أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عباس علي العلي - المال ورأس المال والإشكالية التوظيفية














المزيد.....


المال ورأس المال والإشكالية التوظيفية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 08:51
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الإنسان كائن مجبول على المتناقضات ولا يمكن إلجاءه إلى قضية ما لم يكن له فيها مصلحة معنوية أو مادية , هذه الحقيقة لا ينكرها لا العلم ولا المعرفة ولا يستطيع متعقل أن يثبت أن الإنسان ملاك يمكنه أن يعيش مثاليا إيجابيا كما ينبغي ,كما لا يقر عاقل أنه مجرد من المثاليات وأنه محض شر يبحث عن وجوده خارجا عن كل قيمة فيها خير أو حق ,الحقيقة الوحيدة التي يقر بها المختلفون أن الإنسان نتاج واقع يفرض أولا عليه ومن ثم عند أكتمال فاعلية الوعي عنده سيكون نتاج نفسه بما تكونت عليه مسبقا .
وحده ولوحده يمكن أن يكون خيرا أو شرا عندما ينحاز لمصدر قوته من خلال العقل لا من خلال مكون أخر وهو الإنسان الأكثر إيجابية أما الذي يوازن بين المقومات المؤثرة ويجنح للوسطية والتوسط بينهما خاضعا للواقع كما هو فهم الأغلبية من الناس ,الأغلبية التي تدين بالقضاء والقدر وتسمي كل خطواتها تعقلا وخضوعا لمنطق الحياة كما تراها ,أما الذين تستعبدهم قوى الحس والمادة ولا يرون لوجودهم حقيقة إنما هم ظل لوجود أخر فهؤلاء يسمون العنصر السالب بالوجود حيث أن غيابهم ووجودهم لا يقدم ولا يؤخر ولكن يظهر طغيان البعض فقط وتبرير لمنطقهم المخالف للأشياء .
المال كما السلطة واحدة من الشهوات التي تستعبد الإنسان وتحوله إلى ظل لها وتأخذه لعكس الغاية من وجود المال ووظيفته في الوجود ,وقد يتخذه البعض طريقا لاستعباد الآخرين من بني جنسه ويظن أن مجرد تمتعه بهذه السلطة إنما يكشف عن قدرته على تحريك الوجود بأي أتجاه يختاره ,والحقيقة أن مجرد شعوره بهذا الحس هو أستعباد له بمنطق المال حين يكون سيدا .
آخرون يرون في المال ضمانه للتمتع بحياة مستقرة ويجب عليهم أن يفتشوا في كل مكان عن مناجمه ومستودعاته وأنهم بهذا إنما يمارسون حقا إنسانيا محضا , ولا يجمعون البتة بين الحق المجرد من ضابط وهو بالأخر ليس حقا طبيعيا إنما أفتراض يلبسونه لباس الحق وبين الحق المنضبط فلا وجوب لأن نجعل المال غاية تبرر لنا أنتهاك حق الآخرين باسم الحق نفسه , رأس المال واحد من وسائل البحث عن مال وعن قوة وعن سلطة تقود للمجد ولكن حينما تكون برغماتية أكثر من حدود المعقول المقبول تتحول لقوة شيطانية تسحق إنسانية المالك وتحوله إلى كائن فاقدا لمعنى الإنسان .
المال ورأس المال إشكالية الإنسان عبر العصور والقضية التي شغلت بال المفكرين والمصلحين والفلاسفة وعلماء الاقتصاد والأجتماع وعلم النفس دون أن ينجحوا تماما في تهذيب سلوكيات الإنسان تجاه موضوع العلاقة بينه وبينهما وظلت القضية تخضع للصراعات البينية , وحتى الدين عندما جاء وشرع قوانين ومعتقدات كان المال واحدا من أكثر المواضيع جدلية وأكثر من تفاصيل التركيز على أهمية التوازنات والتعامل في محددات خاضعة بالنتيجة للتوازن بين الأنا والآخر وتقع في صالح الإنسان عموما وصاحب المال ورأس المال خصوصا عندما منحهم المعصومية الطبيعية التشريعية .
ويبقى موضوع المال ورأس المال قضية إنسانية ملحة تحتاج للكثير من الجهد والمتابعة والبحث والأنتقال من حقيقة (أن المال قوة وسلطان مجرد) إلى حقيقة أهم هي (أن الإنسان هو من منح هذه المسميات السلطان والقوة والقدرة وهو القادر أيضا على التخفيف من غلواءها والرجوع بها إلى الوضع الطبيعي), وهذه مهمة الإنسان العاقل المسترشد بحقائق الكون الكلية عندما يدرس ويبحث مفتحا كل عيونه على كل الخطوط والمنعطفات والفروع والأصول ولا ينحاز لنظرية محددة على أنها تملك الحقيقة المطلقة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيمة العمل والتشغيل في الفكر الإنساني
- الله مع الخير أم ملتزم الصمت في الصراع البشري ?.
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح1
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح2
- المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك
- المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك ح2
- الفهم الديني بين العقلانية والتجريبية
- عقلانية التجريب
- تكاملية ودقة النظام الكوني ونفي فكرة الحظ أو الفرصة
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح6
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح5
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح4
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح2
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح3
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة
- صور من ملامح الشخصية العراقية
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح4
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح2
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح3
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح1


المزيد.....




- رويترز: هوندا ونيسان تجريان محادثات لتأسيس شركة قابضة
- بريطانيا تفرض عقوبات على 20 ناقلة نفط روسية
- المركزي الإسباني يرفع توقعاته للنمو للعام 2024 رغم الفيضانات ...
- صادرات اليابان ترتفع بوتيرة أسرع من المتوقع في نوفمبر
- البنك الدولي: إسرائيل دمرت 93% من فروع البنوك في غزة
- يقترب من الـ 51 .. سعر الدولار اليوم في البنك المركزي والبنو ...
- كلنا هنلبس دهب براحتنا من تاني “تراجع  سعر الذهب اليوم عيار ...
- إحصاءات أوروبية: روسيا ثاني مورد غاز للاتحاد الأوروبي بعد ال ...
- “27 لاعب في القائمة” تشكيلة العراق المتوقعة في كاس الخليج.. ...
- وفد إسباني يزور الجزائر لتعزيز العلاقات بعد رفع القيود على ا ...


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عباس علي العلي - المال ورأس المال والإشكالية التوظيفية