أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تعليقات 4: (تصحيح مفاهيم ):















المزيد.....



تعليقات 4: (تصحيح مفاهيم ):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4838 - 2015 / 6 / 15 - 23:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا زلنا في صراع مع الباطل وأهله, محاصرين بالإستفذاذات والإعتداءات والتطاولات علينا وعلى ديننا الحنيف الذي أقضى مضاجع أهل السوء والفساد والضلال, بزعامة وليهم الشيطان ليكيدوا له ولمن إعتنقه وعمل به, ظناً واهماً منهم أنهم يستطيعون أن يصرعوه بسهام من قش وهم أضعف وأذل من أن ينالوا من ظله.

أناس قد نزع الله تعالى كل عناصر الحياء من وجدانهم ووجوههم, بعد أن إعترفوا على أنفسهم بأنهم أعداء وخصوم "الأخلاق والحق" وأهلمهما ومن تعامل بهما,, فأصبحوا كالضواري والكواسر ينهشون في لحوم البشر بلا مبرر, وتحركهم نفوساً كالحة السواد ووجوهاً عليها غبرة ترهقها قترة, وإستعداداً فطرياً للإرهاب والإعتداء على من لن يستطيعوا بلوغ مقامه المشهود المحمود من رب العالمين المعبود على مر الأحقاب والعهود من كل مخلوق في الوجود.

في الحقيقة, قد يظن هؤلاء أننا نكترث لهم ونرد على داءآتهم وأمرآضهم النفسية والعقلية تأثراً أو خشية ممَّا يقولون ويأفكون, لا والله!! وألف لا,, فالحق لا يمكن طمسه, وإنما من الممكن طمس المدارك عنه ومع ذلك سيظل شامخاً مخبراً عن نفسه بأنه الحق,, ولكن أكثر الناس لا يعلمون. ومن ثم, فإنَّ غايتنا هي إستدراجهم حتى يكشفوا كل أوراقهم أمام القراء الكرام ليدينوا أنفسهم بأنفسهم ويشهدوا عليها بأنها نزاعة للشر والظلم والإعتداء والعدوان والإرهاب الذي هو ثمرة طبيعية خبيثة لهذا القدر من الحقد والكراهية لأناس كل ذنبهم أنهم يقولون ربنا الله "إيماناً صادقاً",, وإعترافا منهم به وبفضله وقيُّومِيَّتِهِ وسلطانه ورحمته التي وسعت كل شيء ونعمائه التي لا تعد ولا تحصى ولا يُحاط ُبها علماً.

الملاحظ أن أهل الشر كلهم ملة واحدة, إذ أن أهم مقومات عقيدتهم الشر أينما وجد ومناهضة كل خير وصدق وعدل وعفاف وطهارة وطُهر,, لدرجة أننا لم نجد إختلافات جوهرية في أفكارهم الهدامة رغم إختلاف مشاربهم, فكلهم ملة واحدة يوحي بعضهم لبعض ما يوحيه إليهم وليهم أبليس العين, فيتركون ما هم فيه من خبال وضياع ويتسابقون في النيل من هذا الدين القويم الوحيد الذي بقي للبشرية بعد أن قضوا بشرِّهِم ومكرهم على كل ما سبقه من أديان كانت قويمة قبل أن يُتلِفُوها بتحريفاتهم وتدليساتهم وتشويهاتهم لنورها حتى صار ظلاماً دامساً, وضلالها بائساً تعساً.

وعليه أرجوا أن يركز القراء الكرام على مسعى هؤلاء الخلق لأسوأ وأبشع سلف مر على هذه البسيطة, وليسأل كُلٌّ نفسه, ما الذي يسعى - هؤلاء الإرهابيين - لتحقيقه من كل هذه المحاولات المتصاعدة لتشويه, والإعتداء – ليس فقط على الدين – وإنما كذلك على كرامة وكيان ومشاعر كل من له علاقة به منذ أن أوحى الله تعالى به رحمةً للعالمين (خاتِمَاً به كل ألأديان السماوية), وَحْيَاً من عنده لخاتم أنبيائه ومرسليه, وآخر ذرية إصطفاء آل إبراهيم (ثالث الإصطفاءات وآخرها ذُرِّيَّةً).

فهم عادةً لا يقومون بالتعليق على المواضيع المطروحة أو مناقشة أي فكر أو بند فيها وإنما يأتون بأشياء لا علاقة لها به إبتداءاً, ثم بسذاجة الأطفال يبحثون عن أي مأخذ يأخذونه على هذا الدين المحكم فتتكسر نبالهم ويعيدهم خَيْرُ الماكرين إلى ما دون المربع الأول فلا يستطيعون نصر أفكارهم المريضة ولا أنفسهم ينصرون, ثم يأتي آخر منهم بما أتى به من سبقه فينزلق هو الآخر في وهدة سلفه وينذوي معهم خانساً خائباً خَوَّاناً خاسراً أثيماً.

دعونا نوضح هذه الفكرة أكثر بطريقة عملية وذلك بأخذ نماذج من هؤلاء المحبطين المغبونين لنرى إلى أي مدى يرهقون أنفسهم بأنفسهم وتزهق أنفسهم وهم كافرون,, فعلى سبيل المثال لا الحصر:

جأنا أحدهم - يدعى سمير - بتعليق تحت عنوان (الارهاب والاسلام) قال لنا فيه ما يلي:
1. ((... "حسنا يا استاذ, كل الارهابيين من روسيا الى نيجيريا ومن اميركا الى اندونيسيا يستعملون آيات قرآنية واحاديث محمدية والسنة النبوية لتبرير ارهابهم...",
2. ثم قال: "الكذب والاحتيال وسرقة الغير مسلم واغتصاب بناتهم واستعبادهن موجود في نفس المصادر...",
3. كما قال: "المسلمون في الغرب يحتالون على السلطات ويقبضون رواتب المساعدات بينما هم يشتغلون عند مسلمين تحت العباءة ايضا مبرر في الاسلام لانهم في (دار حرب) هل يستند كل هؤلاء الى آيات منسوخة واحاديث لفقها اليهود وسنة مشوهة؟...",
4. أيضاً قال "الاسلام عقيدة ارهابية تفوق النازية, ببساطة لانه بموت هتلر انتهت النازية ولكن الارهاب الاسلامي مستمر...",
5. وأخيراً قال لنا "فما العمل الآن, هل تريدون ان تقنعوننا الان وبعد 1400 عام ان التفاسير كانت خاطئة والان فقط اكتشفتموها؟ ...)).

نرد على هذه المغالطات والإفتراءات بما يلي:
(أ): إنَّ زعمه لنا بأن "كل الارهابيين من روسيا الى نيجيريا ومن اميركا الى اندونيسيا.... يستعملون آيات قرآنية واحاديث محمدية والسنة النبوية لتبرير ارهابهم..." نقول له وبالله التوفيق:
أولاً: ماذا تقصد بكلمة "يستعملون آيات قرآنية وأحاديث محمدية..."؟؟؟ ..... هل أصبحت الآيات القرآنية والأحاديث المحمدية "تستعمل" لتبرير إرهاب الإرهابيين؟؟؟

فما دمت أنك قد عرفت أن الذي يستعملونه في تبرير إرهابهم هو "تحديداً" (آيات قرآنية وأحاديث محمدية) كما تدعي,, فلماذا لا تذكر لنا بعضاً من هذه الآيات والأحاديث التي تدَّعيها إن كنت من الصادقين, لعل ذلك يغنيك ويغنينا عن هذا الكلام الأجوف المرسل الذي لا يليق بالعقلاء أن يلوكوه قبل أن يتحققوا من صحته, فنحن على إتم الإستعداد لنثبت لك أنك كنت من الضالين المضللين إن لم تكن من المضللين وذلك بالدليل المادي والبرهان المؤكد لهذا الدليل.

