أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - تعليق على بيان عدد من الصحفيين السوريين















المزيد.....

تعليق على بيان عدد من الصحفيين السوريين


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 13:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشير بيان عدد من الصحفيين السوريين عن ضرورة منع تقسيم سوريا , الذي جاء كإدانة مستحقة لممارسات ( أو جرائم ) ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا , إلى التحول الكبير الذي شهدته الحرب الأهلية السورية منذ اندلاعها في أواخر 2011 و اشتدادها في 2012 .. من حرب "عادلة" , بين نظام و عبيده , حرب في سبيل الحرية , إلى حرب على نمط الحرب العالمية الأولى : تخاض في سبيل "الوطن" , تحت راية الوطن , لمنع تقسيم الوطن , الخ .. لا يعكس هذا فقط الطابع الأهلي المتزايد لتلك الحرب , الواقع منذ وقت طويل , بل يعكس هذا التحول في شعاراتها و أهدافها , بشكل أكبر و أهم , تحولا جذريا في طبيعتها .. تحول شعار الحرية الأولي للثورة إلى شعار منع تقسيم سوريا على أساس الشراكة ( أو ما يمكن اختصاره : بالانتقال من المشاركة إلى الشراكة ) يعكس تغير القوى الرئيسية الممثلة في "الثورة" و معه تحول دراماتيكي في هاجسها المركزي : من شعب يبحث عن حريته , أي مشاركته في صنع مصيره , إلى نخب تتطلع و تتنافس على السلطة , من الصراع ضد الدولة إلى الصراع على الدولة .. لا يوجد شعار يعبر عن حقيقة الصراع على الدولة من شعار الشراكة .. رغم جاذبيتها المفترضة في هذا الصعود الهستيري في الخطابات المذهبية و الطائفية و القومية , الشوفينية إن لم نقل الفاشية , لكن منطق الشراكة لا يقر فقط , بل يفرض , واقع انقسام الناس حسب طوائفهم و قومياتهم أو أي موروث آخر مفترض , و يفرض على الناس "زعامات" طائفية , تحقق زعامتها إما بمنطق التغلب الميليشيوي أو بمنطق المزاودة في خطاب الكراهية , إن منطق الشراكة يلغي وجود الناس الذاتي المستقل , يلغي مصلحتهم الذاتية المستقلة , يلغي قرارهم الذاتي المستقل .. أما إذا تحدثنا عن "طوائف" و "قوميات , فإن الشراكة لا تعني المساواة بأي حال من الأحوال , بل على العكس , اختيرت كلمة الشراكة بالتحديد لأنها تعني شيئا أقل بكثير من المساواة , و بهذا المعنى كانت الشراكة موجودة على الدوام , حتى في ظل نظام الأسد , بل خاصة في ظل نظام الأسد .. في الواقع , قام نظام الأسد على منطق الشراكة بين الطوائف , كان توزيع المناصب البيروقراطية و المكاسب المرتبطة بها دقيقا بين الطوائف السورية , طبعا إلا في الجيش و أجهزة الأمن .. و حتى قبل أن تتقاسم النخبة الحاكمة مكاسب نهبها للناس العاديين مع البرجوازيتين الشامية و الحلبية , غازل نظام الأسد البرجوازية الشامية قبل انقلابه على رفاقه الذين هاجموا مصالح تلك البرجوازية بشكل صدامي , واعدا إياها بتغيير سياسة أسلافه المعادية لمصالحها .. إن شعار الشراكة كأساس مزعوم لسوريا "جديدة" تتكون ملامحها تدريجيا يعني شيئا واحدا , الحفاظ على منطق الدولة الأسدية في اللا مساواة , اللا عدالة , و الأهم : في انعدام الحرية , مع تغيير قواعد "الشراكة" , أي تغيير الفئة المستفيدة من هذا النظام .. ليست سوريا القائمة ككيان سياسي إلا خيار موظفين درجة ثانية في وزارتي المستعمرات الفرنسية و البريطانية , أما في الواقع فقد كانت على الدوام سجنا لأبنائها , بدرجات متفاوتة من القمع و التهميش .. كان الجميع , ممن هم خارج النظام , ضحايا بشكل أو بآخر , لكن نظام اللا مساواة القائم على "الشراكة" اتخذ لنفسه دائما ضحايا فرض عليهم قمعا و تهميشا أكبر , هذا هو منطق المفاضلة في دول كدولنا .. كانت الثورة السورية من فعل جزء عريض من الجماهير الأكثر تهميشا , سواء من الطبقة الوسطى و من داخل البيروقراطية نفسها , أو من الطبقات الأدنى , و من الطبيعي أن توجد مصالح متناقضة في ما يسمى بمعسكر الثورة , بين فئة صاعدة تريد الحفاظ على منطق دولة الامتيازات لتستولي هي عليها و بين الناس الذين من مصلحتهم إلغاء دولة الامتيازات مرة واحدة و إلى الأبد .. المشكلة هنا أن الفئة التي وجدت نفسها و هي تشق طريقها نحو رأس الهرم امتلكت مشروعها أو مشاريعها الواضحة و المتكاملة , بينما لم يتمكن الناس العاديين من وضع مشروعهم الذي يفترض ان يحقق لهم الحرية و العدالة و المساواة .. أحد إشكاليات الثورة ليست فقط هيمنة العقل السلطوي على ناشطيها أو ثوارها , بل أيضا ضعف الخيال عندهم في ابتكار أشكال تنظيم جديدة تقطع بالكامل مع ماضي القمع و التهميش السلطويين .. كانت الثورة فرصة للبحث عن أشكال تنظيم أخرى تتناسب فعلا مع هدف حرية الناس العاديين , فرصة لإعادة خلق "سوريا" , ليس كسجن لأبنائها , و بالتأكيد ليس كخيار مفروض عليهم من قوى دولية أو محلية , كخيار يفرض و يحافظ عليه بقوى القمع و التشبيح , بل كخيار حر لهم , بحيث يمكنهم من إلغاء الاستغلال و الإكراه و القمع من حياتهم إلى الأبد .. أحد أسوأ مظاهر هذا الخيال المتردد , هو عودة الجميع إلى "الحل" الأسهل , كما يبدو للعقل السلطوي , في مواجهة أية مشكلة أو مأزق , ألا و هو الديكتاتورية .. ما أن بدا واضحا أن شيئا ما ليس على ما يرام , حتى عاد الحديث القديم عن مدى استعداد الجماهير للحرية و اتهامها بالمسؤولية , و لو الجزئية , عن انحراف الثورة و استعصائها و عدم استكمالها الخ مع تبرئة القوى المسؤولة فعلا عن هذا الانحراف و المستفيدة منه أو الدفاع عنها , لينتهي ذلك مع تعمق كل هذه المآزق إلى الدعوة لأشكال وطنية أو ديمقراطية حتى , و مؤقتة طبعا , من الديكتاتورية , مع عدم محاولة نقد الأسباب و القوى التي دفعت إلى هذا االتنافس بدماء الفقراء و الناس العاديين في سبيل مصالحها , إن لم يكن الدفاع عنها و الاصطفاف إلى جانبها .. و مرة أخرى انتهى العقل الاختزالي إلى كلمة السر التي يحتاجها : داعش .. كل القوى السلطوية , المعارضة و الإقليمية و الدولية , التي نهشت لحم السوريين في تنافسها على مصالحها , جرى اختزالها من جديد في شيطان واحد , داعش التي تخدم شيطنتها الجميع , و خاصة في تقزيم مسألة الحرية , حرية الناس العاديين , و جعلها تبدو تافهة أو مجرد ترف في خضم معارك "أكثر أهمية" ( المنطق الأسدي القديم ذاته .. يمكن الآن أن نفهم أكثر ما هو عمومي في الدولة و المنطق الأسديين , اي الذي تحتاجه و تستخدمه أية سلطة , و ذلك الخاص بها ) ... هذا يعكس أيضا ضعف قوة السوريين العاديين اليوم و قدرتهم على المقاومة , يبرر هذا الضعف غياب مصالحهم شبه الكامل عن الصراع السياسي و العسكري و يجري توثيقه سياسيا بتحويل الصراع إلى صراع حول شكل النظام القمعي القادم و ماهية القوى المتحكمة به , و على الواقع بهيمنة لغة و خطاب القوة العارية التي تعامل الناس العاديين كمجرد ضحايا أو رعايا ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتراف - رؤيا
- هوغو بول عن الدادائية
- مرة أخرى عن كرونشتادت - فيكتور سيرج
- فرانز مهرينغ عن باكونين , برودون , و ماركس
- عن الأسد , داعش , و الآخرين
- مجالس العمال - رابطة سبارتاكوس الشيوعية - 1947
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : مجالس العمال و اقتصاد المجتم ...
- كلمات واضحة - لكاتب مجهول
- على الأناركيين أن يقولوا ما يمكن لهم فقط أن يقولوه , للسيد د ...
- سوريا , و الشرق , إلى أين ؟
- كيف -تموت- الثورات
- جيمس هتشينغز : ما العيب في المدرسة ؟ ( الجواب : كل شيء )
- ورطة كبرى ( ماكينة العمل - الحرب )
- عرض لكتاب نوال السعداوي ( الوجه الآخر لحواء ) - ماجدة سلمان
- مبدأ الدولة لميخائيل باكونين
- مالاتيستا : أسلوب الحرية
- بيان من الأناركيين العدميين - إسبانيا - 2012
- -دفاع- لويزة ميشيل أمام المحكمة
- عن عملية استانبول -الإرهابية-
- عن غزوة تشارلي هيبيدو


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - تعليق على بيان عدد من الصحفيين السوريين