أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرتضى عصام الشريفي - (( أُسسُ الفكرِ السّياسِي عندَ المرجعيّةِ الدينيّةِ)) . السّيد علي السّيستاني أنموذجاً .














المزيد.....


(( أُسسُ الفكرِ السّياسِي عندَ المرجعيّةِ الدينيّةِ)) . السّيد علي السّيستاني أنموذجاً .


مرتضى عصام الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 4839 - 2015 / 6 / 16 - 17:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما دفعنِي إلى الكتابةِ في مثلِ هذا الموضوعِ ردودُ الأفعالِ التِّي تباينتْ بُعيدَ الانتخاباتِ بشأنِ تدخّلِ المرجعيّةِ في الشّأنِ السّياسِي، فكثيرٌ من السياسيينَ، والمحلّلينَ، الغربيينَ، والشرقيينَ حاولُوا تفسيرَ موقفِ المرجعيّةِ كلّاً بحسبِ ثقافتهِ، وانتمائهِ الفكرِي، فأصحابُ العَلمانيةِ لمْ يوافقُوا على تدخّلِ المؤسسةِ الدينيّةِ في الشّأنِ السّياسِي، فهُمْ منْ دعاةِ (فصلُ الدّينِ عن السّياسةِ فصلاً تامّاً)، وهذهِ الفكرةُ عبّرَ عنْها الفيلسوفُ نيتشه بــ ( موتُ اللهِ في أروبا)، فهُمْ يسعون إلى الدّولةِ المدنيّة، وأصحابُ الفكرِ الشّيوعِي يرونَ فيه إقصاءً واضحاً لمبادِئهم في إدارةِ الدّولةِ؛ لأنَّ الفكرَ الإسلامِي قدْ نقضَ الكثيرَ منْ مبادئهِ، وبيَّنَ سطحيّتَها، وقصرَ النظرِ في تطبيقِها، والإسلاميونَ بمختلفِ مذاهبِهم تظاهرُوا بقبولِهم، وترحيبِهم لهذا الموقفِ من المرجعيّةِ العُليا؛ لكن في حقيقةِ الأمرِ لمْ يختلفْ موقفُهم المضمرُ عنْ مواقفِ العلمانيينَ، والشّيوعيينَ، وغيرِهم .
فأحزابُنا الإسلاميةُ ليسَ لها فكرٌ واضحٌ، أو مبادئُ ثابتةٌ ممّا أدى ذلكَ إلى فقدانِها هويّتها الإسلامية، فهي في حقيقتِها أقربُ إلى الأحزابِ المدنيّةِ، وأنتَ تجدُ ذلكَ واضحاً جليّاً في مواقفِها، وأفكارِها المتباينةِ تبعاً لمصالحِها، ومكاسبِها، فقديماً كانَ بعضُها يؤمنُ بالفدراليةِ، والأقلمةِ كحلٍّ للأزمةِ الإداريةِ بينَ المحافظاتِ، والمركزِ بغضِّ النظرِ عن الأُسسِ التِّي تقومُ عليها؛ لكن بمرورِ الأيامِ تبدّلَ موقفُها منْ هذهِ الفدراليةِ، وأصبحتْ اليومَ تنادِي بوحدةِ العراقِ؛ لأنّها ربّما عرفتْ الأُسسَ الطّائفيةَ التِّي سوفَ تقومُ عليها ممّا يؤدِّي إلى مستقبلٍ مجهولٍ لهذهِ الأقاليمِ، وبعضُها كانَ يرى أنّ الحلَّ يكمنُ في الأغلبيةِ السّياسيةِ كحلٍّ لبناءِ الدّولةِ ، وتمريرِ القوانين المهمّةِ على الرغمِ منْ اختلافِ وجهاتِ النظرِ فيها، وأصبحتْ اليومَ تنادِي بالشّراكةِ في إدارةِ الدّولةِ .
هذا التنقّلُ بينَ الأفكارِ في إدارةِ الدّولةِ يجعلُكَ تقتنعُ بأنَّ الأحزابَ الإسلاميةَ لا تمتلكُ هويّةً ثابتةً، وإنَّ اتصافَها بصفةِ الإسلاميةِ لا تعبّرُ عنْ منْحَى فكرِيَ "إبستمولوجي" ، بلْ لا يعدُو كونهُ وصفاً تعريفياً لها .
ولو أردْنا معرفةَ الفكرِ السّياسِي عندَ المرجعيّةِ العُليا في ظلِّ هذا التّحولِ في أفكارِ الأحزابِ الإسلاميةِ؛ نجدُ أنَّ مواقفَ المرجعيّةِ الثّابتةَ ثبوتَ الجبالِ الرواسِي قدْ تلتقِي معَ بعضِ هذهِ الأفكارِ عندَ هذهِ الأحزابِ لكن قابليتَها على التّغيّرِ معدومة؛ لأنَّها تصدرُ عنْ فكرٍ يراعِي المصلحةَ العامّةَ للبلادِ بعيداً عن المصلحةِ الحزبيّةِ الفئويّةِ .