ومن حيث المبدأ,,, فلننظر معاً إلى كل الذين وصفهم هذا المدعي بأنهم إرهابيون, ونسأل أنفسنا بحياد وموضوعية لنرى ما إذا كان أغلبهم "مسلماً حقيقياً" يقاتل في سبيل الله, أو كان إرهابياً بطبعه, أو قد سعى لإرهاب غيره شهودةً وإحترافاً. ألا تدري أنَّ بعضهم إنما يقاتل ويقاوم بقدر المستطاع من أجل البقاء على قيد الحياة في حروب قد فرضت عليه فرضاً وليس له فيها مطامع أو أجندة, فأصبح ليس أمامه خيار آخر سوى قبوله بالأمر الواقع والصراع مع المجهول.

لأنه إن لم يفعل هو ذلك "شاء أم أبى" فسوف يُفْعَل به إن آجلاً أو عاجلاً, لذا فهو يقاوم تلك الفتن المفعتلة التي وجد نفسه في أتونها, فلا يدري إن كان الخطر هو الذي يكمن في من حوله أم هو الأمان الذي قد يئس منه, ولعل الغالبية العظمى منهم لا يعرفون السبب ولا المبرر ولا الهدف الذي جعلهم يحملون السلاح أو يُحْمَلَ عليهم,,, فأصبح كل ما يهمهم أن يُوضع حد لمحاولاتهم اليائسة البائسة للبقاء على قيد الحياة التي باتت تمثل عبئاً مضنياً يضاهي عبء اليأس والقنوط والرهق,,, (على الأقل لمعرفة سبب تورطهم في حروب لا يعرفون محركها ولا المستفيد منها ولا يدرون من الذي قتلوه من قبل,,, ولماذا قتلوه,, وما السبب الذي جعلهم يقتلونه, أو الذي سيقتلونه لاحقاً أو سيموتون هم على يديه.

في الغالب الأعم أن الفتن التي أدخلته فيها النظم والجماعات الإرهابية التي أوجدتها الدول الإرهابية المجرمة وكلاء عنها, تلك الفاسقة التي إختزلت الكرة الأرضية كلها في ترساناتها النووية وأسلحتها ذات الدمار الشامل التي تعتبر العامود الفقري لإقتصادياتهم وإستثماراتهم القذرة, وإستراتيجياتهم الغادرة لإستبدال زراعة الأرض حبوباً وثماراً إلى زراعتها بالألغام الأرضية ضد الأفراد, لأنها أيضاً تعتبر مربحة فهي بلا شك توفر لهم مصادر غنية للمتاجرة بالأعضاء البشرية والأطراف الصناعية والأزمات السياسية والأمنية التي توسع أسواقهم وتزيد من مواردهم ,,,.

وقياساً بأعضاء نادي الإرهاب الدولي (مجلس إدارة العالم), فإن تأثير هؤلاء الإرهابيين الذين تتحدث عنهم محدود للغاية قياساً بشياطين الدنيا المجرمين الذين لم تكفهم أسلحة الدمار الشامل فتطلعون لحرب النجوم ضد الإنسان البسيط الأعزل المغلوب على أمره من أجل حفنة دولارات أو براميل من النفط أو حقول تعدين الذهب واليورانيوم وغيرهما.

ثانياً: من قال لك أنَّ كل من إدَّعَى الإسلام هو مسلم في حقيقته,,, وأن كل من حمل السلاح تحت هذا الأسم قد حمله في سبيل الله,, وأن كل من إدعى حاكمية الله هو في حقيقته يحكم بكتاب الله وسنة رسوله ويقيم الوزن بالقسط بين الناس؟؟؟
فهل بلغ بكم الجهل والغباء هذا المبلغ وأنتم ترون القرآن الكريم بكل وضوح قد تبرأ من الكثيرين الذين يدَّعُون الإسلام وقال عنهم إنهم في واقعهم كفار لأن الإسلام لا (يؤخذ بالإدعاء والأوراق الثبوتية والهوية أو بالنسب,,,), وإنما بالإنتماء الحقيقي الذي يوصل صاحبه للإيمان, فإن بلغ درجة الإيمان بحق, أصبح مؤمناً "قرآنياً, مُحَمَّديَّاً", فهذا المؤمن مُوَصَّفٌ توصيفاً كاملا في القرآن systemicly described, فهذا الأمر لا يقبل أي قدر من المغالطات واللجاجات,,, لأن القرآن الكريم موجود أمام الجميع ومتاح لهم وليس فيه أجندة خفية على أحد من الناس, بل ينادي ويحفذ كل الناس لقراءته وتدبر آياته والتفكر والتمعن فيها أكثر فأكثر فأكثر,, ومن ثم لن يوجد في الكون كله عاقلاً يستطيع أن يرى في المؤمن شيء من غبار الإرهاب,, وإنما سيجد الترياق الشافي لإستئصاله من الدنيا بأكملها.

فالله تعالى قد خاطب البشر "كل البشر" من خلال ثلاث مجموعات لا رابع لها: "فئة المؤمنين", و "فئة الكافرين", و"فئة المنافقين". وصنف المجموعات الثلاث إلى حزبين هما:
1. الأول هو حزب الله وهم المؤمنون حقاً, والذين يشهد لهم القرآن بذلك الإيمان,, فهؤلاء حرب ضد الإرهاب وغايتهم إستئصاله من وجه الدنيا حتى لو كان الثمن حياتهم التي باعوها لله مقابل حياة أخرى موعودون بها, وقد أعدهم الله إعداداً كاملاً لإزالة ظلام الدنيا ومن حياة الناس وإستبداله بها نور الحق والعدل والحرية والسلام لينعموا بالأمن والأمان والحرية والكرامة,
2. والثاني هو حزب الشيطان, الذي يضم كل أتباع فئتي "الكافرين" و "المنافقين" معاً,,, وهؤلاء جميعاً هم أعداء السلام وتجار الموت والإرهاب والإستغلال والكبر والجبرون, حتى إن إدعوا غير ذلك فهذا الإدعاء لن يغير أو يخفي حقيقتهم التي يؤكدونها بأعمالهم الخبيثة الشيطانية. فهؤلاء هم الذين لا يقبلون بقيود الأديان وضوابط الأخلاق والقيم والمباديء الإنسانية, لأنهم ببساطة (يبغونها عوجاً), لأن ذلك يحقق لهم مصالحهم ويتسق مع نزعات قلوبهم ووجدانهم على حساب الآخرين لأن المحرك لهم يتضمن الكبر والتعالي والتجبر والبغاء والظلم... الخ.

فمن كان مؤمناً خاطبه الله ضمن من قال لهم: (يا أيها الذين آمنوا ...), فهؤلاء فقط هم الذين ضَمِنَ الله تعالى للعالمين بأنهم مصدر خير للدنيا بأسرها, وقد شرَّع لهم ضوابط وقيود صارمة بقدر جعلت الواحد منهم لا يتوانى في أن يتنازل عن حقه المعلوم ويزهد فيه فيتركه لغيره (ما أنْ طرأ في وجدانه مجرد "شك" في كامل أحقيته له), فأصبحت الدنيا بالنسبة لهم معبر للآخرة يزخر بالإبتلاءات التي يرجون أن يعبروها بمقام "الصابرين" و "الشاكرين" و "المستغفرين" و "الأبرار",, فقط حتى لا يلقى أحدهم الله ظالماً أو متساهلاً في حدوده.

