ابتسام يوسف الطاهر
الحوار المتمدن-العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 - 11:10
المحور:
الصحافة والاعلام
في ظل الكوارث التي يعيشها العراق حاليا بشكل يومي
, ووسط الكم المتكاثر من الجرائم التي ترتكب بحق ابنائه. والتي هي امتداد لمعاناتهم في العقود السابقة, ولكن بشكل اوسع في ظل الفوضى والتخريب اليومي الحالي,
وسط كل ذلك ترى هناك من يدفع عنك الياس ويمنحك شئ من الامل ان ابناء العراق يحاولون جادين لاعادة الابتسامة لشفاه المتعبين الذين تترصدهم السيارات المفخخة والطلقات الطائشة والاحقاد المتعددة الجنسيات.,
لم ينتظر العراقيون, الاخوة العرب او غيرهم لمد يد التضامن معهم كما فعل العراقيون من قبل مع كل الشعوب التي تعرضت لاعتداءات او كوارث بل صار العراقيون اليوم يتمنوا لوالبعض من الاخوة الاعداء يكفوا عن التلاعب بمشاعر الناس عن طريق الشعارات المزيفة تحت اقنعة اسلامية او قومية التي يستخدموها للانتقام من ابناء العراق لانهم فرحوا للتخلص من النظام السابق الذي جرهم لكل تلك الويلات وعرض البلد لابشع واغبى احتلال, ويتركوا الامر لابناء العراق لاعادة بناء بلدهم والتخلص من ذلك الاحتلال!
من بين المبادرات الكثيرة التي نادرا ماتتطرق لها وسائل الاعلام, حيث هناك تعتيم اعلامي على اي مبادرة طيبة تخدم العراق من التي يبادر بها العراقيون
هناك محاولات فردية لانقاذ بعض الاطفال المشردين, ومحاولات اخرى لحماية بعض المرافق الحياتية , اضافة الى مشاريع ثقافية التي منها راديو المحبة -صوت المرأة العراقية- وبتشجيع من الاخ الشاعر كريم النجار, الذي كان احد المساهمين بانجاح مشروع راديو المحبة, حيث قضى شهورا بعيدا عن عائلته ليعمل مع فريق من العاملين والشباب المتطوعين المتعطشين للعمل لخدمة البلد الضحية, ويقوم الان باعداد برامج عديدة للراديو مثل نساء على البال والمرأة والصحافة, حيث اكد علي زيارة تلك المحطة والاطلاع على نشاط العاملين بها. و بمساعدة من الاخت حذام يوسف التي تقدم بعض البرامج منها نساء على البال وبرنامج للاطفال الذي تساهم باعداده ايضا, قمت بزيارة قصيرة لتلك المحطة التي تعتبر احد المشاريع الثقافية المهمة, وان كان ارسالها محدود بالوقت الحالي بسبب الحاجة لاجهزة ارسال اكثر قوة لتبث على مستوى عموم القطر, لكن حجم الاقبال من قبل المستمعين اعطى انطباع ايجابي عن اهمية الراديو وتعطش الناس لسماع الكلمة الطيبة الواعية وحاجتهم لكل معلومة حرموا منها ايام الحصار. بالرغم من الانفجارات التي نسمع اصواتها قريبة ونرى من النوافذ سحب الدخان , خاصة وموضوع الاستفتاء على الدستور يقترب,
وجدت حجم الحماس والاحساس بالمسؤولية بالرغم من ذلك, من قبل كل العاملين من مذيعين او محررين اخبار الى منفذين, الكل يعمل بروح مسؤولة, بالرغم من انقطاع الكهرباء المتواصل, و تاخر رواتبهم وبالرغم من مصاعب التنقل والمخاطر التي تترصدهم..
في لقاء سريع مع الاستاذ علي عباس مديرالمحطة, تطرق الى الصعوبات الكثيرة التي يواجهونها, منها صعوبة الاتصال بالمنظمة المانحة التابعة الامم المتحدة (يونيفام) بشكل مباشر حيث يتم الاتصال من قبل مكتبهم في بغداد ومن ثم عمان مما يسبب تاخر المراسلات واحيانا ضياعها. واعطى نبذة مختصرة للتعريف بتلك المحطة او المشروع الثقافي:
عانت المرأة العراقية من ظروف صعبة ابان العصور السابقة مما أثر وبصورة واضحة على موقع تأثير المرأة الأيجابي في المجتمع من هنا تحديداً برزت الحاجة الى مشاريع تضع نصب أعينها واقع النساء العراقيات وتعمل من أجل أزالة جميع ادران الماضي والنهوض بالواقع النسوي الى فضاءات ارحب خدمة لمشروعنا الأهم في بناء وطننا على أسس ديمقراطية تعتمد التعددية والتداول السلمي واحترام الأختلاف بالأراء .
