بولس اسحق
الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 12:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بداية ارجو العذر ان كان الموضوع مكررا لاني بالحقيقة لا أعرف إن تمَّ التطرُّق للآية رقم 52 من سورة الحج من قبل احد الزملاء سابقا, وعلى كل الاحوال فربما بالإعادة يكون ثمَّة إفادة للبعض وشكرا مقدما للجميع.
نجد في تفسير الطبري للآية : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ".
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول وَلَا نَبِيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أُمْنِيَّته } قِيلَ : إِنَّ السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّ الشَّيْطَان كَانَ أَلْقَى عَلَى لِسَانه فِي بَعْض مَا يَتْلُوهُ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِ مِنَ الْقُرْآن مَا لَمْ يُنَزِّلهُ اللَّه عَلَيْهِ , فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاغْتَمَّ بِهِ , فَسَلَاهُ اللَّه مِمَّا بِهِ مِنْ ذَلِكَ بِهَذِهِ الْآيَات . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 19155 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا حَجَّاج , عَنْ أَبِي مَعْشَر , عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَمُحَمَّد بْن قَيْس قَالَا : جَلَسَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَادٍ مِنْ أَنْدِيَة قُرَيْش كَثِير أَهْله , فَتَمَنَّى يَوْمئِذٍ أَنْ لَا يَأْتِيه مِنَ اللَّه شَيْء فَيَنْفِرُوا عَنْهُ , فَأَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِ : { وَالنَّجْم إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبكُمْ وَمَا غَوَى } 53 1 : 2 فَقَرَأَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حَتَّى إِذَا بَلَغَ : { أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى } 53 19 : 20 أَلْقَى عَلَيْهِ الشَّيْطَان كَلِمَتَيْنِ : " تِلْكَ الْغَرَانِقَة الْعُلَى , وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْجَى " , فَتَكَلَّمَ بِهَا . ثُمَّ مَضَى فَقَرَأَ السُّورَة كُلّهَا , فَسَجَدَ فِي آخِر السُّورَة , وَسَجَدَ الْقَوْم جَمِيعًا مَعَهُ , وَرَفَعَ الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة تُرَابًا إِلَى جَبْهَته فَسَجَدَ عَلَيْهِ , وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَقْدِر عَلَى السُّجُود , فَرَضُوا بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ وَقَالُوا : قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ اللَّه يُحْيِي وَيُمِيت وَهُوَ الَّذِي يَخْلُق وَيَرْزُق , وَلَكِنَّ آلِهَتنَا هَذِهِ تَشْفَع لَنَا عِنْده , إِذْ جَعَلْت لَهَا نَصِيبًا , فَنَحْنُ مَعَك !
قَالَا : فَلَمَّا أَمْسَى أَتَاهُ جَبْرَائِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام فَعَرَضَ عَلَيْهِ السُّورَة -;- فَلَمَّا بَلَغَ الْكَلِمَتَيْنِ اللَّتَيْنِ أَلْقَى الشَّيْطَان عَلَيْهِ قَالَ : مَا جِئْتُك بِهَاتَيْنِ ! فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " افْتَرَيْت عَلَى اللَّه وَقُلْت عَلَى اللَّه مَا لَمْ يَقُلْ " فَأَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ : { وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَك عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْك , لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْره } ... 17 73 إِلَى قَوْله : { ثُمَّ لَا تَجِد لَك عَلَيْنَا نَصِيرًا } . 17 75 فَمَا زَالَ مَغْمُومًا مَهْمُومًا حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْهِ : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول وَلَا نَبِيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أُمْنِيَّته فَيَنْسَخ اللَّه مَا يُلْقِي الشَّيْطَان ثُمَّ يُحْكِم اللَّه آيَاته وَاللَّه عَلِيم حَكِيم } .
قَالَ : فَسَمِعَ مَنْ كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِأَرْضِ الْحَبَشَة أَنَّ أَهْل مَكَّة قَدْ أَسْلَمُوا كُلّهمْ , فَرَجَعُوا إِلَى عَشَائِرهمْ وَقَالُوا : هُمْ أَحَبّ إِلَيْنَا ! فَوَجَدُوا الْقَوْم قَدِ ارْتَكَسُوا حِين نَسَخَ اللَّه مَا أَلْقَى الشَّيْطَان....والى آخر القصة المعروفة للجميع على ما اعتقد!!
