أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - تهافت دعاوى الاعجاز العلمي في خلق الجنين














المزيد.....

تهافت دعاوى الاعجاز العلمي في خلق الجنين


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 14:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا -الآيات موضوع الاعجاز
*نص سورة المؤمنون: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ
*نص سورة الحج: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا"
^
ثانيا- وجهة النظر الاعجازية
يبدأ تكون الجنين باتحاد النطفة المذكرة ( الحيوان المنوي ) مع النطفة المؤنثة ( البويضة ) وينشأ عن هذا الاتحاد نطفة أمشاج ( البويضة الملقحة), ومن هذه النطفة الأمشاج تنقسم الخلايا وصولا الى العلقة التي تشبه شكل دودة العلق و التي تتعلّق بجدار الرحم , ليبدأ بعده مرحلة المضغة, التي تشبه قطعة اللحم الممضوغ, و تنقسم الى مرحلتين مضغة مخلقة من الاسبوع الثالث الى الرابع, و مضغة مُخلقة لتظهر فيها معالم الشكل الانساني حتى الشهر الثالث...و تبدأ هذه المضغة بتشكيل الهيكل العظمي حيث تقوم العضلات بعدئذ بكسائه.
إذا فالجنين لا يكون كامل منذ البداية, بل يبدأ بمرحلة بسيطة تزداد في التعقيد مرحله بعد مرحلة, لا كما يكانَ يُظن بكونه يكون انسانا كاملا صغيرا في جوف الرحم منذ بداية الحمل و قد راعى القرآن الكريم الفارقَ الزمني والخَلقي , فالنقلةَ بين العَلَقة والمُضغَة جاءت سريعة، ، ومن ثَمَّ جاء التعبير عنها بالفاء، دلالة على الاتصال فيها ﴿-;- فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ﴾-;- [المؤمنون: 14]، و كذلك بين المضغة والعظام ﴿-;- فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾-;- المؤمنون 14.
إن وصف مراحل تطور الجنين كما هو في القرآن يتجاوب مع كل ما نعرفه اليوم عن ذلك. وهو لا يحتوي أية عبارة ينتقدها العلم الحديث
استقراء النصين السابقين و أخذها على الحرفية - و الخطاب العلمي حرفي بالضرورة يكون خلق الإنسان بعد مرحلة التراب من نطفة, فهناك تجاهل لدور البويضة الأنثوية التي تكوّن نصف الإنسان, و هذا علميا غير صحيح كون الخلق يتم من اندماج نطفة مع بويضة, و ثم تكوين بويضة ملقحة, لاحظ الآية التالية كذلك التي تؤكد نفس الفكرة (ألم يك نطفةً من مني يُمنى ثم كان علقة فخلق فسوى) القيامة37
ملاحظة : دلالة النطفة لغويا في زمن النبوة تعني المقدار القليل من المني , و هي غير دلالتها العلمية الاصطلاحية حاليا.
^
ثالثا- تعقيب كاتب السطور
لنلاحظ ما يلي ﴿-;- فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾-;- فالفاء تفيد التعقيب و تدل على أن هذا وقع عقب هذا , و تصبح الدلالة الحرفية للآية أن المضغة تتحول الى عظام و من ثم يكسو اللحم و العضلات العظام, و هذا علميّا غير صحيح .
ففي نهاية الاسبوع الثاني تتمايز المضغة الجنينية الى ثلاث وريقات: الوريقة الخارجية يتكون منها الجهاز العصبي و الجلد, و الوريقة الوسطى التي يتكون منها العظام و العضلات والجهاز البولي, و الوريقة الداخلية التي يتكون منها الانبوب الهضمي و جهاز التنفس
إنّ تطور الجنين عملية معقدة, تمر بمراحل وسطيّة متعددة , و ليست في صيغة "عظام ثم لحم " فتشكّل النسيج العظمي و العضلات من النسيج المتوسطي الجنيني يتم بشكل متزامن و ليس في صيغة أولا – ثانيا...و التعظُّم يبدأ في العظام الطويلة في نهاية المرحلة الجنينية ,و يستمر حتّى إلى ما بعد الولادة
لاحظ في سورة المؤمنون استخدام حرف العطف الفاء (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً)
أما في سورة الحج فقد تم استخدام حرف العطف ثم : (مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَ)
فالانتقال من مرحلة العلقة إلى المضغة قد تمَّ باستخدام حرفي جر مختلفين في دلالتهما الدقيقة
ثمّ: تفيد الترتيب و التراخي
أما الفاء : تفيد التعقيب
مما يجعلنا نذهب إلى أن المذكور في القرآن الكريم حول تخلّق الجنين يؤخذ على المجمل لتذكير الانسان بمعجزة خلقه و من دون تفاصيل
-و ما يؤكد ذلكَ نص ثالث من سورة غافر ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) 67 حيث يتم تجاوز الإشارة إلى مرحلة المضغة كلها.
فاختلاف صيغ الكلام عن الخلق و مراحله بين النصوص الثلاثة يتنافى مع كوننا أمام "نص علمي" بل نص مجازي يهتم بقضية الخلق من ناحية عقائدية لغرض الاعتبار.
^^



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغباء السياسي لمن يقول : بداعش الأسد و نحوه
- العلاج المنطقي للمريض السوري
- الاعجاز العلمي تحت المجهر
- قصيدة في حديقة العائلة
- قصيدة في حديقة العائلة : إلى عفاف - أم أحمد -
- القناع السياسي و الاستبداد ...وجهان لعملة واحدة
- في قصور الخطاب العلماني العربي ج 2 /2
- في قصور الخطاب العلماني العربي ج 1/2
- عن الأكثرية و الأقلية و خراب سوريا الأسد
- ثلاثية التفسير و التبرير و النقد , و عامان من الثورة
- سوريا: تصحيح خطأ طائفي... بخطأ تاريخي
- أفكار عامة حول القضية الكردية في سوريا
- ثلاث دلالات لأحداث القرداحة الاخيرة
- عن كتيبة (الشهيد صدام حسين) و هوية الثورة السورية؟
- من ضريح (القائد الخالد)..إلى متحف الاستبداد
- دروس غير مستفادة : عن المسلمين و الدوغما و الفلم المسيء ؟!
- معاهد (أبو علي) بوتين لتحفيظ القرآن الكريم
- عن الأسد و الكراهية , و مستحقّاتها.
- حوار مع صديقي الصربي , و مجزرة سربرنتسا
- مصارحة عن العمليات الانتحارية / الاستشهادية في سوريا


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - تهافت دعاوى الاعجاز العلمي في خلق الجنين