أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خرافات رمضانيّة














المزيد.....


خرافات رمضانيّة


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 13:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خرافات رمضانيّة

1..
"نحن نصوم رمضان لنحسّ بالفقراء!" جملة كثيرا ما سمعناها ونسمعها من المسلمين، يردّدونها ليقنعوا أنفسهم بأنّ صيامهم ليس عبثيّا وأنّ فيه حكمة. الإحساس بالفقراء لا يكون بالصّيام، فالفقير لن يتعشّى الليلة لأنّك صُمت أو لأنّ القطيع العربي المسلم كلّه صائم. الفقير لن ينفعه صيامك ولا إدعاؤك بأنّك تحسّ بفقره. ثمّ أنّ الفقير نفسه يصُوم! لماذا؟ هل ليحسّ بغِنَى الأغنياء الذي لن يعرفه أم ليحسّ بفقره هو، والفقر ملازمٌ له. ولنفترض أنّ ربّكم الخرافي موجود، ألم يكن من المنطقي أن لا يجعل النّاس فقراء عوض أن يعذبهم بفقرهم ثم بالصّيام؟ وعوض أن يوكل لكم مهمّة وضع أنفسكم مكانهم للإحساس بما يحسّون؟ ثمّ ما الجدوى من إحساسكم؟ لماذا لا تتخلّون عن المكيّفات وتصوموا عن التّلفزيون والرّاديو والأنترنات والمشروبات واللّحوم ولماذا لا تكتفون بوجبات بسيطة ورخيصة عوض مأدبات العشاء التي نراها مع كلّ إفطار؟ أليس التّخلّي عن كلّ ما لا يستطيعُ الفقير توفيره لنفسه أصدق من إدّعائكم وأنتم تجلسون أمام موائد مليئة بالأكل؟ وزيادة على كلّ ذلك، ربّكم نفسه لا يحسّ بالفقراء، بدليل وجودهم وبدليل أنّ الكثيرين وُلدوا وعاشوا وماتوا فقراء وأورثوا فقرهم لأبنائهم وبدليل أنّ هناك شعوبا تعاني من المجاعات... والغريب أنّ من يساعدون هؤلاء المعدمين لا علاقة لهم بالإسلام ولا يصومون ولا يدّعون أنّ صيامهم يجعلهم يحسّون بالفقراء والمعدمين ولا ينتظرون من أيّ ربّ أن يُعين هؤلاء، بل يفعلون بأنفسهم كلّ ما في وسعهم لإعانة المحتاجين وإنتشالهم من الفقر والجوع، من منطلق إنساني بحت، لا علاقة له لا بالأديان ولا بخزعبلاتها... بل ولا ينتظرون جزاءً على أفعالهم، مثلما يطمع المسلم في جزاء ربّه الخرافي... إذن، إذا كان الذي تدّعون أنّه خالقُ الكون لا يهتمّ بمخلوقاته، فكلّ إدّعاءاتكم باطلة ولا تندرج إلّا في إطار النّفاق والكذب.

2..
بأيّ حقّ يجب عليّ أن أتبعك في كلّ شيء، حتّى في تقديس خرافاتك، لا لشيء إلّا لأنّي أعيش في مجتمع مسلم؟ بأيّ حقّ يجب أن أجُوع رغم أنفي لا لشيء إلّا لأنّك تعتقد أنّ صيامك أمرٌ من عند ربّك وتزعم أنّ إفطاري أمامك إعتداء على معتقدك؟ ربّك لا أعترف به ولا يلزمني في شيء. ومعتقدك لا يعنيني ولا حاجة لي به. وإدعاؤك بأنّ في إفطاري علنًا إعتداءٌ على معتقدك إدّعاء فارغ لا يعني إلّا شيئا واحدا: هشاشة إيمانك أنت نفسك بدينك. والأحرى أن تقول أن إرغامك للنّاس على إتّباعك في طقوس دينك بالصّيام أو إرغامهم على الجوع بحجّة إحترام معتقدك هو إعتداء صارخٌ على حرّيّة الآخرين في الأكل وعلى حقّهم في أن يفعلوا ما يريدون وأن يعيشوا حياتهم كما يشاؤُون، لا كما تشاء أنت.

3..
نفاق إسلامي. يدّعون أنّ دينهم دين الحرّيّة، لكن لا أحد فيهم يتقبّل أن يرى الآخرين يمارسون حرّيّتهم في الإفطار بينما هو يمارس حرّيّته في تجويع نفسه!

-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر لمن يعقلون - ج74
- خواطر لمن يعقلون - ج73
- خواطر لمن يعقلون - ج72
- حوار مع أحد المؤمنين بالله
- خواطر لمن يعقلون - ج71
- خواطر لمن يعقلون - ج70
- خواطر لمن يعقلون - ج69
- خواطر لمن يعقلون - ج68
- خواطر لمن يعقلون - ج67
- فلتأتوا بالشّمس من المغرب
- خواطر لمن يعقلون - ج66
- خواطر لمن يعقلون - ج65
- خواطر لمن يعقلون - ج64
- خواطر لمن يعقلون - ج63
- خواطر لمن يعقلون - ج62
- خواطر لمن يعقلون - ج61
- خواطر لمن يعقلون - ج60
- خواطر لمن يعقلون - ج59
- نظرة على حدّ الزّنا في الإسلام على المذهب المالكي
- خواطر لمن يعقلون - ج58


المزيد.....




- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - خرافات رمضانيّة