بدأ المشروع عندما طرحه بعض الشباب العراقي الطامح الى خدمة العراق وبالتعاون مع منظمة
OKI international )
ليجيئ مشروع راديو المحبة صوت المرأة العراقية ضمن هذا السياق وموله صندوق الدعم الأنمائي للمرأة في الأمم المتحدة , لتبدأ اول خطوات المشروع منتصف اب من عام 2004
كان الهدف الأساسي للجميع ان يصبح الراديو نافذة من اجل ان تعبر المرأة من خلالها عن أفكارها وتساهم في الطرح البناء بمنتهى الحرية ومن دون اي تمييز على اساس العرق او الدين او الأثنية منطلقاً من مواثيق ومعاهدات الأمم المتحدة والأتفاقيات الدولية وان يكون ايضاً نافذة اعلامية تزرع الأمل والبسمة في وجوه العراقيين وتحارب جميع المحاولات التي تريد المساس بالعراق من ارهاب او فكر طائفي او متطرف كمؤسسة اعلامية مستقلة وغير تابعة الى اي جهة حكومية او حزبية.
تم تأسيس هيئة استشارية للراديو من عدد من الوزارات والهيئات مثل : وزارة المرأة , وزارة العمل , وزارة الثقافة , وزارة حقوق الأنسان , وزارة البلديات , هيئة الأعلام , وايضاً هناك مجلس ادارة يأخذ على عاتقه تسيير الأعمال في الراديو يتكون من مجموعة من منظمات المجتمع المدني : منظمة نهضة المرأة العراقية , منظمة ازهار العراق .
بدأ العمل في ظروف صعبة نتيجة للوضع الأمني في بغداد وصعوبة المواصلات وحساسية المهنة الا ا ن الجميع كان مصراً على اتمام المشروع والمضي به حت النهاية . وعلى رأس الساعة الثامنة من صباح يوم 1-4-2005 أنطلق ولاول مرة في الشرق الأوسط ومن قلب العاصمة العراقية بغداد صوت خاص بالنساء كان صوت المذيعة يصرح بأننا الان على الموجه 96 FM راديو المحبة( صوت المرأة العراقية) , في البداية وأثناء فترة البث التجريبي كانت ساعات البث لا تتجاوز الربعة ساعات في اليوم ركزت الأذاعة من خلالها على تعريف المرأة العراقية بحقوقها في المواثيق والأعراف الدولية وبعض البرامج المنوعة. بعد ذلك بأقل من شهر قرر الكادر تمديد فترة البث الى ستة ساعات يومياً لتصبح سبعة بعد ايام وتستقر فترة عند الرقم ثمانية بعد اسبوعين بالتحديد وتصبح عشرة بعدها بقليل , لتستقر الأن عند الرقم ستة عشر ساعة بث يومياً حتى منتصف الليل منذ النصف الأخير من شهر اب علماً ان بث الأذاعة يغطي جميع اجزاء العاصمة العراقية بغداد وضواحيها كأبو غريب والحسينية واليوسفية واللطيفية وبعد نصب المرسلة الجديدة سوف يصل ارسالنا الأيام القادمة الى محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وحتى حدود الموصل شمالاً ومحافظة بابل وحتى حدود محافظة ميسان جنوباً .
يتكون كادر الراديو من مجموعة من الشباب العراقي يعملون كخلية نحل مقسمين على اقسام الأذاعة منذ الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل من أجل تقديم افضل النتائج للمستمعة والمستمع . تقدم الأذاعة خلال فترة بثها وجبة منوعة من البرامج التي تنقسم ما بين البرامج الفكرية والسياسية وبضمنها اربع ساعات برامج دستورية وبرامج ثقافية وبرامج منوعة خفيفة باللغات العربية والكردية والأنكليزية حيث ان لدينا فترة بث باللغة الكردية تمتد ساعتين من الثانية ظهراً الى الرابعة عصراً وفترة بث باللغة الأنكليزية تمتد ساعة واحدة من الثامنة الى التاسعة مساءً وفي النية قريباً أستحداث فترة بث باللغة التركمانية لمدة ساعة واحدة وكذلك فترة بث باللغة السريانية لمدة ساعة واحدة ايضاً وذلك من اجل ان نقدم كل ما هو مفيد ويخدم المرأة العراقية ويسلي العائلة من دون اي اسفاف.
#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