أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - غرق المشحوف ميدوزا














المزيد.....

غرق المشحوف ميدوزا


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4844 - 2015 / 6 / 21 - 15:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


غرق المشحوف ميدوزا
نعيم عبد مهلهل
في عام ١-;-٨-;-١-;-٨-;- لكن مقابل السواحل السنغالية في المحيط الأطلسي ، فقد غرقت سفينة ميدوزا الفرنسية وهرب الضباط على قوارب النجاة تاركين ورائهم أكثر من مئة بحار يواجهون الموت .
صنع البحارة من حطام السفينة طوف نجاة وكان عددهم ١-;-٥-;- بحاراً ، ظلوا على هذه الحال عدة أيام بلا ماء ولا طعام يعانون العطش والجوع والجفاف ووصل الحال ببعضهم للجنون وأكل لحوم إحدى الجثث .
لمحت إحدى السفن العابرة الناجين فأنقذتهم ونقلوا إلى فرنسا ولم يبقى منهم على قيد الحياة إلا اثنين فقط .
ألهمت هذه الحادثة الفظيعة الفنان والرسام ( تيودور جيريكو فقرر أن يرسم ما حدث رغم بشاعتها ويعبر عن هذه المأساة.
تلك قصة ميدوزا تذكرتها في صباي يوم وقفت أمام اللوحة ذاتها والتي رسمها بإتقان عجيب الفنان حيدر الجاسم الذي كان معلما في المدرسة المركزية في الناصرية وعرضت ضمن المعرض الفني الشامل لمدارس الابتدائية في مركز المدينة ، والفنان حيدر الجاسم يعيش اليوم في امريكا مصمما لهياكل طائرات البوينج وهو اخو الفنان التشكيلي احمد الجاسم مدير الورشة الفنية في مسرح شيلر في برلين والذي توفي بتوقف كليتيه عام 1994.
بين اللوحة الاصلية التي رسمها جيريكو والتقليد التي رسمها حيدر الجاسم هناك ميدوزا ثالثة اطلقنها نحن على مشحوف كبير غرق ذات ليلة مقمرة في مياه الاهوار وفي ليلة عاصفة توفي فيها ستة اطفال وخمسة رجال واربع نساء ، تلك الفاجعة التي اطلق عليها المعلمون تايتانيك الاهوار فيما اطلقت عليها انا حادثة غرق المشحوف ميدوزا .
فهذا المشحوف الكبير الذي بنيَّ في مدينة قلعة صالح وجُلبَ بلوري لحساب احد ربابنة السفن من اجل استخدامه لنقل المعدان من الجبايش والى قراهم ، وطالما كنت اجد السعادة وانا اصعد به مع اهل القرى عندما يجتهد اربع رجال اقوياء السواعد لدفعه بمجاديف خشبية كبيرة.
وفي كل رحله كنت اتخيل حادثة غرق ميدوزا وتلك التأملات الحزينة لفزع الركاب التي كنت اشاهدها في الوجوه التي رسمها حيدر الجاسم في مأساة ميدوزا. وقتها كانت ثمة نبوءة تسكنني ان هذا المشحوف ( ميدوزا ) ربما سيلاقي ذات مصير تايتانيك والسفينة التي غرقت مقابل السنغال لهذا كنت كلما اصعد المشحوف الكبير وتمتلكني رجفة بسبب أني لا اعرف السباحة وحتى ان ركس المركب في الوحل فأن الطين في عمق الاهوار احيانا يتحول مثل الرمال المتحركة ويسحب الغاطس فيه الى العمق.
تلك الصورة المرعبة حدثت عندما اتى الصباح الينا بخبر غرق مشحوف ميدوزا في الليل وكان حصة القرية التي تقع فيها مدرستنا من ضحايا ميدوزا الاهوار امرأتين وطفل .
وقتها تصاعد نواح بلايا المشاحيف كما يعرف هنا وهو نوع من النعاء الذي لا يطلق سوى على الذين يغرقون جراء انقلاب مشحوف في ليل او نهار عاصف وممطر.
المشحوف ميدوزا ، لوحة من الذكريات اتخيلها الآن تسبح في دموع الضحايا من معدان القرى وبين بحارة ميدوزا التي غرقت قبل مئات السنين.!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر قابيل وهابيل
- أطلس أبن بطوطة
- أبو العود والطور الصُبيّْ.!
- مريم وغبار الزقورات
- كيتلي جلجامش
- أجنحة حمام الدوح
- دربيل عفيفة اسكندر
- ثقافة الحاسوب
- قَدرُ دُخانُ السكائرَ
- مندائية بعطر الآس......!
- آدم وحواء في قريتنا
- بهارات فاسكو دي غاما
- معدان البيسبول
- بسكويت الجنة
- أقباط 24 قيراط
- هيرقليطس ، ديالكتيك الماء والسماء
- دوسلدورف و كرمة بني سعيد..!
- أيتماتوف وجميلة إبِحيدر
- مؤتمر السرياليون في الاهوار
- الحلقوم الاحمر


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - غرق المشحوف ميدوزا