|
لم تفشل ثورة يناير بالتأكيد
عدلي محمد احمد
الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 16:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ولن تعرف الطريق اليه بعد كل ما جري فيمكن القول انها تجاوزت احتماله من كل نوع بما في ذلك التصفيه العسكريه..لماذا ؟ لانها قالت باسقاط النظام وهي تتقدم من هذا المنظور بشكل راسخ فهي اطاحت برأس النظام العتيد واطاحت بالرأس الاخواني البديل ولانها لا تملك حزبها الثوري فان هذا الانجاز قد تم عبر ضغوط ثوريه جماهيريه هائله وغير مسبوقه تاريخيا علي هذا النحو علي جيش النظام باعتباره الكتله الصلبه وجداره الاخير...لقد برهن العقل الجماهيري الجمعي لثورة يناير علي مستوي عال من الوعي المدرك لجسامة ما يتطلع اليه فتحصن بالحزم والصبر في مواجهة طرح الثوره المضاده للمسار الاصلاحي وامهل حكم الاخوان عام وها هو يمنح الجنرال عاميين و يتململ الان استعدادا للانقضاض علي حكم السيسي بعد ان جري البرهان علي يد الجنرال ان احمد هو الحاج احمد وهو احمد افندي ومن المؤكد ان مناورات الثوره المضاده التي تتم تحت ضغوط ازمه اقتصاديه عالميه حاده تتفاعل هنا مع ازمه ثوريه نادره علمت الشعب ان الموضوع اكبر مما كان يتصور وان مربط الفرس هو في السياسات والنظام الاقتصادي قبل كل شئ . واعتقد ان هذا الجديد سيترك بصمات قويه علي الموجه الثوريه الثالثه المرتقبه فالجماهير ستكون اميل لممارسات ثوريه من اسفل وليس ديموقراطيه من اسفل فهي ستكون من نوع احتلوا ...وسيطروا ..علي وزارات وعواصم محافظات ومؤسسات ..بل وشركات ولا افكر بالتمني واذكر ان هذا الارهاص كان قد بدأ يظهر قبيل 30-6 باسابيع منطلقاً ويا للمفارقه من قريه صغيره بالدقهليه اسمها تحسين اعلنت انئذ الاستقلال وتبعتها بورسعيد المستقله التي لم يحمي مديرية الامن فيها من سيطرة الجماهير سوي الجيش وسارت خلفها جمهورية المحله التي علقت الاقفال عالي مجلس المدينه وتبعتها الاقصر... لا يجب ان يستهين الثوار بذلك النشاط التاريخي بسبب من تقدم مؤقت وعارض ولا تحميه اي معالجه للتناقضات الطبقيه التي اشتدت حده ولا ينتظرها لدي اي عاقل سوي المزيد .تقديري ان سيطرة الوعي العفوي في بداية الثوره والثقه التي كانت موجوده في النخبه تجاوزتها كثيرا الجماهير وعبر تجربه خاصه مريره واي امكانيه لتجديد الثقه في جيش النظام استهلكها السيسي بصوره لا تترك الان اي رصيد ولا ينقصنا في الحقيقه الا توحيد رؤيتنا الثوريه والعمل السريع من اجل حزب ثوري يقود الثوره المجيده نحو حسم الانتصاروقد يستهلك ذلك في اسوا الاحوال عدة سنوات قليله وقد يختصرها ابداع الجماهيرالتي لا توجد اي حدود لمبادراتها بعد هذه التجربه المباشره الثريه فلسنا بالمره ازاء شعب المخلوع بل شعب الشهداء. لم تفشل يناير بل فشل اعدائها في الثوره المضاده في اجهاضها او صرفها عبر المسار الشرعي والدساتير وهوفشل له مغزاه من زاوية انه لاحق للفشل في التصدي العسكري لها بعد ان فاجئتهم بجمعة الغضب وامتدت اياديها الي مدرعات الجيش ذاته علي حواف القاهره وفي التحرير وعندها تأكد الجنرالات ان السيف قد سبق العزل وادعوا حماية الجماهير وهو مااكدته لهم للمره الثانيه الروح البطوليه للجماهير في مواجهة موقعة الجمال التي لم يكن الجيش بعيداُ عنها . و لقد حازت الجماهير بالتالي ثقه كبيره ونادره في النفس بناء علي هذا الكفاح لا يحوزها الان اي شعب من الشعوب ان هزيمة المسار الشرعي والاطاحه بحكم الاخوان له مغزاه ايضا من زاوية ترابطه مع فقدان الثقه الذائع والذي تكرس بصوره رهيبه في زمن السيسي في قضاء النظام وفي اعلامه وفي اجهزته البيروقراطيه بما فيها البيروقراطيه العسكريه التي صارت الملايين الان تدرك انها ليست مجرد جيش مفترض ان يحمي الحدود بل قسم من الطبقه اللصه ناهبي اراضي وتجار و سارقيي عرق عمال بدون اجر باسم الخدمه الوطنيه. لم تفشل يناير بل فشل اردأ من حاولوا تصوير انفسهم علي انهم من مكوناتها من الاصلاحيين الليبراليين واليساريين والناصريين الرسميين وحركات ك 6 ابريل واليسار الاخواني واليسار الحقوقي ....