|
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 5 – 31 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 15:37
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 5 – 31 )
كور متيوك يمكن القول أن السياسة الخارجية هي منهاج مخطط للعمل يطوره صانع القرار في الدولة تجاه الدول او الوحدات الدولية الاخرى بهدف تحقيق اهداف محددة في اطار المصلحة القومية . ونلتمس ذلك في تعريف جيمس روزناو بانها التصرفات السلطوية التي تتخذها او تلتزم باتخاذها الحكومات ، إما للمحافظة على الجوانب المرغوبة في البيئة الدولية او لتغيير الجوانب غير المرغوبة ؛ فردود الافعال التي تتخذها الدول حيال احداث دولية لها علاقة بالأمن القومي ويشكل تهديداً للدولة ليس بسياسة خارجية . كما أن ردود الافعال و الاقوال الصادرة من قبل صانعي القرار تمثل الاساس الذي يركز عليها الباحث وذلك من خلال ادوات التحليل العلمي ، ونحاول تسليط الضوء على الغموض الذي يكتنف بعض جوانب السياسة الخارجية ، التي وفقاً لها تتعامل بها الحكومة تجاه دول مفتاحيه مهمة مثل الصين وروسيا والسودان وخاصة الولايات المتحدة ، والسياسة الخارجية الامريكية تجاه دولتي السودان ، اخذين في الاعتبار الاقوال الصادرة من قبل المسئولين في الدولة في الفترات السابقة محللين المواد التي توفرت لوسائل الاعلام ، لنستبين مدى الاتساق بين الاقوال و افعال صانعي السياسة الخارجية . وفقاً للدكتور محمد السيد سليم في كتابه سابق الذكر قال أن السياسة الخارجية تتضمن اختياراً لمجموعة من الاهداف وتعبئة بعض الموارد المتاحة لتحقيق تلك الاهداف ، ويضيف أن السياسة الخارجية ليست مجرد فعل ألي للبيئة الخارجية ولكنها بالاساس عملية واعية تنطوي على محاولة التاثير على البيئة الخارجية ، او على الاقل التاقلم مع تلك البيئة ، لتحقيق مجموعة من الاهداف . ويعتقد د. محمد سليم أن تصور السياسة الخارجية كعملية هدفية يحقق عدة مزايا رئيسة في تحليل السياسة الخارجية : 1- يسمح بالتمييز بين السياسة الخارجية وبين مجموعة التفاعلات التي تحدث بين الوحدة الدولية وبيئتها الخارجية . فالسياسة الخارجية هي مجرد واحد من الروابط التي تنشئها الوحدة الدولية مع بيئتها . 2- أن تحديد اهداف السياسة الخارجية يسمح لدارسي السياسة الخارجية بتصور السياسات الممكن اتباعها . 3- أن تحديد اهداف السياسة الخارجية للوحدة الدولية يسمح بتقويم اداء تلك الوحدة . ( انظر تحليل السياسة الخارجية ، م.س صــــ 24 ، 25 ) ليس هناك سياسة خارجية محددة رسمت من قبل الدولة منذ الاستقلال ، بل هناك مجموعة من التفاعلات و الاحداث ، والتي حتمت على الحكومة أن تتعامل معها ، ومع وحدات دولية اصبحت لها تاثير في مجريات تلك التفاعلات ، لهذا يصعب تحديد اهداف السياسة الخارجية للبلاد او بتقويمها ، لكن يمكن اخذ تلك التفاعلات مع الوحدات الدولية في محاولة لكشف خبايا السياسة الخارجية . ولقد وضعت تلك التفاعلات مع غياب مؤشر يحدد الطريق لراسمي السياسة الخارجية . الحكومة في تخبط مابين الولايات المتحدة وروسيا مثل الدعوة التي سلمها وزير الخارجية لنظيره الروسي في مايو 2014م ، لزيارة بوتين ولافروف ، ومن المؤكد أن الحكومة لم تدرس جيداً إن كان بامكانها بالفعل اقناع بوتين لزيارة جوبا ، و ما هي مصالح موسكو في جوبا التي تدفع بوتين لقطع مايفوق الـــ 5682 كم وهي طول المسافة بين موسكو وجوبا لتلبية دعوة جوبا ؟ ربما تكون رد فعل لتراجع الولايات المتحدة عن علاقاتها مع الحكومة ورفع عصأ العقوبات بدلاً من الدعومات التي ظلت تتلقاها لزمن طويل . لو كان هناك سياسة خارجية مرسومة ومخططة بدقة من قبل اشخاص ذوات خبرة فلكان الوضع مختلف ، و إن حسن العلاقة مع الولايات المتحدة يعني بصورة مباشرة ، علاقات متينة مع دول اوروبا بشكل كامل دون استثناء ، باعتبار أن تلك الدول تتفق مع الولايات المتحدة في السياسة الخارجية وخاصة تلك الموجهة نحو القارة الافريقية ومنطقة الشرق الاوسط والتي اصبحت واحداً من اكثر المناطق تضع امريكا اهتماماً كبيراً لها كبؤرة للارهاب ، وبالنظر الى اهميتها الاستراتيجية ، وبعد نهاية الحرب الباردة تراجع الاهتمام الاوروبي بافريقيا . نظراً للتطورات التي نتجت عن الحرب العالمية الثانية وانهيار الاتحاد السوفيتي ، وهجمات الحادي عشر من سبتمبر ، فبروز الولايات المتحدة كقوة اقتصادية وعسكرية ، بالمقارنة مع الدول الاوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وغيرها ، جعلت تلك الدول تفسح المجال لامريكا رغم التردد الامريكي الواضح ، لكن فرنسا لم تكن مثل مثيلاتها الاوروبيات حيث مازالت تنشط في القارة الافريقية ووسط مستعمراتها السابقة . والعلاقة مع امريكا يجب ان ياخذ في الاعتبار تجاربها مع دول الشرق والقرن الافريقيين والبحيرات العظمى المنضوية تحت الاستراتيجية الامريكية لمنطقة القرن الافريقي الكبير . اصبح من الصعب قراءة التوجهات الخارجية التي على اساسها تدير الحكومة العلاقات الخارجية ؟ ومن يديرها ؟ وهذا يصعب على الدول التي لها علاقات مع البلاد أن ترسم سياسة معينة او محددة كموجه لسياستها الخارجية نحو البلاد ، ليس هناك اي مبرر يجعل الوزراء والمسئولين يشنون كل تلك الحملات عبر وسائل الاعلام على الولايات المتحدة متهمين اياها بالوقوف مع التمرد حيناً وحيناً بالسعي الى الاطاحة بالحكومة ، ووفقاً لابحاث ودراسات اجريت حول نفسيات متخذي القرار وجدت انه في كل جماعة صغيرة من جماعات صنع القرار العديد من العوامل الاجتماعية النفسية التي تعوق التفكير الانتقادي المستقل . وتؤدي الى التصرف بطريقة غير رشيدة ومنطقية وغير انسانية ضد الخارجيين على الجماعة ومن بين اعراض التفكير الجماعي لوحظت مايلي : • يوجد في تلك الجماعات وهم بمناعة الجماعة ، الامر الذي يخلق احساساً متزايداً بالتفاؤل يؤدي بالميل نحو اتخاذ المخاطرات المتطرفة . • التقليل من اهمية التحذيرات التي قد تدفع الجماعة الى اعادة النظر في اعتراضاتها . • الاعتقاد الجازم بصحة اخلاقيات الجماعة ، الامر الذي يؤدي باعضاءها الى التغاضي عن النتائج غير الاخلاقية لسياساتهم . • تكوين الانطباعات الثابتة عن العدو بانه شرير ، وضعيف ، وغبي . • الضغط على اي عضو يخالف الانطباعات الثابتة او افتراضات الجماعة . • التوهم بوجود اتفاق جماعي بين اعضاء الجماعة ( حيث يصور الصمت بانه موافقة ) . • المراقبة الذاتية لاي انحرافات عن اجماع الجماعة . • ظهور من يعينوا انفسهم حراس عقول مهمتهم التاكد من عدم انحراف اعضاء الجماعة عن القواعد العامة والاجماع الراسخ . ( انظر تفسير السياسة الخارجية ، م.س ، صـــ 145 – 146 ) بعض المسئولين يتحدثون حول الدور الامريكي وسياستها نحو البلاد ومع ذلك هم اقل دراية بالسياسة الخارجية الامريكية في افريقيا ومنطقة القرن والبحيرات العظمى باعتبارها مناطق تحوز على اهتمام امريكي خاص للعديد من الاسباب سنكشف عن بعضها . ونتيجة لتلك الفقر المعرفي بالسياسة الامريكية في المنطقة خرج احد المسئولين الكبار ، متحدثاً بان امريكا لا تريد خروج جيش الرب من الجنوب لذلك يعارض الوجود اليوغندي في البلاد وذلك تعقيباً لمطالبة الرئيس باراك اوباما الجيش اليوغندي في البدء بالانسحاب كما طالب كيري الذي كان يزور المنطقة وقتها وطالب الايقاد بالتسريع من نشر قوات اقليمية لسد الفراغ الذي سيخلفه انسحاب الجيش اليوغندي وسبقهم الى هذه الدعوة وزير الخارجية النرويجي . نواصل
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 4 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 1 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 3 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 2 – 31 )
-
العدوان السعودي على اليمن و الاسرائيلي لغزة !
-
جنوب السودان ومصر علاقات في ظروف استثنائية
-
تحيا مصر
-
الملف النووي الايراني هل اقترب النهاية ؟
-
نيجيريا : كان العالم صامتاً حينما كنا نموت
-
الاحتلال السعودي لليمن
-
رحيل الاسد وبقاءه
-
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 5 – 5 )
-
السلام والحرب من جوبا الى فقاك
-
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 4 – 5 )
-
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 1 – 5 )
-
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 2 – 5 )
-
جنوب السودان والاعتراف بدولة فلسطين
-
تداعيات الهجوم الارهابي على فرنسا
-
التصويت تحت الرقابة المشددة
-
المصالح الثلاثية ( الصين ، السودان ، التمرد )
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|