أما الكافرين وأتباعهم المنافقين فقد خاطبهم الله بقوله لهم: (يا أيها الذين كفروا ...), فهؤلاء برهن الله تعالى في كتابه العزيز بأنهم دائماً مصدر كل شر وقلق لأنفسهم وللعالمين, لأنهم مصدر شؤم,,, وحيثما حلوا حلت معهم الفتن والمصائب والبلايا والمنايا, لذا فقد (تبرأ الله ورسوله منهم), وحذر من شرهم وإرهابهم الفطري, وإستعدادهم الوجداني للتغول على الآخرين بصفة عامة وعلى الضعفاء والمغلوبين بصفة خاصة بإستعبادهم وتسخيرهم وتحقيره وإستغلالهم....

إذاً,, كل من خالف تعاليم القرآن الكريم وإتَّبَعَ هواه فهو إما (كافر مُعْتَرِفُ بكفره صراحةً) وتؤكد ذلك وتشهد عليه أعماله وسلوكه السافرة, أو (منافق يدعي الإسلام والإيمان "مُخَادَعَةً), وهو لا يدري أن أعماله تفضحه, ويشهد عليه سلوكه بأنه ألد أعداء الإسلام. ولخطورته على العقيدة الإسلامية وإستهتاره بها,, قد أعد الله له أبشع عقاب يوم القيامة, حيث (إختصَّهُ بالدرك الأسفل من النار) دون منازع. فلا المؤمنين ولا الإسلام مسئولون عن الكافرين أو المنافقين حتى لو إدعوا الإسلام وعملوا بعض أعمال المسلمين الظاهرة من صلاة وصيام وحج.

ولأن الله تعالى يعتمد فقط المؤمنين الصادقين (الذين إلتزموا بما أوحاه بكتابه لنبيه الكريم, الذي لم يقل فيه بِشَرٍّ قط), ولا يوجد مكروه أو خبث إلَّا مقته وحذر منه, ولا يوجد خير إلَّا عشقه وفعله وحرَّضَ الناس على حبه والعمل بمقتضاه,, فالله تعالى يشرع فقط لهؤلاء المؤمنين, وينسبهم إليه فيبشرهم وينذرهم, ويحبهم ويباهي بهم الملائكة,, أما الباقين فيقيم عليهم الحجة فإبلاغهم وتحذيرهم وتذكيرهم بحال من سبقهم من الهالكين,,, ثم يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار.

ويكفي أن هناك سورة كاملة إسمها "المنافقون", لصنف من أولئك المدعين الإسلام "قولاً", ومخادعةً فكشف الله تعالى كل زيفهم وألاعيبهم وكفرهم الذي كانوا يحرصين على كتمانه ففضحه الله تعالى وأخرج أضغانهم, ليتقي المؤمنون شرهم وفسادهم. قال تعالى لنبيه الكريم في مطلع هذه السورة: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ - قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ - « وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ » - «« وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ »» 1), لم يكونوا مؤمنين حقيقةً, بل إتخذوا هذا الإيمان الكاذب ساتراً يخفون وراءه كفرهم, حتى يتمكنوا من صد - غيرهم من المؤمنين - عن سبيل الله فيصبحوا مثلهم كافرين, والله تعالى - موضحاً ذلك وكاشفاً سترهم – قال لنبيه الكريم عن هؤلاء المنافقين إنهم: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً - «« فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ »» - إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 2), فمشكلة هؤلاء المنافقين أنهم بعد أن آمنوا عادوا للكفر مرة أخرى فاستغنى الله عنهم, وأبعدهم, وطبع على قلوبهم.

والله تعالى - موضحاً هذا السلوك المخادع منهم, مبرراً سبب الطبع على قلوبهم- قال: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا - « فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ » - فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ 3), ثم فضح الله تعالى زيف ظاهرهم الخادع, فهم يحاولون الظهور بمظهر المؤمنين الصادقين, إمعاناً في المخادعة, ولكن الله هو خادعهم وكاشف سترهم, لذا فالله تعالى,, محذراً رسوله الكريم من الإنخداع بمظهرهم, قال له: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ - وَإِن يَقُولُوا - « تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ » - يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ - « هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ » - قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ 4), ومن أعمالهم الفاسقة أيضاً, أنهم: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ - «« لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ »» - وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ 5).

فهؤلاء, صفتهم عند الله "كفاراً", ميئوساً منهم, لذا أكد الله تعالى بأنه لن يغفر لهم حتى لو إستغفر لهم الرسول نفسه, فأمره بألَّا يحاول ذلك الإستغفار لهم, لأنه لن يجدي عند الله نفعاً لهم, فقال له: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ - « أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ » « أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ » - لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ « إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ » 6). فالسؤالين الذين يجب عليكم الإجابة عليهما هما:
1. هل تستطيع أن تجد لنا - من بين هذه الآيات البينات المحكمات - أي إشارة من الله إلى رسوله بأن ينزل على هؤلاء المناققين الكفار المراوغين أي نوع من العقوبة أو اللوم أو المضايقات؟؟؟
2. هل تجد من بينها أن الله أمر النبي بقتلهم أو بطردهم أو ما شابه ذلك أم إكتفى فقط بكشفهم له ليتق الرسول والذين آمنوا منهم تقاتاً؟؟؟

فإن لم تجد شيئاً من هذا أو ذاك أو تلك,,, فكيف تريد من المؤمنين أن يفعلوا مع أمثال هؤلاء ما لم يفعله أسوتهم الرسول الخاتم نفسه, بل ولم يأمر به الله تعالى؟؟؟ ..... خاصة وأن هؤلاء (منطقياً, وموضوعياً, وشرعياً), هم من طائفة غير طائفة المؤمنين, وبالتالي يكون المسئول عن تصرفاتهم الذين في معسكرهم وهم تحت لوائه (لواء حزب الشيطان).
ثم ما هي الآلية التي يمكن للمؤمنين أن يمنعوا بلوغ بعضاً من هؤلاء إلى السلطة وإدعاء ما إدعاه أسلافهم من المنافقين, فيصبح منهم الرئيس والوزير والنائب والمدير والعميد والخطيب,,, الخ؟؟؟

ثالثاً: أما إدعائك بأن "كل الارهابيين من روسيا الى نيجيريا ومن اميركا الى اندونيسيا يستعملون آيات قرآنية واحاديث محمدية والسنة النبوية لتبرير ارهابهم", فهذا هو الغباء والتدليس عينه, فهؤلاء الذين تتحدث عنهم بأنهم مسلمون (إن ثبت عليهم أنهم يهلكون الحرث والنسل, ويسلكون غير سلوك المؤمنين المنصوص عنه في القرآن الكريم) فإن هؤلاء في حقيقتهم متربصون بالإسلام ومناهضون له, تماماً مثلكم, بل هم أكثر خطراً منكم على الإسلام (بإستثناء الذين يقاتلون بالحق, ويقيمون العدل والقسط بين الناس,, ويصدون عن أنفسهم وأهليهم وبلادهم كيد الكائدين فهؤلاء مجاهدون في سبيل الله, وقد إستبدلوا الحياة الدنيا بالآخرة, مقابل خلوها من ريح الإرهاب والإرهابيين.

