أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......3














المزيد.....

التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......3


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1339 - 2005 / 10 / 6 - 12:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


5 ) فما هي طبيعة التناقض القائم بين التعليم السائد في المغرب، و التنمية التي تنهجها الطبقة الحاكمة ؟ أو ما هو التناقض القائم بين النظر و العمل في السياسة التعليمية و في الاختيارات التنموية ؟
إن الطبقة الحاكمة في المغرب يمكن أن تتخذ قرارات جريئة بإعطاء الكلمة للشعب الذي يقرر مصيره بنفسه في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والمدنية و السياسية ،
و في اختيار تنمية متناسبة مع واقع التعليم. ليصير التعليم في خدمة التنمية، و لتصير التنمية في خدمة التعليم، و في إطار قيام علاقة جدلية علمية بين النظر و العمل.
و نظرا لأن الطبقة الحاكمة لا تملك قرارها بنفسها، فإنها لا يمكن أن تكون ديمقراطية، و لا يمكن أن تعطي الكلمة للشعب، لتصير بذلك تابعة و مستبدة. و بالتالي، فإن الطبقة الحاكمة تبقى متمسكة بخطتها التعليمية، و بأشكالها المشوهة التي لا تضمن أبدا تكافؤ الفرص أمام الأجيال الصاعدة، و لا تتناسب أبدا مع الخطة التنموية التي تنهجها الطبقة الحاكمة.
و التناقض القائم بين الخطة المعتمدة في التعليم، و بين خطة الطبقة الحاكمة في التنمية يرجع إلى :
أ- أن التعليم المغربي يحاول أن يجمع بين "الأصالة" و "المعاصرة" أي انه يحاول أن يجمع بين الارتباط بالماضي "الديني" و الماضي السياسي لجعل المغاربة جميعا يقتنعون بشرعية حكم الطبقة الحاكمة، و الارتباط بالرأسمالية العالمية و بشروطها هي نظرا لاختلال التوازن لصالحها. و هذا ما يمكن أن نفسر به لماذا وجود "التعليم الأصيل" إلى جانب "التعليم العصري" إلى جانب وجود "التعليم العام" المفتوح أمام جميع أبناء الشعب المغربي و "التعليم الخاص" الذي لا يفتح إلا أمام أبناء الطبقات المستفيدة من الاستغلال المادي و المعنوي للشعب المغربي.
ب- كون التعليم في المدرسة العمومية، و في معظم شعبه لا يخدم إلا المصلحة الأمنية للطبقة الحاكمة. و مادام مفتوحا لجميع أبناء الشعب المغربي، فإنه يعاني من غياب الجودة و من غياب الاهتمام بوضعية العاملين فيه و خاصة من الذين يرتبون في السلاليم الدنيا. مما يجعل مردوديته ضعيفة ، و مما يحول معظم الذين يحرصون على امتلاك مؤهلات معينة يلجأون إلى تلقي الساعات المضافة من قبل عديمي الضمير من المدرسين الذين يغتنون على حساب ابتزاز الآباء. و بالتالي فإنهم يحصلون على أموال طائلة غير معروفة لدى مصلحة الضرائب. و لا تدخل في إطار الاقتصاد المهيكل، و ما سوى ذلك، فالذي يهم الطبقة الحاكمة هو أن يلعب التعليم العام دوره الأمني حتى لا يسيء إلى سياسة الطبقة الحاكمة.
ج- أن التنمية المعتمدة من قبل الطبقة الحاكمة ليست أساسية، مما يجعلها لا تخدم مصلحة الشعب المغربي بقدر ما تخدم مصلحة الطبقة الحاكمة، و لا تسعى إلى إحداث تراكم رأسمالي تبعي، يمكن الطبقة الحاكمة من خدمة مصالحها الطبقية، و خدمة مصالح الرأسمالية العالمية في نفس الوقت.
و تنمية هذه طبيعتها، و هذا هدفها، لا يمكن أن تكون شاملة و لا يمكن أن تستجيب لحاجيات الشعب المغربي، و لا يمكن أبدا أن تكون متناسبة مع التعليم و مع المدرسة المغربية، و مع خريجي المدارس و الجامعات.
و التعليم الذي يستجيب لهذا التوجه التنموي للطبقة الحاكمة هو التعليم الخاص الذي يشتغل على أساس حاجيات المؤسسات التنموية للطبقة الحاكمة.
د ـ أن الطبقة الحاكمة، لا يمكن أن تثور على نفسها، و لا يمكن أن تنهج سياسة تنموية تنسجم مع التوجه التعليمي الذي قررته هي، و أشرفت على تنفيذه هي. و لذلك فهي تتمسك بتبعيتها للنظام الرأسمالي العالمي، و تكرس استبدادها المنتج للفساد الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي.
و بهذه الممارسات يبقى التناقض قائما بين النظر و العمل في الواقع المغربي، و هو ما يعني أن حرص الطبقة الحاكمة على ربط العمل بالنظر أو العكس سيعمل على إغراق المغرب في التخلف الذي لا حدود له، و الذي لا ينتج إلا الأمراض الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية التي لا تستفيد منها إلا الطبقة الحاكمة التي تستغلها لتكريس استبدادها، و لتأبيد ذلك الاستبداد. إن الطبقة الحاكمة في المغرب يمكن أن تتخذ قرارات جريئة بإعطاء الكلمة للشعب الذي يقرر مصيره بنفسه في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والمدنية و السياسية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......2
- 1......التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....6
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....5
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية....4
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....3
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....2
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....1
- ضرورة الحذر من ممارسات البورجوازية الصغرى ...
- هل تنخرط أحزاب البورجوازية الصغرى في العمل على قلب ميزان الق ...
- الشروط اللازمة لاحترام إرادة الشعب المغربي...
- هل احترام إرادة الشعب المغربي حق إنساني؟ أم تاريخي؟ أم موضوع ...
- الانتخابات الجماعية و توفير الإرادة السياسية
- هل يمكن الحديث عن دستور عربي يحترم حقوق المرأة...؟! 2/2
- هل يمكن الحديث عن دستور عربي يحترم حقوق المرأة...؟! 1/2
- هل من مصلحة الرؤساء الجماعيين خدمة الشعب المغربي ؟!.
- ضرورة إنضاج الشروط المزيلة للحيف الجماعي في حق الشعب المغربي
- مناهضة المغاربة لاستغباء الرؤساء الجماعيين الأغبياء ...! ! !
- على هامش ما وقع في شفا عمرو:الإرهاب الصهيوني و الإرهاب الظلا ...
- على هامش ما وقع في شفا عمرو:الإرهاب الصهيووني و الإر هاب الظ ...


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل......3