|
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
زيد كامل الكوار
الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 11:24
المحور:
المجتمع المدني
لا يستغني مثقف ومتعلم عراقي، عن حكمة المثل العراقي في الحوارات العادية اليومية، وفي الحياة العامة لما في تلك الأمثال من إيضاحات مهمة و تلميحات نافعة ، يقول الشاعر العربي : متى يبلغ البنيان يوما كماله * إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم وموضع الشاهد في هذا البيت ، السعي الهادئ المدروس، من قبل الإدارة الأمريكية ، الذي ينفث بين حين وآخر ، جرعة سم نتنة قاتلة تنساب بهدوء بين متلقفيها ، فتفت في عضد ذي الهمة وتكسر ظهر المتقاعس وتشله ، وقد رأينا منها الكثير من الفعاليات التي أدت غرضها وغايتها على يد سياسيينا المراهقين ، وأرجو أن يتقبلوا هذا الوصف البسيط، الذي أعفاني من الغوص في وصف من يسلم قياده وقياد أمته بيد الغريب الطامع ، فقبل مدة بسيطة لم ننس معها الحدث فعهدنا به قريب ، صرحت الإدارة الأمريكية ، وعلى لسان أبواقها الصادحة الكثيرة ، أنها تناقش في مجلس شيوخها إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم لا يستغني مثقف ومتعلم عراقي، عن حكمة المثل العراقي في الحوارات العادية اليومية، وفي الحياة العامة لما في تلك الأمثال من إيضاحات مهمة و تلميحات نافعة ، يقول الشاعر العربي : متى يبلغ البنيان يوما كماله * إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم وموضع الشاهد في هذا البيت ، السعي الهادئ المدروس، من قبل الإدارة الأمريكية ، الذي ينفث بين حين وآخر ، جرعة سم نتنة قاتلة تنساب بهدوء بين متلقفيها ، فتفت في عضد ذي الهمة وتكسر ظهر المتقاعس وتشله ، وقد رأينا منها الكثير من الفعاليات التي أدت غرضها وغايتها على يد سياسيينا المراهقين ، وأرجو أن يتقبلوا هذا الوصف البسيط، الذي أعفاني من الغوص في وصف من يسلم قياده وقياد أمته بيد الغريب الطامع ، فقبل مدة بسيطة لم ننس معها الحدث فعهدنا به قريب ، صرحت الإدارة الأمريكية ، وعلى لسان أبواقها الصادحة الكثيرة ، أنها تناقش في مجلس شيوخها مشروع قرار تسليح العشائر السنية والبيشمركة دون الرجوع إلى الحكومة المركزية العراقية ، ولا أزعم أني منتصر في قولي هذا للحكومة العراقية ، فاعتراضاتي وتقاطعاتي معها كثيرة لا تحصى ولا تعد ، حيث مآخذي على سياستها الإقصائية والتهميشية ، كثيرة وقديمة ، وما أبرئ الحكومة مما اتهمتها به سابقا لكنني أرى أن الوحدة الوطنية المشروخة أصلا ، قد نالت ما كفاها ونحن أغنى الناس عن ما يفرقنا عن بعضنا فما فينا يكفينا ، ولكن ذلك الحنان الأبوي الجياش من قبل أمريكا واستغلالها قميص عثمان" قانون الحرس الوطني " الذي تشدقت به كثيرا ، فالتوازن المزعوم الذي تتحدث عنه أمريكا ، كلمة حق أريد بها باطل ، وما تلك المطالبة بتسليح العشائر السنية في المناطق الغربية ، إلا كما قال المثل العربي القديم ، ليس حبا بعلي إنما بغضا بمعاوية ، فلم تكن سنة العراق يوما ركن أمريكا الآمن الذي تأوي إليه ، فهي أدرى الناس بما لقيت قواتها المسلحة على أيدي أهالي الأنبار والمنطقة الغربية ، على مدى ثمانية أعوام ، هي عمر احتلالها العراق ، فمن أين جاءت يا ترى هذه المودة والمحبة بين الأمريكان وأهالي المنطقة الغربية ؟ وما الذي يدفع أمريكا إلى المطالبة بتسليح العشائر السنية ، وفي وقت كهذا الوقت بالتحديد ؟ إنه المكر والخبث الذي تتميز به أمريكا ، فحين رأت تضافر الجهود بين مكونات الشعب العراقي من أجل طرد داعش ، علمت أن مخطط التقسيم الذي كانت تخطط له منذ مدة طويلة " مشروع بايدن " مهدد بالفشل و ربما يخسر أرضية تحقيق التقسيم بين مكونات المجتمع العراقي ، الأمر الذي اضطرها إلى عرض هذا المشروع على مجلس الشيوخ أملا منها بانجراف العراقيين بقوة ، خلف هذا المشروع ليكون أهل السنة في العراق أداة أمريكا من جديد لتضرب المكون الشيعي المتمثل في فصائل الحشد الشعبي الذي يتوافق وجوده في المناطق السنية حين تحريرها من دنس داعش الإجرامي ، مستغلة بعض الأعمال اللصوصية والتخريبية التي تقوم بها عصابات تدعي انتسابها إلى الحشد الشريف الذي يرفض بكل قوة ، أي اعتداء على أرواح أو أموال أو ممتلكات ، عراقية ، فكان غرض أمريكا ضرب الحشد الشعبي بالعشائر السنية وإضعاف الطرفين لتستقوي داعش ، وهذا ما تريده الأجندات الخارجية لنا فكيف يتوقع أحد دعم أمريكا أو أوربا للمصالحة الوطنية العراقية ؟ لكن الشعب العراقي ، أدرك بسرعة ، هذا المخطط المريض ، ما دعا عشائر الأنبار الشريفة إلى أن ترفض ذلك التسليح المزعوم ، إلا أن يكون عن طريق المنفذ الرسمي للحكومة العراقية أي وزارة الدفاع . ويوضح هذا لنا مدى قلق القوى الخارجية ، من المصالحة الوطنية وحرصها على عدم توفر أسبابها ومستلزمات تحقيقها . تنبهوا لهذا الفخ الذي يوضع لكم في كل زاوية وانعطافة طريق ، فمشروع المصالحة مشروع خطر على المصالح الخارجية في العراق ، ويهدد بخسارتها امتيازاتها غير الطبيعية . مشروع قرار تسليح العشائر السنية والبيشمركة دون الرجوع إلى الحكومة المركزية العراقية ، ولا أزعم أني منتصر في قولي هذا للحكومة العراقية ، فاعتراضاتي وتقاطعاتي معها كثيرة لا تحصى ولا تعد ، حيث مآخذي على سياستها الإقصائية والتهميشية ، كثيرة وقديمة ، وما أبرئ الحكومة مما اتهمتها به سابقا لكنني أرى أن الوحدة الوطنية المشروخة أصلا ، قد نالت ما كفاها ونحن أغنى الناس عن ما يفرقنا عن بعضنا فما فينا يكفينا ، ولكن ذلك الحنان الأبوي الجياش من قبل أمريكا واستغلالها قميص عثمان" قانون الحرس الوطني " الذي تشدقت به كثيرا ، فالتوازن المزعوم الذي تتحدث عنه أمريكا ، كلمة حق أريد بها باطل ، وما تلك المطالبة بتسليح العشائر السنية في المناطق الغربية ، إلا كما قال المثل العربي القديم ، ليس حبا بهند إنما بغضا بكلثوم ، فلم تكن سنة العراق يوما ركن أمريكا الآمن الذي تأوي إليه ، فهي أدرى الناس بما لقيت قواتها المسلحة على أيدي أهالي الأنبار والمنطقة الغربية ، على مدى ثمانية أعوام ، هي عمر احتلالها العراق ، فمن أين جاءت يا ترى هذه المودة والمحبة بين الأمريكان وأهالي المنطقة الغربية ؟ وما الذي يدفع أمريكا إلى المطالبة بتسليح العشائر السنية ، وفي وقت كهذا الوقت بالتحديد ؟ إنه المكر والخبث الذي تتميز به أمريكا ، فحين رأت تضافر الجهود بين مكونات الشعب العراقي من أجل طرد داعش ، علمت أن مخطط التقسيم الذي كانت تخطط له منذ مدة طويلة " مشروع بايدن " مهدد بالفشل و ربما يخسر أرضية تحقيق التقسيم بين مكونات المجتمع العراقي ، الأمر الذي اضطرها إلى عرض هذا المشروع على مجلس الشيوخ أملا منها بانجراف العراقيين بقوة ، خلف هذا المشروع ليكون أهل السنة في العراق أداة أمريكا من جديد لتضرب المكون الشيعي المتمثل في فصائل الحشد الشعبي الذي يتوافق وجوده في المناطق السنية حين تحريرها من دنس داعش الإجرامي ، مستغلة بعض الأعمال اللصوصية والتخريبية التي تقوم بها عصابات تدعي انتسابها إلى الحشد الشريف الذي يرفض بكل قوة ، أي اعتداء على أرواح أو أموال أو ممتلكات ، عراقية ، فكان غرض أمريكا ضرب الحشد الشعبي بالعشائر السنية وإضعاف الطرفين لتستقوي داعش ، وهذا ما تريده الأجندات الخارجية لنا فكيف يتوقع أحد دعم أمريكا أو أوربا للمصالحة الوطنية العراقية ؟ لكن الشعب العراقي ، أدرك بسرعة ، هذا المخطط المريض ، ما دعا عشائر الأنبار الشريفة إلى أن ترفض ذلك التسليح المزعوم ، إلا أن يكون عن طريق المنفذ الرسمي للحكومة العراقية أي وزارة الدفاع . ويوضح هذا لنا مدى قلق القوى الخارجية ، من المصالحة الوطنية وحرصها على عدم توفر أسبابها ومستلزمات تحقيقها . تنبهوا لهذا الفخ الذي يوضع لكم في كل زاوية وانعطافة طريق ، فمشروع المصالحة مشروع خطر على المصالح الخارجية في العراق ، ويهدد بخسارتها امتيازاتها غير الطبيعية .
#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المصالحة الوطنية بين المستفيدين والمتضررين
-
التهم الجاهزة 00 تبادل الأدوار 00 التاريخ يعيد نفسه
-
تجربة الإقليم 00 والمصالحة الحقيقية
-
المصالحة الوطنية 00 والاستفادة من تجارب الشعوب
-
دور المجالس المحلية في تحقيق المصالحة الوطنية
-
إياك أعني فاسمعي يا جارة
-
المصالحة الوطنية وأثرها على سوق العمل
-
المصالحة الوطنية .. شعار أم عمل وفعل
-
اللامبالاة آفة تفتك بالمجتمع
-
دور المؤسسة التربوية والتعليمية في دعم المصالحة الوطنية
-
أقانيم المصالحة الوطنية
-
زج الشباب في عملية المصالحة الوطنية
-
المصالحة الوطنية 00 مطلب حقيقي لكن مع من ؟
-
المرأةُ مرآةُ الرجلِ
-
يكد أبو كلاش 00 و ياكل أبو بشت
-
سيرة وطن تأكله الذئاب
-
الفسيفساء العراقية معين الثروة الحقيقي الذي لا ينضب
-
أراد أن يضرنا فنفعنا
-
جيش العراق 00 بيت الأخوة والمحبة
-
ثقافة الانتماء وقبول الآخر
المزيد.....
-
نادي الأسير الفلسطيني: إطلاق سراح 110 معتقلين من سجون الاحتل
...
-
وفد الصليب الاحمر يصل لمخيم جباليا لاستلام الاسيرة الاسرائيل
...
-
جيش الاحتلال يؤكد استلام الاسيرة آغام بيرغر من الصليب الاحمر
...
-
قناة ’العالم’ ترصد عملية تسليم الأسرى الاسرائيليين بخانيونس
...
-
بعد أن تعهد رؤساء أمريكيون بإغلاقه، ترامب يعتزم إنشاء مركز ا
...
-
الاحتلال يقتحم مخيم شعفاط بالقدس ويستدعي اهالي معتقلين سيحرر
...
-
القناة 13 العبرية: الصليب الاحمر في طريقه لاستلام المجندة آغ
...
-
النازحين يبدأون العودة إلى شمال قطاع غزة
-
قرار الاحتلال حظر -الأونروا- يدخل حيز التنفيذ اليوم
-
الحظر الإسرائيلي على -الأونروا- يدخل حيز التنفيذ.. ماذا يعني
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|