وهذا الهدف الإستتراتيجي السامي النبيل, ينفي عنهم المطامع والمطامح فيها, وتنضبط كل أعمالهم وتصرفاتهم بالقرآن الكريم). فهؤلاء يعملون بالقرآن وله ويستمدون تعليماتهم وتوجيهاتهم وقيادتهم منه مباشرةً,, وهذه تجدها منصوصة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً, لم ولن تتغير, وهي أمامكم, فيكفيكم معرفة لغة الضاد وملكة البيان وصدق النية والتوجه وتحري الحق والحقيقة. أما مسألة إستعمال آيات الله وأحاديث رسوله "نفاقاً" فيكفي الإشارة إلى ذلك اللاهوتي الدجال, أبي جهل العصر وصبيه المغربي الغبي لا يفتئون ينقبون في القرآن الكريم وكتب السيرة والتفاسير والفقه الإسلامي ليل نهار ولا يفترون, ليس للعمل بها وإنما لإيجاد فطور أو ثغرات تشفي غليلهم فيذيقهم الله مرارة الخيبة في كل لحظة,,, فهل يمكن لعاقل أن ينسب عمل هؤلاء الشياطين إلى نقاء وصفاء وقسط الإسلام؟؟؟

هذا ليس إدعاءاً منا,, فدونكم القرآن الكريم فإن كنتم أو كانوا صادقين في نسبة أعمالهم المخالفة للقرآن بأنها منه أو مؤيدة بآيات الله فالقرآن لكم ولهم بالمرصاد, وعلى ذلك أؤكد لك بأنك قد أدخلت نفسك في مأذق حرج, إذ عليك أن تثبت لنا بل للقراء الكرام ما تدَّعيه وتحاول نسبته للقرآن الكريم ولسنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. فإن لم تستطع (ولن تستطيع) ثم بقيت على حالك السابق تكيل الإتهامات بلا وجه حق, ألحقناك (في الإحباط والخزلان) مع من سبقوك في الإفك فأفحمهم القرآن الكريم فهل تسمع لهم ركزاً؟؟؟ ..... ولكن في نفس الوقت نتمنى أن يكون الإنسان موضوعياً وأميناً في طرحه وتقييمه ونقده لغيره حتى إن في ظِلِّ الشنآن الذي يجتاح قلبه ووجدانه.

رابعاً: فما دام أنك قد تحدثت عن الإرهاب, فعليك أن تتحمل النتائج التي ستبلغك, لتعرف من هو الإرهابي الحقيقي, وما دام أنَّك لم تعرفه وترمي به غيرك فلا أشك في أنك قد تجد نفسك من بين الذين يتنفَّسُونَ إرهاباً ويصدرون الإرهاب في كل لحظة ويبنون إستراتيجياتهم وإقتصادياتهم على تطوير أدواته وموارده وتوسيع مواعينه ونشر الفتن بين الأهل والعشيرة لفتح أسواقه والترويج لتجارته والإستثمار فيه, لأن إتهام الآخرين بما ليس فيهم يعتبر نوع من أنواع الإرهاب الفكري والقيمي.
فمن هم الإرهابيون الحقيقيون,,, وما هو الإرهاب في مفهوم أهل الجنة ومفهوم أهل السعير؟؟؟

كن منطقياً,, وتابع معنا "وحاورنا" إن شئت فيما يلي من حقائق دامغة:
1. كيف كانت البشرية قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم, وأي مبلغ بلغت من التردي الخلقي والإنهيار الرهيب البشع في التعاملات التي إبتعدت عن الإنسانية كثيراً (فدونك التاريخ الذي يحكي صورة مصغرة عن هذه البشاعة التي يصعب على القلم رسمها)؟

2. ما الذي جعل النبي الخاتم يقول: (إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ)؟؟؟, إليست تلك الدرجة غير مسبوقة من الانحطاط الخلقي والعقدي,,, لدرجة أنهم إستحقوا عليها مقت الله وتعالى خالقهم وسخطه عليهم؟

3. ما مدى مبلغهم في إثارة الحروب والفتن والبغي، وما فيها من العنف والقتل والتدمير؟؟ فكلما انهارت أخلاقهم أكثر, كلما كثرت غلظتهم وتعطشهم لدماء غيرهم، وإشتد فتكهم بهم. فلنتذكر معاً حروب أهل الكتاب البينية (يهود ضد يهود, ويهود ضد نصارى, ونصارى ضد نصارى, وأميين ضد بعضهم البعض, وقطع الطريق على الناس ونهبهم وقتلهم,,),,

4. ما هي المآسي التي عَمَّتْ وطَمَّتْ إثر الخلافات المذهبية بين الأرثوذكس من جهة, وبين الكنيسة الشرقية من جهة ثانية،, والمذهب الكاثوليكي من جهة, والكنيسة الغربية من جهة ثانية, فهل كان خلافاً فكرياً وعقدياً فقط أم أنه كان خلافاً إستئصالياً عنصرياً عدوانياً بربرياً, بل وقد أسفر عن حروب إرهابية مدمرة قُتل فيها عشرات الألوف من الأطراف المتباغضة المتنافرة, مع أنهم جميعاً أهل كتاب وينتمون "في الأصل" لمنهج واحد, بل وطائفة واحدة؟؟؟

5. ما هي الخلافات الإرهابية الإستئصالية المدمرة البشعة العقيمة – حول طبيعة المسيح - التي كانت بين طائفتي "الملكانية" و "المنوفيسية" الأرثوذكْسِيَّتَيْنِ داخل الدولة الرومانية؟؟ ووحشية وبشاعة طائفة "الملكانية" في تعذيبهم لطائفة "المنوفيسية" بإحراقهم وإغراقهم, رغم أنهم يشاركونهم الملة, والمذهب نفسه؟؟؟

6. ما الذي فعله الرومان باليهود في القدس عام (70 م), وذلك في عهد الإمبراطور "فسبسيان", بعد هزيمتهم,, ألم يأمروا اليهود بذبح أبنائهم ونساءهم بأيديهم, فبلغ الرعب والرهب باليهود مبلغه لدرجة أنهم إستجابوا لهذا الأمر الرهيب ففعلوا بأنبائهم ونسائهم كل ما أمروا به بأيديهم؟ ..... ثم ماذا فعل هؤلاء الرومان الإرهابيين بهم بعد ذلك؟؟؟ ألم يجروا القرعة بين كل إثنين من اليهود، على أن يقوم الفائز منهم بقتل الآخر؟؟؟

7. ما هي تلك الحروب الإرهابية الدامية التي جرت بين الفرس والروم, والتي راح ضحيتها الآلاف من البشر من الطرفين المتناحرين, ليس لشيء سوى المطامع التوسعية؟ فلك بمثال لأشهر الحروب بينهما وهي معركة "دارار في عام 530م", التي هزم البيزنطيون فيها الفرس, و معركة "مالاطيا عام 574م", التي إنتهت أيضاً بهزيمة الفرس, ثم معركة "أركسامون في عام 605م" التي قادها كسرى الثاني,, ذلك الذي إستطاع ألحاق الهزيمة بالبيزنطيين ولكن بعد أن أُزهقت فيها أرواح غفيرة دون أدنى مبرر أو منطق.

8. كيف كانت الأمم الأوربية, في الشمال والغرب قبل الإسلام, هل كانت فيها سمة أظهر من ظلام الجهل والأمية والحروب الدامية, والإنحطاط الخلقي والإنساني, والجفوة والبعد السحيق بينها وبين كل مداخل الحضارة الإنسانية في أدنى مراحلها وسماتها؟؟؟

فلننظر لما كتبه البريطاني هـربرت جورج ويلز في كتابه "التاريخ المختصر للعالم" وما أرخه فيه عن أوروبا آنذاك وقوله: ((... لم تكن في أوروبا الغربية في ذلك العهد أمارات الوحدة والنظام ...))،
ويقول روبرت بريفولت؛ في كتابه "صناعة الإنسان": ((... لقد أطبق على أوروبا ليل حالك "من القرن الخامس إلى القرن العاشر"، وكان هذا الليل يزداد ظلاماً وسواداً.
فقد كانت همجية ذلك العهد أشد هولاً وأفظع من همجية العهد القديم,, لأنها كانت (أشبه "بجثة حضارة كبيرة" قد تعفنت)، وقد انطمست معالم هذه الحضارة وقضي عليها بالزوال. وقد كانت الأقطار الكبيرة التي ازدهرت فيها هذه الحضارة المتعفنة, وبلغت أوجها في الماضي خراباً ودماراً وفوضى,, منها إيطاليا وفرنسا...).(

