عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4834 - 2015 / 6 / 11 - 03:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من عوالم السؤال إلى واقع التدبر ماذا حصد لإنسان؟ وما هي حصيلة هذا الحراك العقلي؟, وقف الكثير من الفلاسفة والمفكرين طويلا أمام هذا السيل من الأسئلة وحاول كل منهم أن يجيب بالقدر الذي يؤمن أنه لا يجلب له الموت على يد فرسان المجتمع القافل على خط الخنوع والرضوخ وما زال الكثير مخفي عنا ,لكن الظاهرة التي تقول أن الغالب منهم ألحدوا أو أستغرقوا في الإيمان لم تكن صادقة فالألحاد غير الفحص, الأول نكران وتجنب المواجهة من خلال الرفض للفكرة وقد تأت أحينا من تفكر لكن القضية يجب أن لا تبنى على مجرد الرفض والإنكار بل تتعدى إلى ما هو أعمق من هذا الحد لنكون أكثر صراحة مع أنفسنا ونملك أمر التقرير بدليل عقلي علمي ذاتي يصل بنا لنهاية تقول أن مشكلتنا أن عقولنا تأبى إنكار قوة المجهول المعظم برغم أن دليلنا واضح وصريح أو بالعكس .
العقل الذي أستدل على وجود العوالم الما بعدية بكل ما تيسر له من أدوات وأصبح الوجود الما بعد الوجودية حقائق يقينية لا تقبل التغيير , اليوم هو موضع أتهام وذم لأنه مدعو وبإلحاح أن يكتشف بنفس الوسائل والأساليب حقيقة ما أكتشفه في محاولة ثانية منه تكون أكثر جر أة من الأولى, فأما أن يعزز قناعاتنا به وبها, أو يطرح بديل جديد أو محدث لما سبق أن توصل إليه ,إذا كان العقل حقيقة هو من أوصلنا لهذه المعرفة فهو اليوم مسئول عن الإجابة عن كل تساؤلاتنا الملحة وبعكسه سوف نضع أشارة تعجب وأستفهام وإدانة لكل ما سطره في يقينا البدائي هذا.
الذين يظنون أن العقل الإنساني لا يصلح لهذه المهمة وليس بمقدوره أن يكون اللاعب الأساسي والقائد المتجدد في تقرير مصير مصيرنا الوجودي هم من يتمسك بقوة عن حصاد العقل الأول ويدافعون بكل قوة عن ما أنتج خلال رحلته الطويلة ,وهذه من المفارقات العجيبة والغريبة حين تنحاز مرة لموضوع وبكل قوة وتدافع عن قضية الموضوع بأعتباره حكم حقيقي تأت في نفس السياق وبنفس الألية والمنطق ترفض أن يفعل الموضوع وظيفة هي تكرار للعملية الأولى ومجاراة لذات المنطق بحجة العجز الذاتي وقصورية العقل أن يفعل مثل هذه المهمة.
هذا التناقض يفترض سلسلة من النتائج تتعلق أولا أما بتعزيز العقل كونه الوسيلة والأداة والمنهج الذي أوصلنا لما بين أيدينا من نتائج ورفض فكرة تعطيلة أو فكرة القصورية الطبيعية فيه أو رفض النتائج الأولى وكل ما بني عليها وجعلها مجرد نتائج أحتمالية وتخمينية وبالتالي فهي معرضة حالها حال كل النتائج التي لم تتعرض للبرهان والمسائلة والنزول بها من مرتبة اليقين المقدس وجعلها من ضمن كل النتائج الطبيعية الخاضعة دوما للنقد والتفنيد بأعتبارها مجرد معرفة قابلة لكل الأحتمالات.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