أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح2














المزيد.....

الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4834 - 2015 / 6 / 11 - 09:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مفاهيم وأفكار عديدة رافقت وجود الإنسان وتنبه لها وإن كان لا يملك تفسير مقنع عنها لكنه في الأخر أستسلم لفكرة ما هو خلقها أو دست له من ضمن منظومة المعرفة , سواء بشكل مباشر من خلال الدعوات الدينية والرسالات أو من خلال تجربة الأخر ومفهومه الخاص ,بالنتيجة أنه أمن بها وإزداد يقينا بالنتائج كلما فشل في إدراك العكس من خلال عجزه من التخلص من الفكرة الأولى ,في قصة إبراهيم الخليل الواردة في القرآن الكريم واجه مشكلة الأنتماء للقيم ليس لأنه بحاجة لها كضرورة ولكن لكونه ولد في بيئة تهتم بهذه المحددات الدينية أصنام ومعابد وعلاقة بينية .
حاول أن يخرج من هذه العلاقة ولكن ليس برفض فكرة الأخر السابق بل في ضمن أطارها ولكن تحت شعار أخر ,كانت محاولة فريدة من إبراهيم الخليل أن يتجاوز التقليد العقلي الديني ولكنه لم ينجح من التخلص من الشبكة المحيطة بالعقل ,وعاد ليبحث ضمن هذه الشبكة المنصوبة عن حقيقة عقلية نجح في أن يستدل على فضاء أكبر للعقل مع ربط المدى الذي منحع لعقله بالتحرر أن يكون ضمن حدود المعقول والممكن فعاد لذات النقطة التي إنطلق منها وهذا الفشل ضيع الفائدة من المحاولة ولم يتجرأ أن يخرج عن فكرة الخالق والمخلوق والعابد والمعبود والتي من الصعب على نص ديني أن يصرح للعقل أن يخترقها نحو مدى أبعد فأعطى نتيجة أجمالية مبهمة بنيت على منطق كلي غير برهاني مع أنه أستخدم منطق البرهان في تفنيد الفكرة السابقة .
لا ندين النص الديني بأي صورة فهو لديه مشروع عقلي يحاكي منطق إنساني مبني على أن العقل في الأخر سينتهي بالعجز عن مجاراة ومماحكة الأفتراضات الدينية الصعبة, وبالتالي صمته عن تبرير هذا التسليم الذي أودى بإبراهيم للنتيجة تطبيق لهذه الفكرة ومنها ما يعرف بإستحالة الفرض بناء على نظرية توالي العلل وهي نظرية خادعة أصلا يراد منها تعجيز العقل عن الوصول إلى نهاية ما من خلال جعل بوابة الأفتراض مفتوحة على اللا نهاية .
الخالق العاقل الكامل المطلق عندما يفتح باب العقل للتساؤل لا يفتحه على مجهول مطلق بل على قيم يمكنها أن تشير اليه وبوضوح كامل ومن خلال منطق العقل الذي منحه للأستدلال عليه, لا يكفي أن يكون العجز عن إدراك حدود العالم الأخر دليل على وجوده ولا دليل إنكار فكلاهما متساويان في القيمة التقديرية اليقينية عند الإنسان وعليه أن يبني على كلاهما ليتوصل من خلال البرهان العقلي المساوق لفرض نظرية الخالق الرب إلى نتيجة ما تحسم الأمر ولو مؤقتا أنتظارا لظهور الدليل الكامل .
في العودة إلى قصة الدليل العقلي في قضية إبراهيم الخليل لم يشأ النص أن يخرجنا عن سذاجة التبرير المشار إليه في أعلاه فأنطلق من حقيقة أن أستحالة أن تكون الحالات التي أستدل عليها دائمة ومستمرةبلا أنقطاع دليل على ضعف الدليل , ووافق بتلبية الميل الفطري البدائي على أن يكون الرب حاضرا بلا غياب وفعل بلا حدود إلى أن يقع بحقيقة أكبر مما هرب منه ,فالله الذي أستدل عليه لا يمتلك أي من مواصفات الثلاث التي عبدها أول مرة لأنه بتبريره الخاص أكبر من أن يدرك حدود هذه العظمة الكبيرة وبالتالي أفترض أن من كان يتحكم بهن من وراء عالم خفي هو من يستحق العبادة الخ القصة, هذا المنطق مقبول للعقل المحدود الذي يفترض العجز دليل الإثبات أما العقل الذي لا يبرره تبقى الأسئلة مفتوحة أمامه بنفس القيمة والمستوى السابق .
إذن الدليل الذي توصل إليه كان دليلا شعوريا لا دليل برهاني عملي ساعدت الكونية التي نشأ بها من إحاطة تامة للدين بمفاصل الحياة على أن تمنحه العذر بكون التعجز والعجز طبيعي مع كل حالة لا متناهية ولا يمكن الإحاطة بها لخصيصة ذاتية وعليه أن يسلم بالنتيجة دون أن يمارس النقد الأستنكاري الفحصي للنتيجة , هذا الشعور نوع من الإستلاب والضعف الطبيعي والمبرر لكنه ليس طبيعيا ولا مبررا أن يكون تسليمي عام ومطلق لأن النص وإن كان دينيا إلا أنه فتح الباب واسعا وطلب من الإنسان أن يخوص وأفترض أن القصة تستمر باللا مباشر أن إبراهيم بعد أن أستدل على المسمى لديه رب السماوات والأرض أن يبحث بدليل أخر لأنه لا يحب الغائبين .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح3
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة
- صور من ملامح الشخصية العراقية
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح4
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح2
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح3
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح1
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 3
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 2
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح14
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح15
- أحتضان
- أفتراضات
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح12
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح13
- مناجاة حائرة
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح10
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح11
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح9


المزيد.....




- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح2