حسام روناسى
الحوار المتمدن-العدد: 4835 - 2015 / 6 / 12 - 23:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس الله جزاراً ولا جلاداً ..
على الانسان أنْ يؤمن بأن الله خالق رؤوف رحيم، وهو المانح للحرية والاستقلالية الفكرية في تفسير مطلق الأمور، والمانح أيضاً مساحات شاسعة من التفكر والتمحص في عقل البشر، والساعي الى زرع الشك أيضاً في هذا العقل بأية تفسيرات أو اجتهادات قد لا تصب إلا في صالح المفسرين والمجتهدين على حد سواء، فيعمل بهذا على سيادة الحق ونشر لغة المنطق من أجل أنْ يعم العالم السلام.
فعندما تتراكم اجتهادات فردية، هنا وهناك، وقد ارتكبت أغلبها أخطاء فادحة، بسبب تفسيرات متباينة لمن يقال عنهم، المتزعمين، لاختلافات عادة ما تكون مذهبية، فأبعد هؤلاء المتزعمين المفهوم الحقيقي لعبادة الله عن طريقه لإيلائهم أهمية مبالغة للغة الوعيد والتهديد الالهي التي صوروها للبشر، ما ساعد على ولادة تقاليد وشعائر دينية لم تعد تمت لأصل الدين وغايته بصلة ولا لأصالة الوجود أو عللها، كل هذا بطبيعة الحال سوف يدفع الانسان، الى النفور بعميق وجدانه من عبادة الله، ودخوله دائرة التردد والحيرة وربما يصل به الأمر الى الشك في أصل الوجود وعدم قبوله أية معلولات مهما بلغت درجة مصداقيتها.
لذلك ولأجل منع الصور التي رسمها هؤلاء المتزعمون من الانتشار، بات السعي لخلق أجواء جديدة وأفكار متجددة، تحمي البشرية من هول المعاناة المترتبة على تلك الاجتهادات، أن يأخذ مناح جريئة سريعة، ترفع في ذات الوقت راية الاعتقاد الصميمي بالله الخالق الاحد، بدون ميول شخصية بحتة تدخل تحت باب الفتاوى والتفسيرات الخيالية الوهمية غير المستندة الى منطق، أغلب الاحيان.
يقول برتراند رسل: إنَّ البشرية وليدة عوامل لم توجد وفق تدبير مسبق، أو غاية مقصودة، فأصل الانسان هو النمو والتطور". أما نابغة القرن العشرين، إينشتاين، فيقول: في عالم مجهول، توجد قوة عاقلة جداً وقادرة. يكون هذا العالم خيرُ شاهدٍ عليها."
إذن، بات على الوعي الجماهيري أن يكون خارج دائرة القوانين الاجتماعية والسياسية المحيطة ببيئته المادية والفكرية، والتي اتّخذت، أي تلك القوانين، من أسباب ولاءات الجماهير عذراً خفياً للاستيلاء على الحقوق الواجب توفيرها لهم. بل عليه، أي الوعي، ضمانه التحولات الجذرية للأفراد من خلال إحداثه ثورة فكرية تغير من آفاق الانسان لها، وتمكّنه من فرض تحليلاته لأساليب عمل المفسرين والمجتهدين فيما لو أخفقوا أو قصّروا، والعمل على إسقاط القيود التي سعت دوماً لمحاصرة سيد الوجود، العقل.
حسام روناسى
[email protected]
#حسام_روناسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