تفسير الجلالين
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول" هُوَ نَبِيّ أُمِرَ بِالتَّبْلِيغِ "وَلَا نَبِيّ" أَيْ لَمْ يُؤْمَر بِالتَّبْلِيغِ "إلَّا إذَا تَمَنَّى" قَرَأَ "أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أَمْنِيَّته" قِرَاءَته مَا لَيْسَ مِنْ الْقُرْآن مِمَّا يَرْضَاهُ الْمُرْسَل إلَيْهِمْ وَقَدْ قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُورَة النَّجْم بِمَجْلِسٍ مِنْ قُرَيْش بَعْد : "أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى" بِإِلْقَاءِ الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه مِنْ غَيْر عِلْمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ : تِلْكَ الْغَرَانِيق الْعُلَا وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْتَجَى فَفَرِحُوا بِذَلِكَ ثُمَّ أَخْبَرَهُ جِبْرِيل بِمَا أَلْقَاهُ الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه مِنْ ذَلِكَ فَحَزِنَ فَسُلِّيَ بِهَذِهِ الْآيَة لِيَطْمَئِنّ "فَيَنْسَخ اللَّه" يُبْطِل "مَا يُلْقِي الشَّيْطَان ثُمَّ يُحْكِم اللَّه آيَاته" يُثَبِّتهَا "وَاَللَّه عَلِيم" بِإِلْقَاءِ الشَّيْطَان مَا ذُكِرَ "حَكِيم" فِي تَمْكِينه مِنْهُ بِفِعْلِ مَا يَشَاء.
ولا أعرف إن كان عنوان رواية سلمان رشدي لها علاقة بتلك الآيات تحديداً... كما اود ان استفسر من السادة المؤمنين عن اسم نبي واحد فقط لا غير... الشيطان ايضا القى في امنيته عدا رسول الاسلام... فالشيطان يوحي لمحمد بآيات صباحاً يصححها له جبريل مساءاً .... بالتالي لمحمد مصدران للوحي: جبريل والشيطان ولا نعرف إن كان هناك آيات شيطانية قد مرَّت دون انتباه الله وجبريل .... مسألة جديرة بالانتباه!!
وادعوا كل لبيب صادق مع نفسه ان يلفت انتباهه كما لفت إنتباهي في الموضوع كله هذه الآية:
فلو أخذنا تسلسل الآيات في سورة النجم نجدها كما يلي:
أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ــ 19 وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى ــ 20 أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى ــ 21
نجد أن هناك فراغاً بين الآية 20 و الآية 21 يسبب خللاً في تركيب الجملة لآن جواب التساؤل أفرأيتم؟ غير موجود. أما إذا وضعنا ما أوحى به الشيطان في مكانه فتصبح كالتالي:
أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ــ 19 وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى ــ 20 تِلْكَ الْغَرَانِيق الْعُلَى , إِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْجَى-21 أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى ــ 22.
حيث تكون جملة (إِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْجَى) هي جواب أفرأيتم؟ و يكون بذلك السياق صحيحاً, و أن هذه الجملة ليست دخيلة عليه وانما من ذات النص ومكمله له، و لذلك فإن قول الله : (فَيَنْسَخ اللَّه مَا يُلْقِي الشَّيْطَان ثُمَّ يُحْكِم اللَّه آيَاته وَاللَّه عَلِيم حَكِيم) غير صحيح, فقد إكتفى النساخ بإزالة جملة تلك الغرانيق... التي لم تكن زائدة حسب سياق الكلام, و نسوا أن الله لم يسد الفراغ مكانها, كما نسي أن يحكم آياته.
والمؤمنون كعادتهم سينكرون..ولكن هذا لا يهم فهذا ديدنهم وقد تعودنا عليه!!ولكن الاغرب الغريب فى الامر هو الشيطان فلهذا المخلوق قوه غريبه ودائما ما يتفاجأ الله بها، فمره يتم طرده من الجنه ولكنه يرجع لها بطريقه ما، ومره يرسل الله جبريل ليلقن محمد اياته وبطريقه ما يعلم الشيطان هذى الايات على الرغم من اقتصارها فى البدايه على الله وجبريل، فيقوم الشيطان بتأليف ذلك المقطع الجميل (( " تِلْكَ الْغَرَانِقَة الْعُلَى , وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْجَى " ))
وينتظر محمد حتى يتلوها فيقوم بألقاءها على لسانه...فعلا ما هو الا وحى يوحى..وقال جل ذكره في القرآن : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) ( فصلت : 42 ) يعني إبليس؟
!!! الغريب بأن الله يتحدى الانس والجن ان يأتوا بمثله فأذا بالشيطان يأتى بمثله بكل سهوله!!
.واخيرا نقول كثرة الروايات والتشابه بينها يدل على ان للقصة أصلا. ولنفرض انها مدسوسة ،ولكن مع ذلك يتبقى لنا المشكل الحقيقي والمحرج فيما ورد في سورة الحج تبريراً للقصة : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى( قرأ) ألقى الشيطان في أمنيته. فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ، والله عليكم حكيم، ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض). الحج 52. فهذه الآية تؤكد ( إلقاء الشيطان في قراءة النبي ما ليس من القران )
..تحياتي.
#بولس_اسحق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