أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - فؤاد معصوم و أحكام الإعدام














المزيد.....

فؤاد معصوم و أحكام الإعدام


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتقد البعض أن عقوبة الإعدام هي رادع فعال ضد الجريمة والمجرمين التكفيريين وغير التكفيريين، من هذا المنطلق يلوم الكثيرون الرئيس البروتوكولي فؤاد معصوم على عدم مصادقته على أحكام الإعدام الصادرة ضد مجرمين تكفيريين أدانتهم المحاكم العراقية وأنه يرفض المصادقة الشكلية على قرارات التنفيذ بحق أكثر من ستة آلاف مدان ومحكوم. مكتب الرئيس رد بأن عدد المحكومين بقضايا إرهاب هو 160 مدانا فقط وأنه مستمر في دراسة ملفاتهم. الرقمان مبالغ فيهما لجهة الكثرة أو القلة وذلك بمرجعية ما ينشر من أحكام في الإعلام العراقي، أما التبرير الذي ساقته الرئاسة لعدم المصادقة بسبب استمرار دراسة الملفات فمضحك وبائس معا.

إن المعلقين الغاضبين من الرئيس معصوم، وهم في غالبيتهم الساحقة من "مكون طائفي" واحد، بمصطلحات الديموقراطية الطائفية!، ينسون أو يتناسون وربما لا يعلمون أن زعماءهم في "التحالف الوطني" الذين وقفوا خلف ترشيح العبادي لرئاسة الوزراء هم الذين وافقوا على شرط إيقاف تنفيذ أحكام الإعدام الذي طالبت به قيادة ائتلاف "اتحاد القوى" ضمن حزمة من الشروط يجري تنفيذها بتثاقل وبطء. ولهذا فاللوم لا ينبغي أن يوجه لمعصوم فهو مجرد منفذ إجرائي لا أكثر، بل لنظام معصوم القائم على المحاصصة الطائفية التي تنتج شروطا وظروفا كالتي نحن بصددها. فلماذا الزعل على معصوم أليس الأحرى أن يزعل الزاعلون على أحزابهم وتحالفهم "الوطني" جدا؟

مضاف إلى ما تقدم فإن البديهية الشعبية القائلة (إن أحكام الإعدام تشكل رادعاً فعالاً للجريمة والمجرمين) هي قناعة فاسدة علميا وإحصائيا، فقد ثبت أن الجريمة بكافة أشكالها لم تتأثر بشكل ملموس في الدول الثلاث الأكثر تنفيذا لهذه العقوبة، وهي الولايات المتحدة الأميركية والصين الشعبية والعربية السعودية. وبالمقابل فان معدلات الجريمة لم تتأثر أيضا، صعودا أو هبوطا، في الدول التي توقفت عن تنفيذ أحكام الإعدام منذ ثلاثة عقود كأغلب الدول الأوروبية ما يعني أن هذه العقوبة أمر نافل تماما علميا وأخلاقيا ولا مغزى له عمليا.

أما في تجربتنا العراقية فثمة ما يؤكد هذا الفساد العلمي والتجريبي لهذه "البديهية" الشعبية، فرغم تنفيذ المئات من أحكام الإعدام خلال السنوات الماضية لم تنخفض معدلات الجريمة وخاصة في مجال ما يسمى "الإرهاب التكفيري"، ثم أي رادع ذاك الذي يمكن أن يردع شخصا مسعورا ومنحرفا نفسيا "سيكوباتيا" جاء ليفجر نفسه بالمتفجرات بين المدنيين العزل أو العسكريين الذين يعتبرهم كفارا أو مرتدين ليصعد هو إلى جنان الخلد حيث يجد الحوريات في انتظاره؟

إن "الفائدة" الوحيدة - إن كان لنا أن نعتبرها "فائدة" - لعقوبة الإعدام هي الفائدة النفسية التي ترضي وتشبع مؤقتا الميل الغريزي للانتقام والثأر لدى الضحايا الذين ظلوا على قيد الحياة ولدى ذويهم وذوي القتلى، وهذه الفائدة مشكوك في قيمتها العلمية والأخلاقية والعملية دعْ عنك أنها مؤقتة.

الخلل ليس في معصوم الذي يرفض توقيع أحكام الإعدام يا سادة وسيدات بل في نظام معصوم!
العلاج والحل ليس في أحكام الإعدام على أجساد المجرمين التكفيريين وغير التكفيريين، فثمة المزيد منها دائما، بل في اجتثاث الفكر الظلامي التكفيري بكافة مذاهبه وطوائفه ومليشياته وعصاباته وحكوماته، وفي الوضع الحياتي والسياسي السيئ الذي يدفع تلك الأجساد والعقول الى ارتكاب الجرائم الدموية باسم الدين والطائفة والعرق والقومية!
ينبغي إعدام الفكر التكفيري وفكرة الدولة الدينية الطائفية وحينها لن نجد ضرورة لعقوبة إعدام الأجساد!

علاء اللامي: كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب السنة بين الإبادة أو التهجير
- مطلب إعادة كتابة الدستور في مبادرة الكبيسي
- قرارتقسيم العراق : أوامر الكونغرس والتنفيذ للطائفيين العراقي ...
- فيلم عن إبادة الأرمن: مزرعة القبرات
- ماذا حدث في الثرثار ياحكومة المحاصصة؟
- متابعة يومية للتجاوزات الإجرامية في تكريت
- مع وزيري النقل والخارجية.. بصراحة
- جريمة ضرب الأطفال في المدارس العراقية
- نحو بغداد : نيران أميركية وإيرانية -صديقة-
- تهويلات وأكاذيب واشنطن بوست ومن يترجم عنها
- الحق مع دعاة التريث .. مركز تكريت
- لماذا تسكت القيادة العليا وماذا يحدث في مركز تكريت
- دلالات معركة تكريت
- موضوعان مشهديان من عراق اليوم
- دماء بروانة: القتيل واحد والقاتل أيضا!
- انتصار كروي آسيوي ثمين ولكن!
- أونفيري ومساواة التكفيريين-الجهاديين- بعموم المسلمين
- طبقة كتاب نظام المحاصصة الطائفي ومشتقاتها!
- مجزرة -شارلي ايبدو- و التضامن النقدي المراد
- في العراق معضلة نظام لا أزمة زعامات


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - فؤاد معصوم و أحكام الإعدام