أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - هل كنا نحتاج الى يولسيس ..وهل كانت بغداد إيثاكا..؟














المزيد.....

هل كنا نحتاج الى يولسيس ..وهل كانت بغداد إيثاكا..؟


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 - 10:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يقول ابن بطوطة: تشعر المدن بغربة واحدة وبسعادة متفرقة. وكان الرحالة المغاربي من الذين يتحسسون مشاعر المدن جيدا، لان المدن تري جورها للغرباء اكثر مما تريه لأبنائها ظنا ان يكون ابن البيت من العسس! لهذا عاشت المدن مجسمة في عيون الرحالة الغرباء وكانت اشواقها واحزانها تظهر على شكل مصادفات لهذا الرحالة او ذاك، ولكنها مصادفات مقصودة.

ألم المدن هو واحد من اكبر آلام الطبيعة، لان المدن تتألم فقط عندما تشعر ان الذين يتسوقون في اسواقها ويعيشون في حاراتها صارت حياتهم مثل القطع المبرمج ايام الصيف. ويقول صاحب كتاب”الحاجة والمحتاجة في صناعة الخبز والديباجة “: ان الجوع سيد احزان المدن.
ولكن في القرن الذي ذهب مع حروبه الكونية والسنوية تكون احزان المدن الكبيرة في فقدها الحرية والخبز معا، وغير ذلك هناك فقدانات ليست ذا بال، لأن الحرية في وجودها المشروع كفيلة بان يحز منجلها رقاب الالم ويوفر للكائن الصابر وراء المتراس او قدام سبورة الدرس او في لجة طين الحقل او بائسا من بؤساء الله في حجاب متقدم، يوفر الراحة التي تجعلنا لا ننتظر يولسيس بل هو الذي ينتظرنا، وان مدننا كل واحدة ايثاكا، لأنك لو بحثت عنها في بطون التاريخ لوجدتها مليئة بحكمة الاساطير والمسلات والتدوين الذي يبدأ من رسالة العشق الى حساب النجوم في افلاكها. وحين كتب جيمس جويس رائعته الروائية ذات التشكيل اللغوي والزمني المليء بسريالية التخيل والمسماة”يولسيس “ لم تكن ايثاكا تعيش في مخيلة جويس.
كانت مدينة دبلن الايرلندية بديلا عنها. وهو هنا يريد كشف الرؤى الروحية في تعاملات الحضارة مع الفرد والمدينة من خلال الافصاح عن الرغبة بشكلها الاباحي. وقد نجح. وعندما نريد ان نعكس الامر على البطل الاغريقي وهو يتطلع الى إيثاكا العائد اليها بعد رحلة الامتحانات العسيرة تكون إيثاكا تصارع زوجته رغبتها العنيفة والمرأة تقاوم وتنسج للقادم ثوبا يليق به.
اليوم نقرأه هكذا، وبغداد إيثاكا التي كانت تعيش معاناة الفضيحة باشكال لا تحصى. عسس، وشورجة وقواطع مدربة ومعاناة الداخل من قسوة سني الحصار، اشكال لاتحصى من الوجع، وكأن لكل امة ايثاكا خاصة بها، والذين كانوا يظنون ان رام الله هي ايثاكا العرب هم واهمون، كانت بغداد هي إيثاكا التي جلست على ضفة الخليج الذي اخذت منه لنفسها اشبارا معدودة بشق الانفس جالسة تستظل بما تبقى من نخيل شط العرب لتنتظر يولسيس.
وقد يقال ان الذي جاء كان يولسيسا اميركيا قد لايشعر بعذابات الملكة التي ابقاها يولسيس الاهوار رهينة لقدرها، ولأنها انثى من وعي ودماثة لم تسلم جسدها العاجي لشفرات الناحتين فكانت تماثيل كل الذين ارادوا خلود الساحات بائسة وتم تحطيمها بسرعة البرق. ومع الاعتراف بأن يولسيس اختار أصعب خلاصات الوجع لكن الامر بدأ بحكمة التاريخ ضرورة عندما نتخلى عنها، علينا أن ننتظر قرنا ورواتب معلمي ايثاكا لاتكفي حتى لشراء حذاء من أحذية باتا.
اذن لكل فعل قدرية يصنعها التاريخ بوعي وبدونه.
وللمدن في اقدارها ان تعيد يولسيس الغريب ألي أهله، وتنصب لحلمها القادم يولسيسا يرتدي لباس امراء سومر وعمامة علي”ع “ وهو على منبر الكوفة، وقميصه القطني الابيض ناصع من فكرة حداثة الحضارات التي تأوي احلام الشعوب اليها مثلما يأوي عش الصقر كل هارب من العاصفة



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقى السومرية ..الروح أولاً
- الثقافة العربية _الأسبانية ..رؤية من خلال المنظور التأريخي
- فرنسا والعرب من نابليون وحتى جاك شيراك
- عن الضوء الذي يبعث شهوته الى كل ذكور العالم
- مشوار مع حنجرتي لطيفة التونسية وصديقة الملاية
- الشعر والأقتراب من ذاكرة السياب وأنشودة المطر
- خيمياء الكلمة شيدت للعشق كوخا ياصديقي
- الأحتفاء بعينيك وبالقرية والشعر
- أبو معيشي ذاكرة النخل والماء والقصيدة
- قصيدة بومضة.ومضة برمش عين.رمش عين بنور كلمة
- أيها الناس هذا وطن وليس بطيخة
- الكوري عندما ينوح كأمراة من أجل الحياة
- لوركا يشرب القهوة في أور
- نسمة طاردة ..نسمة جاذبة ..تلك هي قصيدتي
- بين الجواهري والجعفري
- الأحتفاء بالشعر على الطريقة البوذية..(خدك جرح وقصيدتي خنجر ) ...
- الموسيقى بين روح الأنثى ومنى الرجل .. قراءة فلسفية
- فلسفة لولادة حصان
- حوار مع الشاعر العراقي كمال سبتي..قصيدتي قصيدة معنى ..والأنا ...
- المندائية :المقدس وهو يتدفئ بمعطف النور


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - هل كنا نحتاج الى يولسيس ..وهل كانت بغداد إيثاكا..؟