حسن اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4838 - 2015 / 6 / 15 - 12:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمثل المعارضة، عادة، حالة توازن سياسي واجتماعي وايديولوجي مع القوى القابضة على السلطة السياسية. وكما يجري في الدول الديمقراطية فأن المعارضة تطرح نفسها بديلاً للحزب الحاكم او تحالف القوى الحاكمة من خلال برنامج شامل ينقض سياسة الحكومة ويمارس دور التعبئة والتحشيد لأسقاطها، وحسب أصول اللعبة الديمقراطية. وهذا ما يحصل في ديمقراطيات امريكا اللاتينية لابد ان نتعلم منها.
في العراق، تجري منذ انهيار النظام البعثي ما تسمى بالعملية الديمقراطية وهي مبرمجة وفق أجندات العولمة الرأسمالية وبما يلبي أهداف الولايات المتحدة في العراق والشرق الأوسط. وهذا أمر يعيشه ويدركه العراقيون كواقع مفروض لا سبيل إلى الإفلات منه في الظرف الراهن بحكم موازين القوى المختلة مع الطرف الدولي او الإقليمي المهيمن أو مع القوى المحلية المتنفذة المستفيدة من الحالة الشاذة التي تعيشها البلاد.
إزاء كل ذلك، لانعدم وجود قوى رافضة تمتلك موقفاً مناهضاً للمعادلة القائمة، ولا نشك بأن يكون اليسار في القلب من ذلك وطليعته، كخيار وطني اولاً رافض لهيمنة القوى الأجنبية، وديمقراطي ثانياً يؤسس لديمقراطية حقيقية تتجاوز التمثيلات الطائفية والعرقية والعشائرية ويرسي حجر أساس العراق العلماني الدستوري.
ما يحصل اليوم هو ان يسار الوسط لدينا إحتال على تاريخ اليسار العراقي المناضل، وهو بطبيعة الحال، عاجز عن رسم سياسة تستجيب لمهمات المرحلة الراهنة، فقد استمر ِأسيراً لسياسته الانتهازية العتيدة، واستكان للجلوس على كرسي "المعارضة الايجابية" يقدم خطوة مرتجفة ويرجع اخرى يائسة، وكأنه يهتف بـ(لا) و(نعم) في وقت واحد. وتلك هي سياسة الـ(لعم) المقيتة التي جرّت على العراقيين ما جرّت من الويلات.
ادمن يسار الوسط الجلوس المريح على كرسي المعارضة الايجابية. وهو بذلك يزّكي الديكور الديمقراطي المزيف ويقدم خدمة كبيرة للطبقة الحاكمة ويظهرها بالمظهر الديمقراطي رغم علم هذا اليسار الوسط بأن هذه الطبقة الفاسدة واللاوطنية تستهزئ بكل ما يمت الى الديمقراطية بصلة.
الهامشيون
#حسن_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