أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد صلاح الدين - العالم العربي: تفاقم المرض بين الظلم والخنوع














المزيد.....

العالم العربي: تفاقم المرض بين الظلم والخنوع


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 12:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


العالم العربي: تفاقم المرض بين الظلم والخنوع
عماد صلاح الدين

يبدو أن المجتمعات العربية ومنظوماتها الحاكمة، قد مر عليها زمن طويل وكاف من الاستبداد وممارسته من قبل رؤساء العرب وحكوماتهم، وقبول خضوع له من قبل شعوب العرب في المشرق والمغرب.
وما رافق ذلك كله ونتج عنه هذه المساحات الكبيرة والواسعة من الاضطهاد والتفقير والإمراض لمعظم قطاعات الناس ومجالات عيشهم وإبداعهم في تلك الدول والبلدان.
مساحات الفقر والمرض والجهل ليست كما يبدو انتشارية مغطية لكل مدن وبلدات ونجوع العرب فحسب، ولكن على ما يبدو أنها صارت طبقات تعلوها طبقات ومن تحتها طبقات، ما عاد الناس يحتملونها، لان أنفاسهم قد اختنقت وأرواح كثير منهم قد زهقت، وأخرى تحت وطأة النزاع ما قبل الأخير، وثالثة كثيرة غالبة في حضور الغياب، والعدد الأقل من البهيمية نوعا لا زالت تنتظر النزع الأخير والانفجار الأخير؛ نجاحا أو هلاكا، لا يوجد فرق بينهما بالنسبة لمن يموت كل يوم.
إن مساحة انتشارية الاستبداد السياسي والاجتماعي وطبقاته في حدها الأقصى والممكن إنسانيا - تقريبا جدا- قد اكتملت ما قبل ثورات الناس العربية بقليل. وجاءت الثورات تلك في غير بلد عربي كمحاولة ولكنها في حقيقة الأمر لم تكن غير رد فعل غير منظم وغير عاقل؛ فالاستبداد العربي الرسمي لم يترك مساحة لعقل ولا لإرادة أو بقية قدرة على اختيار أمام كل مساحات وطبقات الظلم والقمع الغاشم لحريات الناس وحقوقهم في إنسانيتهم.
لكن كما يبدو، وعبر قوانين التاريخ العلمية والاجتماعية وشاهد التجربة في ذلك، فانه لا مفر من تراجع أي مد ثوري عقب خطوته الأولى وردة فعله الأولى على كل هذا التخلف الاجتماعي والديني والأخلاقي، وعلى عموم الفقر والأمراض الناتجة على مديد عمر وسيطرة الاستبداد وأهله.
استطاعت قوة الرجعية والردة الرسمية العربية أن تنقض على ثورات الناس في المنطقة؛ في مصر وسوريا واليمن وليبيا، على اختلاف ما بينها من توجهات ومصالح ذاتية ونظمية ضيقة ولا إنسانية، لكن جامعها المشترك هو عدم السماح وإتاحة الفرصة لنهضة شعوبها؛ لان هذا يعني ذهاب عروشها وكراسيها إلى الأبد.
وهي لا شك استطاعت على هذه الثورات إما بالانقلاب عليها وعلى تجربتها الديمقراطية الوليدة، وإما أنها عمدت إلى إشعال فتيل الحروب الأهلية على مستوى القطر الواحد من خلال العسكرة والمرتزقة وإذكاء نار الاختلافات والحساسيات العرقية والمذهبية والاقلوية فيها.
ويبدو أنها نجحت -حتى اللحظة- في ذلك جزئيا، وربما كليا في المستقبل؛ ذلك أن الثورات تاريخيا تعلمنا أن مسيرة نجاحها قد تحتاج إلى قرن بأكمله كما هي تجربة أوروبا وفرنسا على وجه الخصوص. وحتى اكتمال هذا النجاح، فلا غرابة من عودة نفس الاستبداد مهما كانت طريقة تقديمه وإخراجه مرة ثانية وبشكل مستقر، سواء بلباس ملكي أو جمهوري، سيان في ذلك، فالاستبداد هو الاستبداد.
وما بين فترة الانقضاض على الثورات العربية بالانقلاب أو الاحتراب الأهلي، ونجاحه جزئيا وربما كليا حد الاكتمال، وفترة الوصول إلى نجاح الشعوب في محاولاتها الثورية في الحرية والكرامة والاستقلال، سنكون أمام مشهد عجائبي وغرائبي في وضوح الاستبداد وممارسته وقسوته على الناس، وستكون وسائل الممارسة والقسوة تلك سواء في القانون أو القضاء أو الإعلام والسياسة غاية في السخف والاستخفاف واللاعقلانية إلى حد الضحك الهستيري عليها، كما هي بعض صورها في فيلمها الطويل ممثلة بإحكام الإعدام وإحالة الأوراق إلى مفتي الجمهورية المصرية بخصوص أموات شبعوا موتا أو أسرا في السجون الإسرائيلية منذ سنوات طويلة، أو تحويل القضاء المدني والتجاري كما هو الحال باختصاص المحاكم النظامية المدنية المستعجلة، إلى قضاء إداري ينظر قضايا الأحزاب والجمعيات والنقابات، أو حتى إلى قضاء جنائي.
ولا مانع في الوقت نفسه من العودة عن فضيحة أمام الرأي العام العالمي وممارسة فضيحة أخرى، بل ربما الفضيحة الأولى نفسها مكررة؛ فالأمر أيضا هنا سيان، في مشهد تبجحي، لا حياء فيه ولا خجل.
وسنجد في النصف المكمل للمشهد أعلاه حالة اكتمال في الخنوع والتسليم للظلم والاستبداد من قطاعات عريضة وربما غالبة من ناس المنطقة العربية، وستكون هي الأخرى غاية في التجلي والوضوح على السواء.
وفي المشهد نفسه، لن يعدم للحرية والإنسانية أهل ينادون بها ويطالبون وينافحون عنها باستمرار بكل ما ملكت كليتهم من دماء وأرواح وأموال وأحبة، حتى تكتمل بداية انطلاق مشروع الإنسان العربي حقا وواقعا، بكل ما في كلمة إنسان من معاني سامية؛ في الأخلاق والممارسة الحضارية.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإجرائية وغياب تقرير المصير (الحلقة الأولى)
- الإجرائية وغياب تقرير المصير (الحلقة الثانية)
- هل هي مشكلة الدين والبرنامج السياسي في فلسطين؟
- الإيمان والتهويم والعدل
- هل الثورات العربية بخير؟
- أوجه الشبه والخلاف في المسألتين الفلسطينية والعربية
- فلسطين: في منطق الحق والواجب
- غزة تنتحر لأجل عموم النضال الفلسطيني
- غياب الموجه نحو تقرير المصير
- العالم العربي: لماذا لا يحسن حكامه حتى خداع شعوبهم؟
- غزة في خطر
- إجرائية في ظلال أوسلو
- الحلولية الجزئية
- هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟
- المصالحة الفلسطينية المتعثرة
- كلية الحق الفلسطيني
- في العام ال67 للتطهير العرقي في فلسطين
- الانتخابات والاحتلال
- الإسلاميون والانتخابات
- الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد صلاح الدين - العالم العربي: تفاقم المرض بين الظلم والخنوع