ولننظر معاً أيضاً إلى الطوائف المسيحية وتاريخها الدامي قبل الإسلام وبعده, وفي العصور الوسطى,،،، وحرب الثلاثين عاماً,, في الرابط التالي
http://www.mesopot.com/old/adad12/15.htm

ثم أنظر من ناحية أخرى إلى الهند مثلاً, وكيف كانت في هذه الحقبة من التاريخ,, إذ أنها لم تكن بأفضل حالاً عن سائر الدول الأخرى آنذاك. حيث كانت ممزقة الأوصال جراء الحروب الداخلية والخارجية الطاحنة، التي خلَّفت أعدادًا هائلةً من الرقيق، من أولئك التعساء الذين كان يعتقد الهنود بأنهم قد "خُلِقوا من قدم الإله"، وأنهم على ذلك المعتقد الظالم يُعتبرون عند غيرهم مهينون، لدرجة جعلت أملهم الوحيد في رفعتهم عن هذه الأوضاع المذرية البائسة المفروضة عليهم, هو تحملهم كل ذلك الهوان والعذاب لإعتقادهم بأن أرواحهم - بعد موتهم - قد تُنْسَخ في مخلوقات أخرى أفضل منهم.
على أية حال,, لم تكن معاملة هؤلاء الرقيق في الهند تختلف كثيرًا عمَّا كان شائعًا من ظلم وقهر وجبروت وتجبر في ذلك الوقت مبالغ فيه وذلك في مدى الهدر الكامل لإنسانية الإنسان بصفة عامة وأدنى قدر من الإنسانية لهؤلاء الرقيق, ومدى تحميلهم أقسى وأثقل الواجبات بدون أي مقابل عليها.

الآن فلننظر أيضاً إلى حال اليهود,,, وكيف عاشوا مضطهدين في كل من آسيا, وأوروبا, بل وفي وكل مكان لصعوبة معاشرتهم للآخرين, لما عرفوا به من غلظة وسوء معشر وخبث سلوك, ومصدر قلق وإزعاج على غيرهم, لذا, كان الناس لا يطيقون معاشرتهم, لأنهم لا يسلمون من مكرهم "في حالة ضعفهم" حيث يمارسون الخنوع المصطنع, والنفاق والدَّس والوقيعة بين الناس, والكيد والكذب والدجل والغدر,,، وفي حالة قوتهم يمارسون الظلم والوحشية والتكبر والتجبر على الغير, وإشاعة التعامل بالرِّبا المركب، و قد كانوا آنذاك يتمركزون ببلاد الشام.

فعند ما إنتصر الفرس (المجوس) على الروم (الكتابيين), في عهد النبي الكريم محمد سنة "610م" ,,, أنظر ماذا فعل اليهود بنصارى الشام "عندما إنقلبوا عليهم، بعد أن أصيبت جيوش الروم في الشام بالضعف؟
ألم يخرَّبوا كنائسهم، ويقتلوا رهبانهم، وما أن قويت شوكتهم إلَّا عاثوا في الأرض فساداً وتكبراً وتجبراً لسنوات عديدة مديدة؟؟؟
ثم أنظر إلى تحايلهم على هرقل الروم وتذللهم له حتى نالوا منه عهداً بالأمان, ثم إنقلابه عليهم عندما قام رهبان الشام بإقناع هرقل بضرورة نقضه لعهده معهم بعد أن أحاطوه علماً بما فعلوه بالنصارى في الشام,, فما لبث أن إستجاب لهم فعذبهم بعد ذلك عذاباً شديداً قاسياً، لم ينج منه إلَّا القلة القليلة؟؟؟

وكما هو معروف,,, لم تختلف طباع اليهود الغليظة وقلوبهم القاسية ولا أخلاقهم المنحرفة, ومعاملاتهم الربوية في الحجاز, هذا بالإضافة إلى إشعالهم نار الفتن, والإنحرافات والفضائح الأخلاقية, ومساعيهم المدمرة للأمم, إذ أنَّ هذه السلوكيات المنحرفة هي التي يتعبدون بها, لأنه منصوص عنها في كتبهم المحرفة والتي ينسبوها "كذباً" للتوراة, فأنظر مثلاً لقولهم في سفر صموئيل الأول, إصحاح 15, الذوي جاء فيه,, بمنتهى البجاحة والسفور: ((3- فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً)).

وفي سفر التثنية, إصحاح 20: جاءت هذه النصوص الصريحة في الإرهاب بل والإبادة الجماعية بدم بارد, بدرجة يستحيل تصديقها أو تصورها, تقول علناً وعلى الملأ: (10- حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ), (11- فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ.), فهذا "في الحقيقة", يعتبر أفضل خيار أمام المدينة التي يحاربها هؤلاء الشياطين المجرمين, أما الخيار الثاني, يقولون فيه: (12- وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا.), ثم ماذا بعد هذا الحصار؟؟؟

فلنر معاً كيف سيكون حال المدينة أثناء, وبعد الحصار البشع وما هي البدائل المتوفرة لنجاة أهل هذه المدينة التعسة,،، قالوا للذين يقومون بالحصار صراحة وعلى المكشوف: (13- وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ « فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ ».), (14- وَأَمَّا « النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ » وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ - كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.), هذه التي فيها الخيار الأول, وهو "الموت المعنوي", بالنسبة للمدن المجاورة لهم,, أما "جميع" المدن البعيدة منهم جداً فليس لها سوى الخيار الثاني فقط وهو نص العدد "14" حد السيف.

فأنظر إلى هذا النص الرهيب القاسي جيداً, فهو يقول صراحةً: (15- هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدّاً التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا.), (16- وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً «« فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا »»), ثم أنظر التأكيد المغلظ على الإبادة الجماعية لكل البشر بالمدينة في قولهم: (17- « بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً »: الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ), (18- لِكَيْ لا يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ التِي عَمِلُوا لآِلِهَتِهِمْ فَتُخْطِئُوا إِلى الرَّبِّ إِلهِكُمْ.). يا للتقوى واورع والطاعة !!!

ثم قالوا لجنوجهم: (19- إِذَا حَاصَرْتَ مَدِينَةً أَيَّاماً كَثِيرَةً مُحَارِباً إِيَّاهَا لِتَأْخُذَهَا فَلا تُتْلِفْ شَجَرَهَا بِوَضْعِ فَأْسٍ عَليْهِ. إِنَّكَ مِنْهُ تَأْكُلُ. فَلا تَقْطَعْهُ. لأَنَّهُ هَل شَجَرَةُ الحَقْلِ إِنْسَانٌ حَتَّى يَذْهَبَ قُدَّامَكَ فِي الحِصَارِ؟), (20- وَأَمَّا الشَّجَرُ الذِي تَعْرِفُ أَنَّهُ ليْسَ شَجَراً يُؤْكَلُ مِنْهُ فَإِيَّاهُ تُتْلِفُ وَتَقْطَعُ وَتَبْنِي حِصْناً عَلى المَدِينَةِ التِي تَعْمَلُ مَعَكَ حَرْباً حَتَّى تَسْقُطَ),, "إبادة جماعية ودمار شامل" تؤصل منهجية الغرب اليوم وغداً وإلى ما شاء الله تعالى, هذا هو الجو الذي جاء فيه الإسلام ليصحح المسار ويعيد للإنسان حقوقه وكرامته وحريته وأمنه, فحاربه الأغبياء الجهلاء الذين جاء من أجل نصرتهم وإنسافهم فتعاونوا في ذلك مع هؤلاء السفاحين القتلة المعتدين عليهم, بدلاً من أن يرعوه ويعينوه ليرعاهم.

