلى الأخوة السنة لأحثهم على تشجيع وجود طائفيين على شاكلتي بين صفوفهم, طائفيين يرفضون تأسيس نظرية سياسية طائفية كرد فعل على فعل طائفي يقوم بين صفوف الشيعة, ويدعون أهاليهم من هذا المنطلق للإلتزام بالطريق الوطني كحل أمثل. إن حلا كهذا سوف لن يمنعهم بكل تأكيد من توصيف حالة المظلومية السنية الحالية على الطبيعة لكنه لن يشجعهم مطلقا على تأسيس حل بغير الإتجاه الوطني.
دون ذلك فإن الطائفي السني لن يكون أقل خطرا وجرما على العراق وأهله جميعا من الطائفي الشيعي, وسيكون حتما قد أعطى مشروعية لطبيعة النظام الطائفي السياسي الحالي وتسبب لأهله (السنة) باضرار تفوق بكثير ما قد تسبب به طائفيو الشيعة لأهاليهم, مثلما يكون أيضا قد شجع, حتى دون أن يدري, على إنتعاش داعش وتوسعها. وداعش بطبيعة الحال أكلت وستأكل من السنة أضعاف أضعاف ما ستأكل من الشيعة, هذا إذا حسبنا الأمر بمقياس الطائفة والمذهب وليس بمقياس الوطن الواحد.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كما في الطبيعة, كذلك في السياسة : الوباء وباء
- ثورة سنية ضد الشيعة .. هذا ما قاله المالكي
- قراءة في حادثة إختطاف جثمان طارق عزيز
- كذبة إسمها المصالحة الوطنية
- بوش يعتذر
- الأحزاب الشيعية العراقية وقضية الدولة والسلطة
- المشكلة الطائفية والقومية في العراق
- السنة العراقيون والعلاقة مع داعش.
- دوران الأرض .. عراقيا
- فائق الشيخ وعاصفة الحزم
- هوامش على دفتر النزوح الأنباري
- مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها
- الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية
- الحاجة إلى ثقافة سياسية ودينية ضد الإرهاب والتطرف.
- في السياسة والعقيدة وما بينهما
- رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
- المالكي حينما يعترف
- في المأزق اليمني : لا يكفي أن يكون خصمك على باطل لكي تكون ان ...
- إنسانية الشيعي هي في علمانيته
- علاقة الفساد بالدين والسياسة


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - يا للعجب, أنا طائفي شيعي دون أن أدري .. من رسالة إلى صديق شيوعي عزيز.