والأُسسُ التِّي يقومُ عليها الفكرُ السّياسِي عندَ المرجعيّةِ الرشيدةِ المتمثلةِ بسماحةِ السّيد السّيستاني هي .
1ــ الإيمانُ بالعمليّةِ السّياسيّةِ، وبالانتخاباتِ في ظلِّ الديمقراطيةِ، وهناكَ الكثيرُ من المواقفِ التِّي برهنتْ على ذلكَ، وقدْ حاولتْ المرجعيّةُ إثباتَ ذلكَ للعالمِ بأنَّ الشّيعةَ يمتلكونَ فكراً سياسياً، وممّا يدلُّ على ذلكَ الرسالةُ التِّي بعثَها السّيدُ للرئيسِ حسني مبارك في عام 2005، عنْ طريقِ السّفارةِ المصريّةِ في العراقِ أرادَ السّيدُ أنْ يبيّنَ فيها للرئيسِ المصريّ توضيحاً تفصيليّاً لتوجّهاتِ السّيدِ، ومواقفهِ، وحدثَ ذلكَ أثر اتهامِ حسني مبارك الشّيعة في العراقِ بالتبعيّةِ لإيران .
2ــ الوحدةُ الوطنيّةُ هي الضمانةُ للعراقِ في الخروجِ منْ أزماتهِ .
3ــ سيادةُ العراقِ يجبُ أنْ تكونَ محترمةً منْ قبل الدُّوَلِ المتعاونةِ معَهُ، واستقلاليةُ قراراتِ الحكومةِ يجبُ أنْ تكونَ بيدِ أبنائهِ .
4ـ الوقوفُ على مسافةٍ واحدةٍ من كلِّ الكتلِ السّياسيةِ، وقدْ فسّرت المرجعيةُ كلامَها هذا بأنّه لا يعنِي هذا الكلامُ وقوفَها من الصالحِ، والطالحِ على حدٍّ سواء، فالطالحُ كما يقولُ أهلُ الأصولِ : خارج تخصّصاً؛ لذلك لمْ يذكرْ .
وهذهِ حقيقةٌ سياسيةٌ أفصحتْ عنها المرجعيةُ كثيراً، في كلِّ انتخاباتٍ جديدةٍ؛ لأنّها ترى، وتسمعُ خلافَ ما تقولُه للناسِ .
وأتذكّرُ جيّداً كلامَ الدكتورِ غسّان سلامة بهذا الخصوصِ في إحدى لقاءاتهِ على قناة BBC، عندما أعربَ عن انبهارهِ بالفكرِ السّياسي عندَ السّيد السّيستانِي (حفظَهُ اللهُ)، عندَما التقاهُ بعدَ سقوطِ الملعونِ بخصوصِ تشكيلِ مجلسِ الحكمِ، وسجالاتِ كتابةِ الدستورِ، وشرعيتهِ، إذْ قالَ : لا صحةَ لما يقالُ منْ أنّ المرجعيةَ تقدّمُ طرفاً على آخرَ، فهي أكبرُ منْ هذا الكلامِ .
وقدْ أفصحَ عنْ فكرِها الواعِي خطابُها المنهجِي العام، فقدْ أثبتتْ المرجعيّةُ بخطابِها على أنَّها راعيةٌ للجميعِ، وضامنةٌ لحقوقِ، ومصالحِ الجميعِ، وبلغتْ دقّتُها في التّعبيرِ درجةً عاليةً، فهُو قد شملَ الجميعَ، بحيثُ فضحَ منْ أرادَ أنْ ينئ بنفسهِ عنهُ، واجتهدَ أنْ يصوّرَ للناسِ إنّهُ غيرُ مقصودٍ، وكذلك منْ أرادَ أنْ يستغلَهُ لمصلحتهِ، ويبيّنَ للناسِ أنّه قريبٌ منها كلاهما بانَ كذبُهما .
فعلى الأحزابِ دراسةُ فكرِ المرجعيّةِ كي يستفيدُوا منْهُ، وأنْ يجعلُوه منهجاً في بناءِ العراقِ .



#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((ما بين مسعودكراد، وستالينغراد)) .
- ((أسرار، وأسوار حول، وفي سقوط الموصل)) . نظرة على سير تحقيقا ...


المزيد.....




- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرتضى عصام الشريفي - (( أُسسُ الفكرِ السّياسِي عندَ المرجعيّةِ الدينيّةِ)) . السّيد علي السّيستاني أنموذجاً .