هذا الصنف الشاذ من البشر كان متمركزا في شمال المدينة المنورة – في زمن البعثة المحمدية, وقد كانوا بكل صفاتهم البشعة التي لم ولا تتغير على مدى تاريخهم الدموي العنصري الإستئصالي, فهم
قومٌ غِلاظ الطباع، قساة القلوب، منحرفي المزاج والسلوك, متمردين على الأخلاق، ويمارسون كل أنواع المعاملات الرِّبوية، وينتهجون إشعال الفتن بين الناس والقبائل والأفراد، لترويج تجارتهم في بيع السلاح،،، بل هم باذري بذرة الإلحاد والعلمانية والماركسية والوجودية,,, وغيرها.

لم تكن الأوضاع في الجزيرة العربية قبل البعثة المحمدية بأحسن حالاً من غيرها في بلدان العالم الأخرى, إذ كان العرب آنذاك قد تفشت فيهم أدواء أخلاقية وعقدية فاسدة كثيرة مفسدة ومدمرة قبل ظهور الإسلام، من ذلك كثرة الحروب بين القبائل، حيث كانت تشتعل نار هذه الحروب لأتفه الأسباب, فتستمر لعقود من الزمن دون وجود بارقة أمل في إنتهائها، فمن ذلك مثلاً الحرب التي عرفت بإسم "حرب البسوس" التي كانت قد نشبت بين قبيلتي "تغلب" و "بكر" بسبب ناقة جرحت, ومع تفاهة السبب وسهولة معالجته إما بالمسامحة أو بالتعويض المجزي, إستمرت أربعين عاماً.
أيضاً هناك حرب "داحس والغبراء" التي نشبت بين قبيلتي "عبس" و "ذبيان"، واستمرت كذلك أربعين عاماً، والحرب التي نشبت ما بين أبناء عمومة, هم "الأوس" و "الخزرج" ومع ذلك قد إستمرت طويلاً إذ كان من أشهرها "يوم بعاث" وأيام أخرى كثيرة .... الخ.

وقد كانت "حرب الْفِجَارِ" ومن أشهر أيام العرب حيث كانت قد وقعت ما بين "قريش وكنانة" من جهة، وبين "قيس وعيألان" من جهة أخرى. وكان ذلك في زمن صبا النبي محمد قبل البعثة.
ومن أيام العرب أيضاً "يوم عين أباغ" بين قبيلتي "غسان" و "لخم"، ومنها يوم جبل أوارة، وغير ذلك.

لقد عشق العرب الحروب وتعلقت بها قلوبهم وألفتها نفوسهم, فأشعروا لها وأنشدوا وتفاخروا بأكثرهم إراقةً للدماء وإلحاقاً بالخراب والدمار بخصمه حتى لو كان شقيقه, إذاً الجزيرة العربية لم تكن بأحسن حالاً من غيرها في كل بلدان العالم المتداعي المتصارع المتهالك والفاسد الفاجر المتخلف, لدرجة أن الخالق سبحانه قد نظر إليهم فمقتهم, كما جاء في الحديث الذي يقول: (إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ). هذا هو العالم الذي كلف الله تعالى خاتم أنبيائه ورسله بأن يصونه ويعيد صياغته بمنهج جديد ناسخ لما قبله من مناهج السماء, التي أُفْسِدَتْ, فَفَسَدَتْ وأفْسَدَتْ,, ولكنه مع ذلك قد إستطاع قيامه بهذه المهمة التي غلبت الأمم مجتمعةً,,, فكان بحق وصدق أقوى قائد مر على هذه الدنيا منذ أن خلق الله تعالى الخلق.

فما هو هدفه الإستراتيجي, وما هي آليته ومنهجيته في تحقيق ذلك الهدف؟
1. توحيد الله خالق كل شيء, وتحرير الإنسان من عبادة عدوه الشيطان الرجيم,

2. تحرير الإنسان من كل سلطان الإنسان وتسلط الآخرين عليه وحمايته من نفسه ومن غيره,

3. تحرير العقل من قيود البدع والدجل والخداع والشعوذة,,, وتوجيهه للتفكر والتدبر والفهم والعقلانية قبل الجنوح,

4. تحرير الأخلاق من الرزائل والمخازي, وتفعيلها بين البشر في سلوكهم وتعاملهم ومعاملاتهم,

5. توحيد المرجعية العقدية, والبحث "فكرياً وتدبراً" عن الآيات الكونية الدالة على "الخالق الحق", الذي دلل على نفسه وأوثق التأكيد بأنه موجود, حي, قيوم, يُصَرِّفُ شئون الكون بذاته بلا مساعد ولا معين ولا شريك,

6. تحرير المرأة من الإستغلال البشع والإستخفاف بحقوقها وكرامتها ومعنوياتها, ووضع قيود صارمة أمام الرجل حتى يصون لها كل حقوقها (بِقِوَامَةٍ كاملةٍ ملزمة), وتمويل إلزامي كحق لها عليه من غير "مِنَّةٍ",

7. صيانة المجتمع وتنظيمه بمعرفة كل فرد فيه مسئولياته نحو الغير ومسئولية الغير نحوه, بمعايير ربانية مصانة (بالميزان القسط) بين الناس, الذين جعلهم كأسنان المشط, لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلَّا بالتقوى, التي لا يمكن أن يبلغها أحد إلَّا بإعطاء كل ذي حق حقه, وذلك في إطار الرحمة والتواضع والمروءة والفضل.

8. حرية الدين والمعتقد, ولكن بعد تفصيل كل إختيار حتى يكون ذلك الإختيار على بينة ومن ثم يتحمل الشخص نتيجته وتبعته عن علم كامل وبحرية مكفولة ومضمونة.

أجمع المخلصون من علماء وفقهاء وأدباء ومؤرخين عالميين على أن النبي الكريم محمد قد كان أهلاً لخوض معركة الحياة التصحيحة, وقد كان حرباً لا هوادة فيها ضد الظلم والجهل والهمجية والفساد والإرهاب ... وقد أبدل الليل نهاراً مشرقاً في أحلك بقعة يشغلها بشر. فلنتمعن جيداً في ما قالته تلك الأديبة البريطانية "كاترين آرمسترونج", عن بلاد العرب قبل وبعد البعثة المحمدية المباركة.

قالت: الواقع إنَّ بلاد العرب كانت تعتبر منطقةً ذات طبيعة بالغة القسوة, ولم ينجح أي من الأديان المتقدمة التي إرتبطت بالحداثة والتقدم في النفاذ إلى تلك المنطقة, وكانت كل قبيلة تهجم على الأخرى وتحاربها للحصول على الأموال, وكانت الفتيات يقتلن في طفولتهن بدون شفقة أو رحمة, والنساء شأنهن شأن العبيد. هذا حالهم ولكن الإسلام شيء آخر!
إذا كنا منبهرين بنظرة رسول الله للرحمة, وشمول رؤيته لها, فإن هذا الإنبهار سيتضاعف – لا شك – إذا إطَّلعنا على نظرة البيئة المعاصرة له لنَفْسِ الخُلُقِ.

فأهل مصر والحبشة الذين كانوا ينتمون إلى الطائفة "المنوفيسية" الأرثوذكسية الشرقية التي كان يعتقد أفرادها وجماعاتها "بطبيعة إلهية واحدة للمسيح", قد لاقوا ما لاقوه من تعذيب بشع, وإضطهاد على يد طائفة "الملكانية" الأرثوذكسية الشرقية التي كانت تخالفهم الرأي لأن معتنقيها كانوا يعتقدون "بإزدواجية طبيعة المسيح", وإستمروا على هذا الحال من الخلاف إلى أن جاء خلاص أقباط مصر من التعذيب والإضطهاد, وذلك على يد "الفتح الإسلامي لمصر".

