|
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 1 – 31 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4838 - 2015 / 6 / 15 - 11:36
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
بما أن البلاد تعاني صعوبات في كافة المجالات ومن ابرزها قضية الحرب والاستقرار والتماسك الاجتماعي والفقر والجوع ، والفساد والقبلية والكراهية وغيرها من القضايا ، غير أن إدارة العلاقات الخارجية ورسم سياسة خارجية يحتذي بها الخارجية في ادارتها لمصالح البلاد مع الدول والتي ينبغي أن تكون العائد من تلك السياسة الخارجية هي اعلاء مصلحة البلاد العليا ، والدفع بها الى اجندة الدول التي لها مصالح وتلك التي ليس لها مصالح سواء كان اقتصادية او امنية . وما ميزت الخارجية في الفترات ما بعد الاستقلال هي غياب خارطة استراتيجية لادارتها ، واتضح تماماً ذلك في التنازع بين مؤسسات دولة ليست ذات صلة بادارة العلاقات الخارجية مع وزارة الخارجية . كما ان بعض التصريحات والتعقيبات على مواقف الدول حول احداث تجري في البلاد يتم الرد عليها في اغلب الاحيان من قبل مؤسسات مختلفة وليس وزارة الخارجية والناطق الرسمي باسمها والتي تقع على عاتقها دراسة كل موقف خارجي يصدر ، ودراستها والرد عليها واختيار طريق الرد او ربما تجاهلها ، فالكثير من التصريحات التي تصدر من قبل وزراء الحكومة تخرج متناقضة وغير منسجمة مما يدل على أن بعضها شخصية وليس موقف حكومي وهي اجتهادات افراد . وهذا يجعل الوحدات الدولية تتجاهل مثل تلك التصريحات مهما كانت اهميتها ، ففي اغلب الاحيان يصدر تصريح من قبل وزير لينفيها الاخر ، وهذا ربما راجع لغياب المؤسسية في المؤسسات التي تطغي عليها طابع الوزير والمسئول والذي يريد أن يؤكد أنه الامر الناهي ، ومواقفه هي مواقف الحكومة ، و لاهمية الاجتهادات الشخصية والمواقف التي تصدر من قبل افراد بقصد التاثير في السياسة الخارجية للدولة وتوجيهها في اتجاه معين سنفسح لتلك الظاهرة مجالاً لمعرفة الاسباب الحقيقية خلفها . العلاقة مع السودان والتي تعتبر واحد من اهم الملفات التي ينبغي على الخارجية التعامل معها ، ومن خلال تعامل المسئولين وخاصة وزير الخارجية ندرك بان الطريق الذي اختارته الخارجية للتعامل مع السودان لن يؤدي الى علاقات سوية يغلب عليها المثلية والندية والاحترام المتبادل بين البلدين ، فالخطاب الموجه الى السودان لا يشير الى أن الخارجية تركز او تستطيع التركيز على الملفات المهمة ، وكثيراً ما كرر وزير الخارجية في زياراته المتكررة و لقاءته مع الصحافة السودانية ، التجارة بين البلدين وكيف أن البلاد تستورد ( التمباك ) من السودان وكل الاحتياجات الاخرى . فالتمباك واستيراده من السودان لا يعطي اي ميزة للسلع السودانية او للعلاقات بين البلدين ، ويمكن الاستغناء عنها ببساطة لانها ذات اضرار صحية وبما أن الوزير طبيب فهو اكثر شخص يعرف اضرارها ، وكما أنه بذلك يشير عن الدولتين لا يجمعهم اي اهتمامات جدية او مصالح دون ادراك ، بينما يريد اقناع المسئولين السودانيين بمدى اعتماد جوبا على الخرطوم . كما أن حديث وزير الخارجية في الخرطوم بدعوة الاسر السودانية لإرسال ابناءهم للدراسة في جامعات جنوب السودان ، مثير للجدل فاي جامعات يقصدها الوزير ، فلقد جلس ما يقارب الاربعة دفعات الى امتحانات الشهادة السودانية وامتحان جنوب السودان منذ العام 2011م ، لكن لم يستطيعوا الالتحاق بالجامعات لاسباب ربما يكون الوزير اكثر معرفة بها وكذلك الحكومة ، فمؤسسات التعليم العالي لم تستقر بعد ، فالجامعات القليلة التي ترسخت تجربتها التعليمية و الادارية مثل جامعة جوبا وبحر الغزال ، و اعالي النيل والتي تدور فيها الحرب منذ الخامس عشر من ديسمبر الدراسة متذبذب فيها . مابين الاغلاق وفتح ابوابها ، وكذلك جامعة جوبا التي تفترض أن تكون اكثر استقراراً ، وان تكون بيئتها الجامعية اكثر ملائمة للتعليم العالي لكنها تعاني ايضاً وهكذا الحال في جامعة بحر الغزال ، فهل تمكنت الحكومة من توفير بيئة تعليمية للوطنيين حتى تخرج للطلب من الاجانب المجئ للدراسة في جوبا ، إن تفسير هذا الموقف يمكن فهمها من قبل الجانب السوداني بانها عدم جدية الحكومة في اقامة علاقات بين البلدين وان جوبا ليس لديها ما تقدمه للخرطوم . فمن الممكن أن يدعوا الوزير المستثمرين السودانيين وتشجيعهم للاستثمار في قطاعات الصحة والتعليم وغيرها ، ويمكن ان يفهم من مثل تلك التصريحات زيارات الوزير المتكررة لا تحمل جديد ، وهذا ما يؤكده أن كافة الاجتماعات الثنائية