|
القضاء السويدي يبعث من جديد رسالة جديدة للقضاء العربي
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4844 - 2015 / 6 / 21 - 00:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القضاء السويدي يبعث من جديد رسالة جديدة للقضاء العربي
مروان صباح / تذرعت مانا سالين بأنها نسيت بطاقة الائتمان في بيتها ، وحسب أقوالها أمام القضاء ، قالت أنها من المرات النادرة أو تكاد معدومة ، أن لا تصطحب بطاقتها الائتمانية معها ، مما اضطرها ، استخدام بطاقة مصروفة لها من قبل الوزارة ، لكن ، القانون السويد الذي أشار في قراره الضمني ، بأنه يحتكم إلى المنطق والقرائن معاً وليس إلى مبررات الوزيرة ، وجد أنه لا يفهم كيف لها أن تتناسى بطاقتها الشخصية في وقت تحتفظ بالبطاقة التى خصصت للعمل ،الصادرة من مالية الدولة ، ولأن ، المجتمع بجميع مكوناته يحترم القانون الذي بدوره لا يقبل ، أبداً ، مهم على كعب المسئول أن يتجاوزه ، فكان العقاب بحق وزيرة بحجم مانا ، واضح ، كونها استغلت بشكل فاضح واستهتاري ، المال العام ، وبطريقة لا تليق بمسئول ، بل ، أقرب إلى سلوك مراهق غير ناضج ، بالرغم ، أنها تداركت الأمر في اليوم التالي وأعادت 60 دولار قبل أن تتحول القضية إلى اختلاس ، لكن ، مجتمع مثل السويد ، يتمتع بالعدالة الاجتماعية ، وهذا الاستمتاع لم يأتي عبثاً أو من فراغ ، بل ، لأنه ، يحترم القانون الذي وفر له كل هذه الامتيازات والرفاهية ، فهو ، لا يقبل ، أن يسجل في تاريخ سجلاته تجاوز دون أن يحاسب من حاول دق بابه ، حتى لو جاء ذلك من شخصية مخضرمة سياسياً ولديها باع طويل في العمل الحكومي والحزبي . بالتأكيد ، لو قرأت مانا المستقيلة أحد تقرير الفساد العربي ستجد أنها تعرضت من القضاء السويدي إلى ظلم ، قاسياً ، قياساً ، لما يجري في الوطن العربي من انتهاك للمال العام ، فهناك مئات المليارات ذهبت ادراج الرياح وسجلت ضد مجهولين وقد تكون حادثة إقالة ، وزير العدل وتعين آخر في حكومة محلب لها دلالات واضحة عن مجرى السياقات المتبعة هناك ، وقد يكون ،أيضاً ، العربي اعتقد للخطة واحدة ، بأن الإقالة كانت بسب تصريح ، الأول ، الذي اختصر حال البلد عندما قال ، بأن ليس من اللائق أو المنطق أن يلتحق أبن الفلاح أو العامل في سلك القضاء ، علماً. أن محفوظ صابر قد تناسى أو حذف من سيرته الذاتية ، بأن والده صابر كان فلاحاً ، ليتضح لنا أن الحكاية لم تكن سوى تلبيس طواقي ، لا أكثر ، فبديل محفوظ ، ليس أمر يراد منه تصويب النظام ، بل ، أن الآخر ، تلاحقه تهم فساد من كل حدب وصوب ، لكن ، تعينه كان بمثابة تكريم له ، والسبب كما يبدو جوهري ، ببساطة ، لأن ، استطاع ببراعة تدويخ القضاء لسنوات طويلة ، حيث ، تمكن أخيراً من الإفلات كما افلتت قائمة عريضة وطويلة في آن معاً . تبدو النصيحة غير كافية أو بالأحرى غير مجدية مع أنظمة بيروقراطية ، بالتأكيد ، الحال لن يتغير على الإطلاق ، مادام حال القضاء العربي بهذا الحال ، ويبقى السؤال الذي يحير العربي ، على الدوام ، هو ، لماذا الحكومات لا ترغب بإعادة هيبة واستقلال القضاء ، وهي ، حريصة بالفعل ، حسب التجربة ، اختيار دائماً وأبداً أفراد عدمي الكفاءة ، مهزومين ومهزوزين من الداخل ، مؤهلاتهم الشخصية والسلوكية غير كافية على حمل سيف العدالة ، لهذا ، في كل مرة يُمتحن فيها قضاء العربي ، يسجل اخفاق جديد ، وقد يكون الحكم الأعمى الصادر ، بحق ميشال سماحة في لبنان ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير ، بالطبع ، مادامت الجهات التنفيذية تُحكم قبضتها على القضاء ، ويبقى السؤال مفتوح ، بالطبع إذا ، كانت الحكومات العربية ، خصيصاً ، بعد الربيع العربي ، ادعت انتهاج الشفافية والانحياز للحق ، وتقول بأنها ترغب في معالجة جميع قضايا الفساد ، لماذا إذاً ، تهاب من إصلاح القضاء ولا تكف عن التدخل في قراراته ، ويستمر السؤال ، آلا يخجل ، القاضي العربي عندما يسمع بواقعة قضاء السويدي مع مانا الوزيرة المستقيلة ، كما نحن نخجل في كل مرة يرتفع فيه الحق في الغرب ، مقابل ، سقوطه في الشرق ، عجباً لأمة قد أرسى أحد أبناءها ، مسودة السلوك القضائي ، أن يكون حالها ، هذا الحال ... والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غونتر غراس
-
لو كان الأوكسجين والماء قرار بشري ، لكانت المأساة اكتملت ...
-
الكتاب والحذاء
-
محاصرة مصر وتلغيم أمنها القومي
-
تحويل الشهيد إلى بئر بترول
-
إليسا تُعيد طوقان من قبره
-
بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب
-
تعاون يكشف عن حجم وأهمية العلاقة القائمة .
-
طاعنون باللجوء والهجرة، لهم الله .
-
تعاون يقطع الشك باليقين لأي عداء
-
الوطنية المتعثرة
-
اتفاق إطار أم مكافأة عن سلسلة تنازلات
-
عراقة الأمة ،، بلغتها
-
بين التفوق الإسرائيلي بالتكنولوجي والتميزّ الإيراني بالتشيع
...
-
كتاب ،، حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات
-
اختلاف ايديولوجي عقائدي بين ايران وإسرائيل يقابله تقاطع مصال
...
-
العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح
-
ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري
-
العقل والبطيخة
-
استعادة الضمير ..
المزيد.....
-
السعودية تعلن عن إجمالي عدد الوفيات خلال الحج هذا العام.. غا
...
-
لحظة بلحظة.. تفاصيل وتداعيات هجوم قوات كييف على سيفاستوبول.
...
-
جرحى إسرائيليون بهجوم صاروخي لحزب الله على موقع المطلة
-
رسميا.. السعودية تعلن ارتفاع عدد الوفيات بموسم الحج
-
شاهد: سفن محملة بالمعونات الإنسانية ترسو على الرصيف العائم ق
...
-
سيلفي مع رونالدو- تشديد إجراءات الأمن ضد مقتحمي الملاعب بأمم
...
-
ردع حزب الله لإسرائيل.. معادلة منع الحرب
-
ضجة في إسرائيل بعد انتشار مشاهد -صادمة- لنقل جريح فلسطيني عل
...
-
قديروف عن الهجمات الإرهابية في داغستان: ما حدث استفزاز حقير
...
-
ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الأوكراني على سيفاستوبول إل
...
المزيد.....
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
المزيد.....
|