ثم,, كيف كانت حياة الرومان داخل دولتهم؟؟؟:
1. ألم تفرض هذه الدولة الظالمة "المتخلفة" ضرائب باهظة على سكان البلاد؟؟؟
2. ألم تبلغ القسوة لديهم مداها على الفقراء – الذين يمثلون غالبية الشعب – بأن فرضوا ضرائب كثيرة وثقيلة على الفقراء ثم إستثناء الأغنياء منها؟؟
3. ألم تبلغ العنصرية لديهم مداها وذلك بتقسيم المجتمع إلى "عبيد" يمثلون ثلاث أرباع المجتمع, وإلى " أحرار" هم السادة الأغنياء على قلتهم, علماً بأن هؤلاء العبيد لا يتمتعون بأية حقوق وقد وضع مصيرهم في أيدي سادتهم الأحرار الأغنياء, فحرموا بعد ذلك من الإحترام والكرامة داخل المجتمع؟؟؟
4. ألم يكن الفيلسوف إفلاطون نفسه يرى أنه "يجب ألَّا يعطى العبيد حق المواطنة"؟؟؟

ثم,, كيف كان حال المرأة لدى هؤلاء الرومان في داخل دولتهم؟؟؟
1. ماذا قرر المجمع الكبير في مناقشة شئون المرأة وكينونتها, وذلك بعد عدة إجتماعات؟؟؟
2. ألم يقرر بأن المرأة « كائن لا نفس له », وأنها لذلك « لن ترث الحياة الأخروية », وأنها « رجس » ...؟؟؟
3. ألم يقرروا بأن المرأة « يجب ألَّا تأكل اللحوم, وألَّا تضحك »؟, لدرجة أنهم قد منعوها حق الكلام, بل ووضعوا على فمها قفلاً من حديد, بغض النظر عما إذا كانت من طائفة العبيد أو من طائفة السادة الأحرار؟؟؟

وفي بلاد الفرس لم يكن الحال بأفضل من غيره من البلدان الأخرى في العالم إن لم يكن أسوأ بكثير,
لأنهم كانوا يمثلون ويعيشون مآسي حضارية بكل المقاييس الإنسانية من أخلاقية, ودينية, وحياة إجتماعية, قوامها الطبقية الشديدة الخانقة التي تعصف بكيان الإنسان من المهانة الكبيرة التي تحصد إنسانية غالبية الشعب من العامة والفلاحين والعمال والجنود والعبيد, ويكفيهم تعاسة أنهم ليس لهم حقوق بقليلها وكثيرها.

فيا من تدعي وتأفك وأنت لا تعرف معنى الإرهاب,, ما رأيك في السلاح النووي وأهله؟؟؟
وما هو الداعي لمجرد التفكير في مثل هذه الأسلحة التي وصفها أهلها بأنها "أسلحة الدمار الشامل", فهل المقصود بهذا الدمار مخلوق آخر سوى الإنسان؟؟؟

ولماذا يدمر الإنسان أخاه الإنسان, مهما كانت درجة الخلافات والمشاكل؟؟؟ وهل اُستخدمت هذه الأسلحة من قبل هؤلاء الجبارين الإرهابيين ملَّاكِهَا ضد كائن آخر سوى الإنسان؟؟؟
وهل الحروب بين البشر تستدعي سلاحاً يقضي على الأبرياء دون وجه حق أو مبرر, فماذا تقول لو علمت – ليس بحجم الدمار والضحايا الذي خلفته القنابل النووية على اليابان – بل يكفي أن تعلم أن إرتفاع السحابة - التي نتجت عن القنبلة النووية التي تم إسقاطها على ناجازاكي عام 1945 – قد بلغ ارتفاعها ثمانية عشر كيلومتراً فكيف يكون فعلها على الأرض؟. وما هو المبرر لهذا القدر من الإرهاب والقسوة والفجور لإهلاك الحرث والنسل بقرار من معتوه مخمور دعي؟؟؟
ما قوله في من فكر في صناعتها, وقام بتصنيعها ثم قرر بأن يصب نارها على العزل من البشر ثم وقف منتشياً "يتمطى" لهذا الدمار البشع؟

وكيف سيكون إحساسك إذا علمت أن قنبلة ناجازاكي هذه, وبكل هذه البشاعة المقذذة, قد ألقيت من نفس الإرهابي البشع الذي ألقى قنبلة قبلها بثلاث أيام فقط على مدينة هيروشيما اليابانية, وشاهد عن قرب ومتابعة وتحليل وتقييم لما أحدثته من فظائع لا يمكن أن تقبلها النفس البشرية السوية, فهل أن أعمى وأصم وأبكم حتى تنسب الإرهاب إلى غير أهليه الذين لا يزالون ينشرون الدمار والشقاء أينما حلوا دون أي وازع من ضمير أو إحساس بالإنسانية؟
هل ذكر التاريخ أن من بين هؤلاء الإرهابيين مسلماً واحداً ولو بدرجة "منافق"؟؟؟

فإن بلغت درجة الفهم بأن هذه الأعمال هي الإرهاب الحقيقي والدمار الشامل والإبادة الدماعية, إذاً فلننتقل معاً إلى المرحلة التالية وهي معرفة أعضاء نادي الإرهاب الدولي, الذين يمتلكون هذه الأسلحة وحق الفيتو, وحق إستخدام "البند السابع" دون سواهم.

فلننظر معاً إلى هذه الروح الإنسانية التي قامت بإسقاط أول قنبلة نووية على هيروشيما في يوم 6 أغسطس عام 1945م, وبعد ثلاث أيام أتبعت بأخرى في 9 أغسطس 1945م, فكم كان عدد الضحايا من البشر « في الحال والتو», وكم كان عدد المتأثرين بالإشعاعات النووية بعد ذلك؟؟؟
1. قتل في الحال عدد 120,000 شخص (مائة وعشرون ألف شخص) من بشر وليس نمل,
2. ثم قتل ما يعادل ضعفي ذلك العدد بعد سنوات بسبب التعرض لآثار الإشعاع النووي,

إذاً,, والحال كذلك,, ما هي الدول التي أعلنت أنها تمتلك هذه الأسلحة الرحيمة بالبشر؟؟؟ دعنا نعددها للقراء لعلهم يكتشفون انها دول إسلامية وأن القرآن هو الذي أمر بصناعة وإستخدام أسلحة الدمار الشامل والإبادة الجماعية.
هم: (أمريكا, وروسيا, وفرنسا, وبريطانيا, والصين, وباكستان, والهند, وكوريا الشمالية, وإسرائيل).
إذاً, معنى هذا فإن الدول الإسلامية ليست هي التي تملك هذه الأسلحة الرحيمة بالإنسان الذي يطمح إلى الموت "مشوياً" ومهرياً ومغلياً. فما دام المسلمين لا يملكون أسلحة الرحمة هذه فهم الأجدر بأن يكونوا إرهابيين ويحتلوا موقع رواد (الحروب الكونية) و (الحروب الإستباقية), و (الحروب العلمية), وأن يعتبروا الوريث الوحيد (لنازية هتلر) كما يدعي السفهاء الجاهلون.

وأود أن أذكر الأخر سمير بأن "هتلر" أبو النازية التي يتحدث عنها ويقول إنها إنتهت ,,, لم يكن مسلماً بل كان كتابياً - ذلك حتى لا نذكر هذه الأمجاد والمناقب بعيداً عن أهلها. فلا تقل كلاماً مرسلاً يحسب عليك وعلى مصداقيتك,, فإدعائك بدون دليل يجعلك محل سخرية الآخرين "إنتبه" لما تقوله, لذا نحن من حقنا أن نطالبك بدليل مادي على أن الإسلام فيه إرهاب, فقط نرفض منك القيل والقال في المقاهيلا "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين".

خامساً: أما إدعائك بأن: ("الكذب والاحتيال وسرقة الغير مسلم واغتصاب بناتهم واستعبادهن موجود في نفس المصادر..."), إذاً فأنت بهذا القول تشهد على نفسك – أمام سمع وبصر القراء – بأنك تكذب وتدلس وتأفك, إن لم تستطع أن تشير إلى المصادر التي تدعي بأن فيها هذه الأعمال البشعة إن كنت تقصد مصادر الإسلام,, ولكن إن أردت المصادر الحقيقية لهذه الأعمال هي متوفرة بكثرة بكتابكم المقدس لديكم,, فإن شئت أتينا لك بها منصوصة وموثقة في عدد من الإصحاحات وعشرات الأعداد. أما من الجانب التطبيقي العملي اليوم وغداً فهذا ما لا يمكن أن تخطئه عين مبصرة, وليس ما حدث بالعراق منكم ببعيد.

سادساً: أما تساؤلك بقولك لنا: (هل تريدون ان تقنعوننا الان وبعد 1400 عام ان التفاسير كانت خاطئة والان فقط اكتشفتموها), نقول لك هذا إستنتاج غير دقيق,, فالقرآن الكريم قد أوحاه الله بكامله ليغطي كل زمان ومكان على وجه البسيطة ما دامت السماوات والأرض, ولكل البشر إلى أن تقوم الساعة,, وبالتالي لا يمكن أن يتصور عاقل أن الحياة ومقتضياتها الآن هي تماماً مثل ما كانت عليه قبل مئات السنين,, فكلما تطورت الحياة ومقتضياتها إتسع أفق القرآن ليخطي تلك المقتضيات. كما أن الله تعالى بين بأن هذا القرآن المطلوب فيه "التدبر", وليس مجرد الحفظ والتجويد والترتيل,,, كما أن التفكر والتدبر يوصل صاحبه إلى مزيد من الفتح والمعرفة التي قد لا يصل إليها غيره.

فالإجتهاد في التفكر العميق والتدبر المتأني الفاحص هو الذي يحقق الرحمة من الله تعالى والفتح المبين. وهذا ما فعله كثير من الأولين, فبلغوا ما فتح الله تعالى به عليهم فقاموا بتدوينه وتوثيقه بقدر ما فهموه ورجحوه,, ولكن جاء بعدهم "إتكاليون" مدعون العلم والورع, فتوهموا أن ما توصل إليه من سبقهم هو آخر ما يمكن بلوغه من آيات وسور القرآن الكريم "ليخفوا جهلهم", فظنوا "خطأً" أن أحداً غير هؤلاء المتقدمين لن يستطيع بلوغ شيء يخالف أو يخطيء ما بلغه هؤلاء "وهذا بالطبع مفهوم إنسحابي إتكالي ساذج" ولم يكن موفقاً.

فسموا تلك الإجتهادات "تفاسير القرآن", وخلعوا عيها قدسية وعلى من كتبها فأصبحت الأجيال التي تلتهم في الغالب لا تجرؤ أو تتحمس لأن تحاول "عبر التدبر" الوصول إلى ما قد يتخالف مع مفهوم هؤلاء العلماء المقدسين. ولكن كثير من العلماء المتأخرين الحقيقيين قد أدركوا أن هذه التفاسير ليست مقدسة لأن الذين كتبوها بشر عاديون إجتهدوا بقدر إستطاعتهم وعلمهم ومتطلبات بيئآتهم ومجتمعاتهم, فسجلوا ما إستقرت عليه قناعاتهم دون أن يدَّعُوا القدسية والعصمة التي خلعها عليهم جهلاء الأمة المدعين العلم. ولا شك في أنهم قد أجادوا وأصابوا في كثير من إجتهاداتهم المقدرة التي نسأل الله تعالى أن يجزيهم عليها خيراً بقدر صدقهم وإخلاصهم, وأن يتجاوز عن أخطائهم كبشر.

نعم,, لقد خَلَّفَ لنا هؤلاء المجتهدين علماً غزيراً, لن نبخسهم حقهم وفضلهم علينا, ويكفي أنهم جمعوا الأثر والعلم من صدور الرجال, وإجتهدوا في تنقيته وتنقيحه بقدر إستطاعتهم, ولكن في كثير من الإجتهادات لم يوفقوا إلى الأصوب "ليس لعلة فيهم", عند إجراء وتطبيق معايير بحثية علمية أكثر, ومعلوم أن العصمة من الخطأ هذا فضل قد إختص الله تعالى به أنبيائه ورسله فقط دون سواهم, وذلك في ما يوحيه الله إليهم, ولكن فيما دون ذلك فهم بشر أمثالنا. قال تعالى لنبيه الكريم: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ انما إلهكم إله واحد..).

وقد قلنا أكثر من مرة أن عبارة "تفسير القرآن", تتعارض تماماً مع قوله تعالى: (قرآناً عربياً غير ذي عوج), فالتفسير مطلوب لتقويم ما به عوج, والذي - عند تفسيره - يزول ذلك العوج. ومن ثم, فإن قول الله تعالى هذا ينفي عن القرآن إمكانية إخضاعه "لتفسير", وهو لا يحتاج لذلك التفسير لعدة أسباب جوهرية, منها:
1. لأنه قرآناً عربياً « غير ذي عوج », فما الذي سيفعله "التفسير" في ما ليس به عوج؟

2. ولأن الله تعالى قال: (... وفصلناه تفصيلاً),, فإذا إحتاج القرآن إلى تفسير بعد تفصيل الله تعالى له "تفصيلاً", وقبلنا القول "بالتفسير" كان في ذلك إتهام للقرآن بأن تفصيل الله له لم يكن كافياً لتبليغ عبيده مراده به, وإقامة الحجة عليهم, فأصبح محتاجاً إلى مساعدة من البشر أنفسهم في شكل "تفسير",,, وهل يعقل أن يكون هذا هو الواقع والحق, وهل يكون القرآن كلام الله المفصل منه تفصيلاً إن إحتاج إلى "تفسير من خارجه"؟؟؟

3. لأن القول "بالتفسير" يتعارض مع قول الله تعالى عن القرآن بأنه « قرآناً عربياً "مبيناً" », فإذا إحتاج إلى "تفسير" أصبح "مُبَاناً وليس مُبِيْنَاً, وهذا ما لا يمكن أن يقول به عاقل.

4. لأن الوقوف عند إجتهادات الأولين أو غيرها, يتعارض تماماً مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القرآن إنه: "لا تنقضي عجائبه", فكيف يكون كذلك وقد أصبحت كتب التفاسير هي "المرجع" دون ترك مجال لفكر ومعنى وقيمة جديدة عبر "التدبر", لأنه في هذه الحالة تكون قد إنقضت عجائبه.

أنظر إلى حديث النبي التالي: عن الحارث قال, مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث, فدخلت عَلَىْ عَلِيًّ فقلت: يا أمير المؤمنين, ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث قال: وقد فعلوها؟, قلت نعم, قال إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ), فقلت ما المخرج منها يا رسول الله, قال: (كِتَابُ اللَّهِ, فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ, وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ, وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ,, وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ, مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ, وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ,, وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ, وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ, وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ. هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ, وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ, وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ, وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ, «« وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ »». هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا « إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ». مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ, وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ, وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ, وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليقات 3: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن ...
- تعليقات 2: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن ...
- تعليقات 1: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن ...
- تصحيح مفاهيم ... الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (ب):
- تصحيح مفاهيم ... الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (أ):
- تصحيح مفاهيم ... الإرهاب والإرهابيون:
- لسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر ... ومَا أنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَك ...
- هل القرآن حَمَّالُ أوْجُهٍ؟؟؟ (ب):
- هل القرآن حَمَّالُ أوْجُهٍ؟؟؟ (أ):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟- ج (تصحيح مفاهيم1 ...
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (ج):
- عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية-أ (تصحثح مفاهيم):
- عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية (أ):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (تعليقات):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (ب):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (أ):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (6):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (5):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (4):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (3):


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تعليقات 4: (تصحيح مفاهيم ):