أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح1














المزيد.....


ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في القضايا الصاخبة والتي يكثر حولها الضجيج والضوضاء لا بد أن يمنح العقل فسحة هادئة ليناقش الأمر بعيدا عن التشويش الذي يحدثه صراخ المتحاورين وأن يمنح أيضا صلاحية أن يكون الحكم الذي لا ترد نتائجه إلا في ذات الإطار وإلا تكون المحاولة مجرد عبث ينتهي كما بدا في ضجيج وتناقض مركب ,من هذه الأمور التي تحتاج إلى هدوء مسألة فصل الدين عن الحياة العامة للإنسان وبالذات مسألة الحكم والدولة والعلاقات البينية المتشعبة بين الناس .
الكل يعرف أن العلمانية تلك الفلسفة بشقيها النظري الفكري والمادي الواقعي أمنت بحل ترى فيه تجذيرا لحق الإنسان "بدون عنوان" وحفاظا عليه من التناقض المؤدي للتنازع أن يتخذ من مسألة الفصل بين الدين والدولة حلا يؤمن له حماية من تلك التناقضات ,وعجز الدين كما يرى ويؤكد أن يكون حاكما للإنسان على قاعدة ما لله فهو له وما لقيصر فلقيصر .
هنا تقر العلمانية بحقيقة التناقض كموجود وموضوع طبيعي أنها تتفق مع فكرة أن الدين ملزم لمن ألتزم به والمخالف ملتزم أيضا بذات الشعار دون أن يؤدي هذا التناقض إلى صراع وتنازع أجتماعي وسياسي يطيح بمصلحة الإنسان والمجتمع معا, وبالتالي لا مشكلة أن يقر بهذا التناقض بين المعتقدات والجمع بينها دون مزاحمة أو تعارض ,هذا الحال مثالي فوق العادة وطوباوي وخالي من الواقعية بالنسبة للمتدين الذي يعتقد أن الحق كله في جعبته وبالتالي لا يمكنه كإنسان يدافع عن قيمه من أن يراها تتعرض للمساواة مثلا مع نقيضها ويقبل التعامل معها كأنها واحد .
قبل الغوص في التفاصيل علينا أن نرجع لأصل فكرة العلمانية ومنشأها الأول التاريخي حيث أن الفكرة بالأساس لم تولد كفلسفة ترمي لفصل الدين عن الحياة المدنية ولا نشأت من تفكير منعزل عن واقع فرض ولادة خاصة لها ,العلمانية بالأصل هي محاولة الكنيسة المسيحية أن تضع حدود خاصة بين جهازها التكويني الإداري التنفيذي المعتمد على التخصص في الأداء الوظيفي ,فهناك كانت طبقة من الأفراد تتولى الشؤون الدينية والتعامل المباشر بها وجها لوجه هم طبقة الكهنوت طبقا لحدود الاختصاص بالتنظير والتبشير والدعوة والوعظ وكل ما يتعلق بشؤون الرعية من ربط بين الدين وبينهم , بالأصح هم الناظر على الدين والرقيب الدنيوي .
هذه الطبقة متفرغة للشأن الديني تماما أو كما يسمونها خدمة الرب وخدام الرب لا بد لهم من مجهود مساند لأداء الوظيفة هم الإداريون والتنفيذيون ذوي المهارات وليس لهم شأن ديني بشكل مباشر ,كانت طبقة الكهنوت وبحكم الإرث الديني يتميزون بشكلية فردية تخصهم وحدهم باللباس والتشريف والمظهر الخارجي التي هي من شروط العمل الكهنوتي التي لا يمكن التغاضي عن مراعاتها لأي سبب ,بالمقابل الطبقة الأخرى كانوا مجرد موظفين لا علاقة بين ما يميزهم وبين شكليات الكهنوت ولكن الجميع كانوا يخدمون في الكنيسة وللتفريق سمي الفريق الثاني علمانيون وصفا مميزا عن الكهنة .
العلمانية أذن نشأت من داخل الكنيسة نشأت كمصطلح عملي ليدخل التاريخ هكذا بهذا العنوان ,طبقة مقابل طبقة وفريق مقابل فريق ولكن الكل كنسيون ,أكثر العلمانيون كما قلنا إداريون وخدم للكنيسة يتعاملون بالجزء الذي لا يتعامل به الكهنة الرسم الموسيقى الهندسة والعمارة النحت الإدارة المالية كل ما يتصل بالعلوم والفنون ,كانوا علمانيون وقد يكونوا مؤمنين متدينون أيضا لكنهم بعيدا عن خدمة الدين وخدمة الرب حتى تضخم وجودهم مع تضخم الكنيسة ودورها في الحياة ,صار لهم وجود ضروري ومؤثر وفاعل لأنهم في تماس مع التطور العلمي والفني والفكري الخالي من روح الدين .
من هذه النقطة جاء الانفصال بين العلمانيون وبين الكنيسة ليس على أساس الفصل بين الدين والدولة ولكن الفصل بين ما هو علمي وعملي وحياتي وعام عن الديني الخاص ,صار العلمانيون طبقة فاعلة في المجتمع شجعت تعلم العلوم التي كانت تحرمها الكنيسة وانخرطوا فيها بقوة حتى صار المدني عموما هو علماني التفكير بينما بقى الكهنوتي متماشيا مع توجهات الكنيسة التي هزمت أخيرا على يد الصناعيين والقوميين الذين هم نتاج نمو طبقة العلمانيين ليشكلوا الند التأريخي للكنيسة ويخوضوا حرب ضدها أدت إلى عزلها عن الحياة العامة واقتصار دورها على الروحيات فقط .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح2
- المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك
- المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك ح2
- الفهم الديني بين العقلانية والتجريبية
- عقلانية التجريب
- تكاملية ودقة النظام الكوني ونفي فكرة الحظ أو الفرصة
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح6
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح5
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح4
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح2
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح3
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة
- صور من ملامح الشخصية العراقية
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح4
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح2
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح3
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح1
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 3
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 2
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير


المزيد.....




- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح1