|
محنة قناة الشرقية مع المجهول..!!؟
كريم كطافة
الحوار المتمدن-العدد: 1339 - 2005 / 10 / 6 - 12:12
المحور:
الصحافة والاعلام
إذا كان مالكو البترودولار المعروفون طولاً وعرضاً وحجماً، هم ممولي القنوات الفضائية الصحراوية، وبالتالي لنا أن نعرف لماذا تورد تلك القنوات إبلها هذا المورد دون غيره، فأن أحداً لم يعثر بعد على الممول الحقيقي لقناة (الشرقية). ما زال الأمر لغزاً يحتمل الإشاعة والتحليل والاستنتاج. وإذا كانت أغلب الإشاعات تلح على مصدر بعينه لتمويل ليس هذه القناة فقط، بل كل شؤون وشجون مرحلة ما بعد الإحتلال، وهي تلمح إلى تلك الـ(5%) من النفط العراقي حصة القيادة، حين كان (الرئيس الأسير)؛ يقول عنها أنها لإعادة الحزب ثانية إلى السلطة. فأنا سأهمل كل تلك الإشاعات، وأصدق أن ممول قناة (الشرقية) هو ذاته السيد (سعد البزاز). نعم، ما زلنا نتذكر أن هذا السيد قد انشق على قيادته لسبب لم يعلن عنه في حينه وما زال لم يعلن عنه، باستثناء حديث بدا غائماً ومبهماً على أنه مجرد (شاهد على العصر) وفق تفسير للشهادة ينفي أن يكون الشاهد جزء من الحدث من حيث المسؤولية، بهذا يكون قد جنب نفسه الكثير من المطبات والإحراجات التي أراد البعض إيقاعه بها. على أية حال، خرج من أرض الوطن المسورة قبل منتصف التسعينات من القرن الماضي بكتابين أثارا ما أثارا من لغط واستفهامات كثيرة؛ الأول (حرب الخليج..) والثاني (حرب تلد أخرى)، زائداً تحويشة معتبرة في حينها وربما ما زالت. نعم، تحويشة استطاع بها أن يوجد بين يوم وليلة جريدة (الزمان) التي نافست العديد من جرائد العرب النفطيين وغير النفطيين، كانت تُطبع يومياً في ثلاث عواصم عالمية تتوزع قارتين. أراد بها سحب كل الأقلام العراقية المعارضة آنذاك، والتي كان الكثير منها يسيل مداده لمجرد تلويحة من جريدة خليجية وبدت الصفقة التي عرضها على الجميع معقولة:هذه جريدتكم.. اكتبوا فيها ما تريدون.. شرط أن تتركوا بعض الحروف غير منقطة..!! وكانت في حينها تلك الحروف التي أُريد إعجامها، كل ما خص ويخص (السيد الرئيس) وولديه بالاسم. جرى التعامل مع مقالات الرأي والتحاليل والتغطيات الإخبارية بطريقة قل ولا تقل: قل دكتاتورية ولا تقل دكتاتور.. قل نظام الحكم في العراق ولا تقل الطغمة الحاكمة.. وهكذا. أما بعد الاحتلال فكان هذا السيد من أول المبادرين بالاستجابة لمتطلبات المرحلة وملئ الفراغ التلفزيوني على وجه السرعة، بادر لفتح مشروع قناة (الشرقية)، متورثاً أرشيف التلفزيون العراقي الحكومي بموجوداته العينية والبشرية. منذ نشأة القناة وإلى اليوم والشهادة لله، وهي تبذل جهوداً مضنية لحلحلة الكثير من أزمات المجتمع العراقي عبر برامج تحفة من نوع (كبابكم علينا) و(دخلتكم علينا) و(عكادتكم علينا).. إلخ الـ(علينا)، بل هناك بعض الخبثاء ممن لا يطيقون فكرة الـ(علينا) يزعمون أن (الشرقية) وعلى شهر رمضان ستفجر قنبلة القنابل وعبوة العبوات ببرنامج سيكون عنوانه هذه المرة (دفنتكم علينا)، برنامج سيحاكي برامج الأعراس الجماعية، لكنه سيخصص للدفن الجماعي. على اعتبار أن السادة المجاهدين وبناءاً على حديث نبوي صحيح، يقول: "اذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين" عليه سيمهر هؤلاء عقودهم مع رب العالمين بجهد وعمل إضافي خلال هذا الشهر؛ من كان منهم يذبح عراقياً في اليوم في المعدل، عليه أن يزيد الحصيلة في هذا الشهر إلى ثلاثة، ومن كانت حصيلته (مسطر) عمال واحد في الشهر عليه أن يرفع العدد في هذا الشهر إلى ثلاثة وهكذا، لكل هذه الأسباب سيكون الدفن