إياك أعني فاسمعي يا جارة

زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 10:51
المحور: المجتمع المدني

حظيت حملة ( المبادرة العشائرية لتحقيق المصالحة الوطنية ) ، بتشريف العشرات بل المئات من الأعيان والوجهاء والشيوخ ، الذين أبدوا استعدادهم العالي ورغبتهم العارمة في إنجاح هذه المبادرة الشريفة بأغراضها الوطنية ، العابرة لمشاريع الطائفية والتقسيم والتشرذم ، التي يدعو إليها بعض ضعاف النفوس ممن فاتهم شرف التلاحم الحي مع مكونات الشعب العراقي الكريمة ، فآثروا على أنفسهم تعطيل كل مسعى خير ، يهدف إلى لملمة أشلاء المجتمع العراقي المهدد بالتمزق ، وبالضد من هؤلاء وغيرهم ، كانت هذه المبادرة الخيرة ، ومنذ انبثاق هذه المبادرة والأصدقاء والمؤيدون يتقاطرون على موقع المبادرة ، في موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " مساهمين ومشاركين بالكثير من المشاركات البناءة من اقتراحات ونصح وتوجيه ، وهذا ما تصبو إليه المبادرة من إنشاء موقعها بغية إثراء الأفكار الخلاقة التي تغني هذا المشروع ، بالآراء الحكيمة التي تقترح الحلول الحقيقية المنطقية لا الخيالية ، ومن الواقعية والجدوى بمكان أن يكون هذا الموقع ، منبرا للتنوير والتبصير بدور العشائر العراقية الكريمة في تسوية الخلافات وتمييع الجليد المتشكل في علاقات المكونات العراقية فيما بينها ، وتوطيد الأواصر العراقية القديمة من المصاهرة والنسب ، وكان الغرض من إنشاء هذا الموقع أيضا ، الحث والتأكيد على العمل الفعلي في حيز المصالحة و نشر هذه الفعاليات والنشاطات المشجعة ، لكن الملاحظ في الأيام الأخيرة ، انحدار المشاركات السطحية الفارغة إلى مستوى الإسفاف الفارغ المرتكز على المجاملة الباردة من مثل " أحسنت ، وصح لسانك ، ومنور ، وعلم ، وجمعة مباركة ، منور ضلعي ، و كفو ابن العم ، واليوم في ضيافة الأخ !!! هل ترون سادتي الأكارم ، أن هذا المستوى السطحي من التواصل كفيل بأن يحرك عجلة المصالحة الوطنية إلى الأمام ؟ لا أظن ذلك فالأمر أعقد من ذلك بكثير ، فلو نشر مثلا أحد الأصدقاء ، صورا تظهر زيارة وفد من الشيوخ والوجهاء ، مضيف عشيرة كريمة من مكون مغاير آخر ، وتوضيح وتسليط الضوء على لقطات تظهر فيها المودة والمحبة من الاستقبال والاحتفال بالضيوف ، لكان هذا الفعل مشجعا وحاثا على رفد التواصل والتحابب ، وحل النزاعات وتحريك الملفات المتروكة التي غفل عنها الزمن نتيجة الانشغال بالمشاكل الآنية والطارئة ، ونعلم جميعا أن الكثير من الملفات القديمة الساكنة حاليا ، ربما تشكل تهديدا مستقبليا خطرا لأن مثل هذه الملفات العالقة تكون بمثابة الجمر تحت الرماد . أخيرا سادتي أتحفوا أسماعنا بأخبار تسر القلوب مثل إنهاء نزاع أو خلاف قديم بين العشائر ، وسيكون ذلك بلا شك ، أفضل بكثير وأجدى نفعا من مشاركات مثل منور ضلعي أو حياك يا علم إلخ فإن البلد جريح ومهدد بالتقسيم والضياع ، هلموا يا عقداء القوم وعليته ، فاليوم يومكم وعلى أمثالكم تعقد الآمال ، والله الموفق لما فيه الخير والسداد .

#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات