أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأطباء يدفنون أخطاءهم والمعماريون يعيشون مع أخطائهم














المزيد.....

الأطباء يدفنون أخطاءهم والمعماريون يعيشون مع أخطائهم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 17:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أغلبية الناس تقول بأنه أصعب شيء أن تعيش مع شخص لا أنت تحبه ولا هو يحبك, ولكن أنا أقول بأنه أصعب شيء أن تعيش مع أخطائك وإلى الأبد, ويقال علميا: أن الأطباء يدفنون أخطاءهم مع موتاهم وبأن المهندسين المعماريين يعيشون مع أخطائهم وإلى الأبد.

الأخطاء المعمارية تتكرر أيضا مع كل دور جديد يبنيه المهندسون, فإذا مثلا اخطأ مهندسٌ بإحدى القياسات فإن هذا الخطأ يتكرر خلف كل دور في العمارة, في الدور الثاني يتكرر الخطأ وفي الثالث وإلى مالا نهاية ولا يستطيع المهندسين أن يدفنوا أخطاءهم وتبقى أخطاءهم شاهدة عليهم ويبقى الناس يتذكرونها كلما نظروا إليها, يبقى الناس ينظرون إلى أخطاء المهندسين والعمال المعماريين ويبقى الخطأ شاهدا على عطائهم الممتلئ بالأخطاء وتكاد الناس بدل أن تنظر على الصروح المعمارية ينظرون بكل حسرة إلى صروح مليئة بالأخطاء.

على العكس تماما من الأطباء حيث إذا نظرت خلفهم لترى أخطاءهم فلن تجدها إلى الأبد كونهم قد دفنوها تحت التراب وكل كائن حي من الدم واللحم إذا دُفنَ تحت التراب لا يمكن أن يعود ليظهر في الحياة من جديد, أخطاء الأطباء حتى وإن لم يدفنوها فإنه من المستحيل أن تعيش طويلا, إنها تعيش لعامٍ واحدٍ أو لعامين أو لخمسين عاما على مدى ما يعيش الإنسانُ سواء أعاش طويلا أم قصيرا.

أما الكاتب مهما كان جنس الكتابة الذي يزاوله فإنه يعيش مع أخطائه ويدفنها معه إذا مات, فتظهر أخطاءه للناس على أساس أنها صروح علمية ويقتات الأقزامُ من الكُتّابِ على أخطاء العظماء من الكُتّاب , إننا بجد أمام ظاهرة لعينة حيث هنالك من يعيش مع أخطائه وهنالك من لا يقبل بأن يعيش مع أخطائه حيثُ المسألةُ هنا مسألةٌ اختيارية , وهنالك من يرغب بأن يعيش مع أخطائه على مدى امتداد عمره قَصُرَ أو غير ذلك , وهنالك من يعيش طوال حياته وهو يبني حياته على سلسلة من الأخطاء مثل أخطاءُ البنائين المعماريين ولا يعترف بدهشته من نفسه ولكن تبقى الناس تنظر إلى طريقة حياته باستغراب وإلى مجمل أخطائه المتراكمة خطئا بعد خطئ , وهنالك من الناس من يخطئ كل يوم ويدفن أخطائه بسرعة وهنالك من الناس من يخطئ ويصلح أخطاءه ويعتذر للناس عنها, وهنالك من الناس من لا يرى أخطاءه مطلقا ولا يعتذر عنها إلا إذا كان مخطئا على حسب قوله وهذا النوع من الناس لديه مشكلتين وهما: أولا أنه لا يعتذر عن تصرفٍ مسيء للناس تصرف به إلا إذا كان مخطئا, وثانيا لا يعترف هذا النوع من الناس طوال حياته أنه مخطئا حتى وإن قالت له كل الناس أنه مخطئ , ومن الناس على خلاف المهندسين والأطباء حيث هنالك من يخطئ ويرى أخطاءه أمام عينيه ولا يمكن أن يمد يده لإصلاحها أو لدفنها أو للتعايش معها وقبول الأمر الواقع والاستسلام له , وهنالك فئة من الناس الين يثرون على حساب أخطاء الآخرين وهنالك من الناس من يتأثر بأخطاء الآخرين أكثر منهم بالمثال على ذلك صديق لي فقد النظر بعينيه للأبد بسبب وصفة طبية أخطأ فيها الطبيب وعاش صديقي طوال حياته كفيف البصر بينما عاش ومات الطبيب ونظره 6-9,وهنالك من يدفع ثمن أخطائه بنفسه وهنالك من يدفع الناس ثمنا لأخطائه, وهنالك من يتحمل بنفسه أخطاء الناس بحقه الشخصي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حقي أن أعيش بكرامة
- كنتْ
- فاقد حاسة الذوق 2
- الحس الإنساني
- نادين فراشتي السمراء
- العلاقات الأسرية بين الماضي والحاضر
- الأشرار والأخيار
- أسوأ المعاملات
- فضل العلمانية على الديانات
- الحمام 2
- كانت الناس تستحي
- عالم كئيب
- لن نشبع من الخبز ما لم نشبع أولا من السلام
- بيتي
- آلامي يا يسوع
- خدمة الكلاب
- عيد ميلادي-12-5-1971
- صناعة السِبح من حلمات الارمنيات
- هذا في اسبانيا
- العرب والهند


المزيد.....




- موزة وشريط لاصق..عمل فني مثير للجدل يظهر من جديد في مزاد
- مسؤولة أممية: جميع سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت
- -إكس- تعلّق حساب خامنئي بالعبرية بعد 24 ساعة فقط من إنشائه
- مصر.. حكم مشدد على شاب ارتكب جريمة ثأر
- -أشرار-.. استطلاع يكشف آراء الناخبين الأمريكيين بالحزب الذي ...
- نجوم تركيا على أرض مصر وتفاعل جماهيري كبير (صور)
- مراسلنا: مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمناط ...
- اغتيال مدو على رؤوس الأشهاد..  وليمة الزعيم الحديدي الأخيرة! ...
- المهاجرون يخلفون وراءهم دراجات هوائية بقيمة 30 ألف يورو على ...
- مصر.. قرار يضع شروطا لسفر بعض السيدات إلى السعودية


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الأطباء يدفنون أخطاءهم والمعماريون يعيشون مع أخطائهم