الجماعي عمل خدمي وجماهيري بامتياز هذه المرة. شخصياً، لا يهمني هذر وتقولات المشاغبين من الذين لا يعجبهم العجب. ما أراه أن جهود هذه القناة كانت واضحة منذ البداية والفرصة كانت أمام الجميع مقدمة على طبق من خوص، من لديه شيء ليقوله أو ليفعله.. حكومة ماكو والمواضيع على كتف من يشيل والحرية ليست فقط مفتوحة بل ملعوب بكل حيثياتها.. فساد مترهل الخدين والأوداج من أيام القائد ضُرب في نفسه مئات المرات بغياب الدولة، حتى أن الحيتان صارت تقود سيارات المنفيست بحرية تحسدها عليها حيتان القطب الشمالي، حيتان من كل الماركات والأصول القبلية تتبختر في شوارع المدن تريد التهام كل شيء. لقد واكبت القناة كل هذه الأحداث بشلة من خيرة مبدعي السخرية العراقية السوداء، هؤلاء الذين انفتحت أمامهم ولأول مرة أبواب الإبداع في فضاء حر بعيداً عن ممنوعات وعقوبات القيادة، إنما وللأسف وبدلاً من أن يفيضوا بسخريتهم وإبداعهم على رأس القائد ورأس اللي تورثوه.. وجدناهم قد تقيئوا كل شيء على رأس المواطن هذه المرة.. وقائلهم يصيح بالصوت عالياً: مو هي هاي الحرية اللي ردتوها.. دكلوها لعد..!!! لكن، على العموم أن ما تقدمه هذه القناة من خدمات مجانية للناس، إن كان في إضحاكهم أو في بناء بيوتهم أو تزويج بناتهم وشبابهم أو دفع فواتير فطورهم الرمضاني، كل تلك خدمات تحسب لها. ألا يكفي ونحن نتابع ولعشرين مرة تلك الحلقة التي كان فيها كادر القناة منهك القوى والعرق يتصبب من كل مكان من أجسادهم، وهم يبحثون عن شخص حتى اسمه متخاصم مع نفسه (مزعل غضبان الفرحان)، فقط ليعطوه قيمة الجائزة التي فاز بها دون أن يعلم، جائزة بطاقة التموين ذات العشر ورقات ولك أن تعرف قيمة العشر ورقات في وطن يّذبح فيه الإنسان بورقة واحدة. لكن، يبقى لي عتب صغير عليها، عتب لا يفقد للود قضية كما يٌقال، أقول عسى أن تفك القناة عقدتها مع الجاهل والمجهول في محنة الوطن..!! لقد درجت منذ ولادتها وحتى الساعة في تغطيتها لكرنفال القتل الجماعي اليومي الجاري في العراق، على أن القاتل مسلح مجهول والقتيل مجهول الهوية والناطق الذي صرح بالخبر مجهول والعبوات مجهولة والسيارات المفخخة مجهولة وكل شيء مجهول، في عمليات قتل جماعي تحدث في وضح النهار..!! رغم أنها وعلى خلاف كل القنوات العراقية والعربية، القناة الوحيدة التي تحرص على الدقة والشفافية والوضوح حين تضيف إلى كل إعلان مناهض للإرهاب والجريمة تعرضه على شاشتها، ملاحظة (هذا إعلان مدفوع الثمن)، كما هو واضح لتبرئة ذمتها من مضمونه. أقول؛ لماذا هذا التجهيل في وطن لم يعد فيه أي شيء سراً..!!؟
#كريم_كطافة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين الجزيرتين..!!؟
-
شبكة الإعلام العراقية ومحنة الهوية
-
بين العراقيين العرب وعرب الطائفة المنصورة..!!؟
-
ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا..!!؟
-
من أفشى السر..!!؟
-
ليس عندنا فساد.. عندنا تمويل ذاتي
-
أسلم.. تسلم أيها السيد (القمني)..!!؟
-
للحلاق رب يحميه..!!؟
-
بين ثقافة الداخل وثقافة الجوادر..!!؟
-
شؤون وشجون آخر امبراطورية للبعث
-
لماذا يلاحقون لواء الذئب..!!؟
-
الدنيوية بدل العلمانية..!!؟
-
ماذا يريد اليسار..!!؟
-
في ظلال مؤتمر نصرة الشعب العراقي
-
ما زلنا نواجه ماري أنطوانيت الطيبة
-
سؤال الصورة ومحنة الشاعر عقيل علي
-
لا خاطف ولا مخطوف في واقعة الجمل الجديدة
-
عن الشرف.. وأشياءه الأخرى
-
الموت للعرب.. لماذا..!!؟
-
أليس عندكم أفعل من مشعان
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|