حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 02:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العداء للصهيونية ليس مجرد عداء عاطفيا أو شعورا بالكراهية أو حديثا إنتقاميا نتيجة عقود من الحروب والدماء بيننا وبين الكيان الصهيونى فقط بل هو عداء وطني مشروع لأداة الاستعمار الدولي المتمثلة في الكيان الصهيوني المتاخم للحدود المصرية والذي مازال مغتصبا للأراضي الفلسطينية ومحتلا للأراضي الواقعة في أكثر من دولة عربية مجاورة والتي شكلت أكبر روافع عملية الابقاء علي تخلف العالم العربي وتثبيت انظمته الاستبدادية وانعاش اجيال تياراته الدينية المتطرفة المغذاة علي وقع الانكسار العربي الطويل امام المشروع الصهيوني..
وكذلك فالعداء للصهيونية هو عداء انساني نبيل لمشروع عنصري الطابع يري في مجموعة من البشر تميزا يمنحهم الحق في ممارسة حروب إبادة تاريخية ضد الشعب الفلسطيني..
كذلك هو عداء لكل لمشروع الدين السياسي والدولة الدينية المؤسسة علي مبرر الدين الواحد
فالصهيونية هي اليهودية السياسية التي تري العودة الي الحق اليهودي في اعادة دولة الهيكل وتأسيس دولة شعب الله المختار وانتظار الماشيح علي جبل صهيون ليقود شعبه في مملكة الرب
تماما كما هو الحال في اساطير عودة دولة الخلافة الإسلامية او تأسيس الإمارات الإسلامية هنا وهناك في حالة الإسلام السياسي..
ولذلك فالعداء للصهيونية ينبغي ان يصبح الفريضة الغائبة لكل انصار الدولة المدنية ودعاة العلمانية السياسية ...
ولايفترض ان يكون البعض من هؤلاء انتقائيا علي طريقة سمير جعجع وعلي سالم ورؤوف مسعد وغيرهم من الليبراليين الانتقائيين الذين يعلنون ليل نهار عدائهم للإسلام السياسي ولكن - في الوقت نفسه - لامانع من التسامح مع المشروع الصهيوني!
اولئك السائرون خلف أساتذتهم الليبراليين الانتقائيين معدومي الضمير في دول المركز الاستعماري الأورو امريكي ..
وفي هذا السياق المختل جاءت واقعة تكريم جولدا مائير في القرية الفرعونية والدفاع والتبرير الذي كتب من بعض الليبراليين من مدعي العلمانية ومنهم للاسف اعضاء في امانة شباب حزب المصريين الأحرار من تلاميذ مدرسة سمير جعجع التي اصبح لها فرعا في مصر المحروسة!!
وليتهم يقرأون التاريخ الحديث ويعرفون من هو سمير جعجع...
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