جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 13:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدكتور كاظم حبيب على حق حينما أكد على أن المالكي شخصية سايكوباثية بإمتياز. إنه الجنون الذي تورثه العنصرية والطائفية المريضة, إضافة إلى ما قد خلقته البيئة المحيطة, عائليا ومناطقيا, وكذلك الجينات الموروثة على سلوك الشخص.
لكننا مع ذلك مطالبون بتقديم تفسير سياسي أيضا ..
المالكي في دفاعه عن تجربته الفاشلة في الحكم وعن آثامه الطائفية, وأيضا في سعيه لعودة أخرى, لا بد وان يؤطر خارطة طريقه بكل ما يدعم أنه كان على حق. اي ان سياسته الطائفية كانت رد فعل على حالة طائفية سنية تتحرك بقوة على الأرض, لذلك فهو يحاول أن يقول إنه لم يكن مخطئا كما هو شأن أخوته الأعداء من السياسيين ("الإنبطاحيين" .. تعريف تفضلت به علينا المفكرة السياسية المقتدرة حنان الفتلاوي في وصفها لمجموعة العبادي).
ومن المؤكد أن المالكي لا يهمه إن أدت تصريحاته الطائفية هذه إلى تفعيل الطائفية ومد داعش بواحد من أسباب القوة لأنه غير مشمول بالمادة أربعة إرهاب.
حينما أكدنا على أن واحدا من أسباب التفعيل الطائفي من قبل المالكي هو تطلعه نحو ولاية ثالثة فإننا بالتأكيد لم نكن على خطأ, إذ ها هو يؤكد بعظمة لسانه على ما كنا إقتنعنا به, فيلجأ متعمدا إلى تعنيف الحالة الطائفية بدلا من تخفيفها.
أتفق مع الدكتور كاظم حبيب الذي ذهب إلى التأكيد على سايكوباثية المالكي, وأقول أيضا أن الحاكم قد يأتي إلى السلطة وهو بجاهزية جنونية كاملة, أو انها هي التي تكون سبب إصابته بالجنون.
العقائد الطائفية والعنصرية والتطرف الأيديولوجي لا تصيب الأشخاص فقط بالجنون وإنما هي تؤدي بالفعل إلى جنون جماعي قد ينتشر بين الناس تماما مثلما ينتشر وباء الطاعون.
وكما في الطبيعة كذلك في السياسة : الوباء وباء.
طارق عزيز في حديثه من سجنه مع الدباغ كان اشار إلى أن صدام حسين كان في أواخر حكمه مريضا. نحن وافقناه لكننا مع ذلك إختلفنا معه في توقيت فترة المرض بأن قلنا أن الذي يذبح رفاقه بالجملة ويقضي على خصومه أو على رفاقه بشطرهم إلى أنصاف متساوية والذي يجعل بلده وشعبه وحتى حزبه وأهله وعائلته ضحية مؤكدة لجنون العظمة أو جنون التمسك بالسلطة هو ذا إستعدادات مرضية منذ الطفولة, وما يجعلها مدمرة هو دخولها في حاضنة إسمها التعصب السياسي والإيديلوجي المدمر.
كل الديكتاتوريات مصابة بهذا النوع من الجنون, ولن يهم الإسم, فسواء كان إسم الدكتاتور ستالين أو بينوشيه أو المالكي أو صدام حسين ستكون المصيبة واحدة وإن تنوعت الأسماء و العناوين.
وكما في الطبيعة كذلك في السياسة : الوباء وباء
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