والقمم الرئاسية التي تعقد بين الدولتين تخرج دون شيء بينما تظل ملفات شائكة تنتظر التوافق والحل مثل قضية الحدود و ابيي والبترول و ايواء المتمردين وغيرها . البلاد يمكنها ان تتحصل على احتياجاتها من دول جوار عديدة في اثيوبيا وكينيا و يوغندا وهي دول لا تقل منتوجاتها وصناعاتها عن المنتوجات السودانية في شيء لذلك فمحاولة ربط الاقتصاد بصورة كاملة بالسودان ليس عملاً ياخذ في الاعتبار المخاطر الاستراتيجية ومهدداتها للامن القومي على المدى البعيد ، وهذا لا يتسق مع حديث وزير المالية السابق تيسا صابوني عندما قال أن البلاد لم تنال استقلالها الاقتصادي من السودان لاعتمادها الكامل على السودان في تصديرها النفطي كمعبر وحيد . وتاكيده بأن السودان ياخذ خمسة وعشرين دولاراً من كل برميل والذي يبلغ خمسون دولاراً بعد أن هبط اسعار النفط عالمياً ، ولقد سبق و اكد صابوني انهم يسعون الى تامين معابر اخرى لتصدير النفط وهذا امر مهم جداً ، اما محاولة اضافة استعانة البلاد بالسودان في الحصول على احتياجاتها من مختلف السلع فهذا لا يبشر بخير وسيكون نتائجها وخيمة و كارثية وسيسهل على الخرطوم ممارسة الضغط بصورة مستمرة بالبلاد في كافة المناحي . الخيارات والقرارات التي اتخذتها الحكومة في فترات متفاوتة صعبت وضيقت عليها الخناق الدولي و الاقليمي رغم أن البلاد عندما نالت الاستقلال لم تبذل اي جهد دبلوماسي يذكر ، لاقناع دولة او دول بالاعتراف بها ، فلقد تتالت الاعترافات تباعاً من كل صوب وحدب ، وهذا لم يحدث لدى العديد من الدول ، مثل فلسطين التي مازالت تجوب اروقة حكومات العالم بحثاً عن الاستقلال والاعتراف كذلك الامر في الصحراء الغربية ، فالجهود الامريكية الدبلوماسية التي بذلتها عصية على الانكار . ففي اواخر شهر ديسمبر 2010م بعث الرئيس باراك اوباما برسائل الى قادة دول عربية وافريقية لممارسة الضغط على الرئيس السوداني عمر بشير لاجراء استفتاء في موعدها والاعتراف بنتيجتها ، وشملت الدول التي ارسل لهم الخطابات كل من مصر وليبيا ونيجيريا وكينيا و اوغندا وتشاد وجنوب افريقيا واثيوبيا ورواندا وجاء في بيان صدر عن البيت الابيض : " الرئيس اوباما اوضح أن السودان واحد من اولويات سياستنا الخارجية ، وان لدينا رؤية مستقبلية والامل والرخاء للشعب السوداني " . واضاف البيان " وضعنا وسنواصل قدراً هائلاً من الجهد في سبيل ضمان أن الاستفتاء سيجري في الوقت المحدد وسلمياً واحترام نتيجته " ومع اقتراب فترة استفتاء جنوب السودان ازدادت بنحو ملحوظ بيانات البيت الابيض والادارة الامريكية الموجهة الى السودان ، وهذا كان نوعاً من ممارسة الضغط للحكومة السودانية وتنبيهها لاهمية الاستفتاء بالنسبة لشعب جنوب السودان وللحكومة الامريكية والعالم والاقليم . نواصل
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 3 – 31 )
-
علاقات جنوب السودان وامريكا في عهدي بوش و اوباما ( 2 – 31 )
-
العدوان السعودي على اليمن و الاسرائيلي لغزة !
-
جنوب السودان ومصر علاقات في ظروف استثنائية
-
تحيا مصر
-
الملف النووي الايراني هل اقترب النهاية ؟
-
نيجيريا : كان العالم صامتاً حينما كنا نموت
-
الاحتلال السعودي لليمن
-
رحيل الاسد وبقاءه
-
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 5 – 5 )
-
السلام والحرب من جوبا الى فقاك
-
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 4 – 5 )
-
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 1 – 5 )
-
معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 2 – 5 )
-
جنوب السودان والاعتراف بدولة فلسطين
-
تداعيات الهجوم الارهابي على فرنسا
-
التصويت تحت الرقابة المشددة
-
المصالح الثلاثية ( الصين ، السودان ، التمرد )
-
مشاورات .. مؤتمرات .. تاجيلات .. حرب
-
- فقاك - الرجاء معاودة الاتصال لاحقاً !
المزيد.....
-
المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل
...
-
مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت
...
-
إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس
...
-
-فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
-
موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
-
مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في
...
-
كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا
...
-
مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية
...
-
انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|