أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - عنف الإسلام ,سياسة أم ثرات؟














المزيد.....

عنف الإسلام ,سياسة أم ثرات؟


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الحضارات الإنسانية,عاشت حالات عنف,اتخذ في البدايات أشكالا دينية,تطورت فيما بعد لما هو عرقي,و انتهى بمواجهات سياسية,بين تيارات إيديولوجية,و مع التقدم الفكري و الحضاري,تخلصت هذه الأمم من فكرة العنف بعد أن وجدت بديلا لها,عرف بالديمقراطية و الإحتكام لصوت الشعوب,و رغم ما اعترى هذه التجربة من خروقات,عمل المواطنون و الساسة على تطوير فكرة الديمقراطية,بتنقيتها من شوائب الإستبداد و التحكم و كل صيغ السيطرة السياسية,فلماذا بقي العنف في عالمنا العربي و استفحل؟و لماذا اتخذ صيغة تبريرة دينية,لينتقل للإسلام السياسي كتعبير عن الهوية المزعومة؟
1_الإسلام و العنف
مهما قيل,تأويلا أو مجاملة,فإن التاريخ الإسلامي كان عنيفا,ليس فقط ضد الخصوم أو من اعتبروا أعداء,بل حتى فيما بين المسلمين أنفسهم,و من يطلع على الثرات الإسلامي,فسيجد تقعيدات و تبريرات للعنف اعتماد على النصوص و حتى الوقائع التي حدثت في مرحلة التأسيس الإسلامي,فلا أحد ينكر عمليات الإعدام, و التصفيات الجسدية,لكن درجات العنف اختلف حولها,فهناك من تطرف فيها و هناك من تحفظ عليها أو على كيفيات تنفيذها,و لم يوجد في صفوف الفقهاء مدين لها,مما يعني أنها ترسخت و اعتبرت ثوابت في الممارسة الإسلامية للسياسة و التدبير الإلاهي لها,بحيث تصير السلطة بريئة من جرم القتل,مادامت النصوص ناطقة في نظر الكثير من حركات الإسلام السياسي.
2_النقد و الثرات الديني
لم يعرف العالم العربي تجديدا للفكر الديني الإسلامي,و لم تتم عمليات البحث فيما هو لا عقلاني فيه,و منه العنف و الكثير من المظاهر المتخلفة في السلوك و الفكر,بحيث يتم عزلها عن الدين الإسلاميوبالكشف على أنها رؤية للإسلام وفق أدوات الفهم التي توفرت للفقهاء و المفسرين,بينما العصر الراهن,ظهرت فيه طرق جديدة للتأويل,ينبغي الإستفادة منها,و توظيفها,ضد التفسيرات الأثرية الفقهية التي حنطت الإسلام,و أفقدته القدرة على التطور و مسايرة روح العصر,من قبيل قتل المرتد أو التحامل العدائي على المختلفين و المعتقدين لديانة أخرى غير الإسلام.
3_انتكاسة التجديد
الإسلام السياسي,دليل على عدم جدية و جرأة الفكر العربي على مواجهة ثراته,بحيث يعتقد الكثير من المحبطين بأن الداعين لممارسة العنف باعتباره جهادا,هم أئمة عادوا لما ينبغي أن يكون عليه الإسلام,و بذلك بدا جهلهم في صيغة غيرة على الإسلام و المسلمين,فاستغلت الحركات الإسلامية هذه الإندفاعا ت العاطفية,و وظفتها لصالحها,في أفغانستان,لكنها سرعان ما انقلبت ضد المجتمعات العربية في صيغة الإرهاب و التطرف الديني الإسلامي,بذلك كانت عودة العنف السياسي الإسلامي,نتيجة انتكاسة التجديد و العقلانية,الكفيلان بسحب احتكارية التأويل ممن يد الفقهاء و التابعين لهم.
خلاصات.
كل فكر ديني قابل للتجديد,هذا دور المدرسة و المجتمع و المثقفين و حتى الإعلام,لكن أساس هذا الإصلاح هو جرأة المثقفين و قدرتهم على مواجهة الجمود,بالكشف عن المتناقض في الثرات, ما اعتبر ثوابت إسلامية,و هو لم يكن إلا اجتهادات غايتها الحد من التفكير و التأمل في حال الإنسان بعيدا عن تبعيته لتأويلا لم يعد العصر يتسع لها,بما يعني ضرورة إعادة النظر في طرق التفسير للنصوص,و مقاربتها بالأثر المفسر في تنوعاته و حتى تناقضاته فيما بينه.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال التعليم و النقابة الدينية في المغرب
- المثقف عربيا
- الديمقراطية و إعدام مرسي
- بن كيران و الزعامة
- حزب الله,المقاومة و التجديد
- طقوس السلطة و أبعادها
- اختلافات الجهاديين السياسية
- المسأل النسائي في المغرب
- داعش و تدمير الآثار
- السلطة السياسية في المغرب
- أزمة تطور المجتمعات العربية
- الثقافة بين الحياد و الإنحياز
- فاشية القتل حرقا
- الآداب و الموقف
- الريع و السلطة في المغرب
- لادينية الدولة ولا دينية الدولة و الدين
- العقلانية و الدين
- عولمة الإسلام السياسي
- الثورات و الشبهات
- العقلانية و التجديد


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - عنف الإسلام ,سياسة أم ثرات؟