فاي حديث اصلاحي فقد بريقه الان بل اصبح حديث افك ومشبوه فلا توجد اي امكانيه سلميه لاعادة هيكلة مكونات واجهزة النظام ولا توجد اي امكانيه لكبح انخفاض العمله وبالتالي غلاء الاسعار ولا اي امكانيه لتحسين الاجور او تحسين مستوي تقديم واسعار الحقوق الاقتصاديه للجماهير كما لا توجد اي امكانيه للقضاء علي الفسادالغير محدد الابعاد والذي اصبح اكثر مما كان مطلق السراح. لم تفشل يناير بل فشل نموذج العولمه وسدنته وكهنته ومثقفيه في البرهنه علي امكانية اي درجه من الزحزحه عن مصالح الاحتكارات والبورصه والحسابات البنكيه الملياريه للكبار يمكن ان تقدم ولو بصوره مؤقته لصالح مصالح اغلبية المصريين. وعكس كل ذلك الان بات يشكل سياسه عامه للطبقه المالكه فكيف يمكن ان تهدأ الثوره وعوضاُ عن عيش حريه عداله اجتماعيه تصدم ببرامج التقشف التي تباري في تحقيقها حكم الاخوان و حكم الجنرال. من جهتنا لا يوجد ما يصدم بل ما يؤكد علي صحة تقديرنا منذ اول لحظه وصحة تشخيص الانتفاض ( جريدة الاشتراكيين المصريين ) فالثورات العربيه هي منتجات الازمه الماليه و الاقتصاديه العالميه من الناحيه الاساسيه فالاخيره هي التي عصفت بفقاعة اقتصاد الوريث في لجنة السياسات فنهب اراضي الدوله اضعفته الازمه التي عصفت بقطاع العقارات العالمي والتحسن النسبي التافه في الصادرات تحول الي ذكريات منذ اول خضه لقلب رأس المال العالمي الذي احتمي بالركود ولجا الي الانكماش كما عرفت اسعار الغذاء ارتفاعات غير مسبوقه في سياق المضاربه العالميه الذي حاول التحول من العقارات الي اسعار المحاصيل...وهل من قبيل الصدفه ان يتواكب مع الثورات العربيه كل هذا الكم الهائل من اضرابات عمال بلدان اوروبا والتي لحقت بها مظاهرات عمال 250 مدينه امريكيه ومتي ؟ بعد 7 سنوات من اندلاع الازمه بما يعني ان الرأسماليه العالميه ليس امامها الا الاعتداء علي اجور العمال في العالم كله وفرض التقشف علي الجماهير الشعبيه في العالم كله فهنا بالتحديد تكمن ازمة الثوره المضاده العربيه والمصريه ففي اللحظه التي تطلب فيها الجماهير الثائره مزيد من العيش والعداله تصدم الطبقه مشاعرها وثورتها ببرامج التجويع والتعطيش والاظلام والامراض...فهل امام الثورات سوي الاندفاع الي الامام خصوصاٌ عندما تكون قدحازت ما يحوزه فقراء مصر الان من مستويات نادره من الثقه في النفس حولتهم الي متخصصين في طرد الحكام ومن الوعي الثوري بطبيعة الدوله واجهزتها ومناوراتها تحولوا معها بلسان الجنرال الي : اخطر شعب في العالم.
#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حرب اهلية مصرية واحتمالان
-
خطر الاخوان ما زال قائما
-
السؤال المركزى لثورة 25 يناير
-
اصعب ايام سيناء لم تأتى بعد
-
هل اصبحت سيناء تحت رحمة الدواعش ؟
-
المسار الشرعى الآن عمل عسكرى
-
السلطة الثورية القضية المركزية لثورة يناير
-
اضرابات العمال تفرض رعبا استثنائيا على حكم الجنرال
-
عنوان حكم السيسي :خيانة النيل
-
الاضرابات العمالية راس حربة لثورة 25 يناير المصرية
-
الرجعية الخليجية تتصدر ذبح الثورات العربية
-
حكم البشير يستكمل الكارثة المائية
-
مجازر العسكر والاخوان
-
الموضوعى والذاتى فى زمن الثورة
-
فصل جديد من الخصخصة يهدد صناعتى النسيج والصلب فى مصر
-
الاضراب العام على طريق انتصار الثورة
-
النقابات المستقلة بين الاصلاح والثورة
-
المقاومة هى طريقنا
-
الاشتراكيين الثوريين يلتحقون نهائيا بالاخوان
-
حكم السيسي --- يبيع النيل
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|