أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - الجنين إلى الطفولة !!














المزيد.....

الجنين إلى الطفولة !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4842 - 2015 / 6 / 19 - 21:19
المحور: الادب والفن
    


الحنين إلى الطفولة !!
الحنو إلى الماضي أمر فطري ، وزمن الطفولة من أجمل ذكريات ذلك الماضي ، وخاصة المبكرة منها ، والتي استقرت في الذاكرة وبقيت راسخة في الذهن ، صامدة واقفة منتصبة ، أبية يصعب على أيا كان مهما كان أن يمحوها ، وربما حتى الموت سيقف هو الآخر عاجزا أمام صمودها لا يقوى على إتلافها..
ومن دوافع الحنين إلى الطفولة - التي تسمى في علم النفس بـ "استدعاء الطفولة" - هو حب الإنسان للحياة وخوفه من الموت ، حيث أنه كلما تقدم الإنسان في العمر ، إلا وكثرت هواجسه ، وتفاقم قلقه ، وازداد بالتالي حنينه إلى زمن الطفولة وأحلامها ، حتى وهو يعلم أن " استدعاء الطفولة " لا يحمي من الموت ، لكنه يبقى استجمام روحاني ممتع ، وتعويض وهمي مشروع عن خسارات الأزمنة والأمكنة الجديدة ، يشعر المرء بلذة وهمية تبعده قليلا عن التفكر في الموت ، ويجعله يتيه في روائح الأمكنة الطفولية وملاعبها ومشاعرها المتغلغلة في وجدانه المشبع بأحلام الطفولة غير القابلة للنسيان -حتى لو حملت ذكريات سيئة - والتي تشكل المرآة الباقية لزمن الهرم ، الذي يكون جزء من مكانة النفس في نفسها ،
الزمن الطفولي ومرابعه الطفولية جدلية واحدة ، والحنين لأحدهما جزء من الحنين إلى عالم الطفولة بأكمله ، وهو قلق نفسي يسميه علماء النفس بـ:" nostalgie" ويمكن أن يغشى الإنسان حتى في العشرينيات ، لأن جمالياته لا تتكرر وتبقى حلماً قابلاً للاستعادة -ولو بالوهم- تلك الاستعادة التي يتساوى في مشاعرها بين المرأة والرجل ، مع فارق بسيط في توقيت حدوث ذلك الإحساس الإنساني ودوافعه ، وارتباط مصدره بالنفس أو الغير، فنجد أن حنين الرجل إلى طفولته مرتبط بشخصه وذاته ، وقلما رتبك عند الأغلبية بالغير، وحيث أنه يبدأ عنده في الغالب الأعم بعد الستين ، وتزداد حدته مع استشعار ضعف الجسد ، وانحسار الشجاعة ، وتعظم الحكمة ، وانهيار أبراج الأحلام التي سبق أن رسمها ؛ في حين أنه عند المرأة يبدأ عادة بعد الخمسين ، ومصدره عندها هو "الغير" وليس النفس ، ويمكن أن يتأجج حتى قبل الخمسين ، وتشتد حدته في أي وقت نظرت فيه المرأة إلى المرآة ، واكتشفت تناقص حسنها ، وشحوب لونها ، وتساقط شعرها ، وتجعد بشرتها ، وخشيت أن يلحظ الآخرون ذلك التغير في شكلها والتبدل في مظهرها ، اللذان أصبحا في حاجة إلى ترميم وتجميل ، ساعتها يكبر فيها الحنين إلى نضارة الطفولة التي انطبعت في أعماقها مند سنوات طفولتها المبكرة ، لأنها مهما تقدمت في السن ومهما كبر جسدها ، فإنها تبقى طفلة تشعر دائما بالحنين إلى جمالية زمن الطفولة وروعته ، كما قالت اجاتا كريستي : "الكثير من الناس يعيشون حياتهم ، وهم رهائن لأفكار انطبعت في أعماقهم مند سنوات طفولتهم المبكرة " .
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتذار للأقوياء الذين يتحملون مسؤولياتهم ...
- استديو -باب جنان السبيل طالع وهابط- بفاس الجديد ..
- مراسلة عاجلة تكريم المقاوم مولاي مسعود اكوزال
- قصص سائقي الطاكسي بباريس 2 ..
- مسلكيات مجتمعية مناقضة للفطرة السليمة والذوق الرفيع ..
- قصص سائقي الطاكسي بباريس ..
- إلغاء منصب الوزير من الحكومات .
- صبيحة يوم جميل في إحدى ضواحي باريس .
- الاسقالة (2)
- الاسقالة (1)
- ما أبشع طعم الديمقراطية في البلاد العربية ، 4
- فاتح ماي وذكرى مقتل إبراهيم بوعرام !!
- خطاب سياسي لا يحمل برنامجا ثوريا للتغيير !!
- وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟
- ما أبشع طعم الديمقراطية 2
- فاتح ماي مكسب عمالي لا تحق المتاجرة به !!
- ما أبشع طعم الديمقراطية في بلادنا المغرب !! ما يقع تحت قبة ا ...
- شعوب أصبحت لا تقرأ مثلنا !!
- المكتبات المدرسة
- تنقية الدين


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - الجنين إلى الطفولة !!