عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 01:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من أشهر رجالات وكهنة الكنيسة الأرثوذكسية بمصر الشرفاء ، والأشد والأفدح تعرضا للظلم بعد الأب الراهب متى المسكين في العقود الثلاثة الأخيرة هو الكاهن الراحل الأب إبراهيم عبدالسيد - توفي عام 1999 - ،
كان راعي كنيسة المعادي حتى أوائل التسعينيات تقريبا ، كان رجلا صالحا وصادقا وشريفا في زمن اللصوص والفاسدين ،
كان من دعاة الإصلاح الكنسي ومحاربة الفساد الإداري والمالي الكبيرين اللذين تفشيا في الكنيسة ،
كان شجاعا وجسورا لا تأخذه بالحق لومة لائم وإن كان البابا نفسه ،
فقد كان الرجل صادقا مع نفسه ومقتنعا بإيمانه وصواب إختياره في محاربة الفساد إياه ،
كما أن الرجل خريج كلية اللاهوت وبتفوق ، والمدرس السابق بمدارس الأحد أسطورة عصره في علمي اللاهوت والآبائيات ، كاتب بارع ومتميز من الطراز الأول ،
وألف عدة كتب رائعة ودسمة بالمعلومات وبأسلوب رائع ومبسط وسهل ،
كما انه كان كاتب مقالات لا يشق له غبار بصدق وتصريح وجرأة نادرة في عصره ،
وكان يحظى بسمعة طيبة وقبول واحترام في أوساط شعب الكنيسة ،
لكن وللأسف عندما توفي منع البابا السابق الصلاة عليه في أي كنيسة أرثوذكسية بمصر وكأن الرجل مهرطق وخرج عن ملته !! ،
فلماذا منع البابا السابق الصلاة عليه عقب علمه بوفاته مباشرة وكان حينها في أمريكا للعلاج ؟!
بل وتوعد من يخالف أمره بالطرد والشلح والحرمان ؟! ،
قبل سنوات سبع أو ثمانية من وفاته أي عام 1992 بدأ الخلاف يتزايد بشكل كبير بين الكنيسة والأب إبراهيم عبدالسيد ،
حيث أن الأب إبراهيم قد رأي الفساد المالي تعشعش وتفشى في الكنيسة ، ونهب أموال الكنيسة ، وقرارات الشلح والحرمان والتي كانت تصدر بدون سند قانوني أو لائحي ،
والراحل الأب إبراهيم عبدالسيد انتقد ذلك وكتب عنه صراحة وبشجاعة كثيرا علانية ،
فكان قرار وقف خدمته عن الكنيسة وقطع معاشه المتواضع ، لكن لم تتجرأ الكنيسة على إهانته كنسيا بشلحه لعدم قدرتها لنظافته وسلامة يده واستقامته وشرفه ،
إلا أن الكنيسة أهانته عقب وفاته بساعة بأن منع البابا السابق الصلاة عليه قبل دفنه ، وللأسف لم يصل عليه سوى الأنبا أغاثون في كنيسة المدافن !! ، سكرتير البابا السابق ، والأب أغاثون بعد فترة هو الآخر أوقفت خدماته !!
الأب المحترم الشريف الكاهن القمص إبراهيم عبدالسيد لازال يهان من البعض ويوصف بالمهرطق - المهرطق هو من خرج عن الملة بنظر الكنيسة - رغم مرور عقد ونصف من الزمن على وفاته !! ،
فمتى تقدم الكنيسة الأرثوذكسية بمصر الإعتذار لروحه ولأسرته ؟!
ومتى ترد للرجل وهو ميت كرامته ويرد الإعتبار له ؟!! .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