أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - إلهام مانع - عن المثلية الجنسية - صعب هذا الحديث













المزيد.....

عن المثلية الجنسية - صعب هذا الحديث


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 08:25
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


عن المثلية الجنسية
قصتهما
صعب هذا الحديث.

فتح الموضوع اساساً ونقاشه دون تحيزات وغضب ولعان ثم سب واتهامات بخرق المحظورات، كل هذا سيكون صعباً بعد فتحه.
لكن وقت هذا الحديث الان.
اليوم.
الان.
في هذه اللحظة.
ليس غدا. ليس بعد غد.
فتجاهله لن يغيبه عن الواقع.
ورغم كل الازمات التي تمر بها منطقتنا، او بالأحرى بالتحديد بسبب كل ما تمر به منطقتنا من أزمات، فإن وقت الحديث عن هذا الموضوع حان.
الان.

احدثكما، عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ، عن المثلية الجنسية.
يسمونه فاحشة. يسمونه لواطاً. يسمونه سحاقا.
وانا أسميه بأسمه: مثلية جنسية.
عن حق إنساني.
في أن يكون الانسان كما هو.

وحديثي له قصة.
قصُتها.
حكتها لي. واخجلتني بثقتها.
وهي قصة اعرف مضمونها.
فقد رأيتها تحدث وتتكرر. يقصها علي شاب عربي. تقصها علي شابة عربية.
وكلٌ يشكي. كلٌ يعاني. كلٌ مضطهد.
كلٌ يبحث عن قبول المجتمع به/بها، كما هو، كما هي. دون احكام دينية او أخلاقية مسبقة.
فالمسألة، تظل إنسانية في الصميم.
موجودة في كل المجتمعات.
موجودة في الطبيعة.

إستأذنتها في الكتابة عن موضوعها. فأذنت لي.

عربية.
قد تكون سعودية.
قد تكون مصرية.
قد تكون عراقية.
قد تكون مغربية.
قد تكون بحرينية.
قد تكون سودانية.
قد تكون يمنية.
وقد تكون ليبية.

تعرضت لتحرش جنسي منذ طفولتها.
ولأن مجتمعاتنا تخاف من الجسد. تخاف من الجنس. خافت الطفلة من أن تتحدث مع أمها.
فعندما تحرش بها شخص وهي في الثالثة ولم تكن مدركة لما يفعله، ضربتها أمها ضرباً مبرحاً.
كأنها المسؤولة عن دناءة ذلك الشاب.
ولذا عندما تعرضت لتحرش ابشع، من رجل يفترض فيه أن يكون مثل ابيها، خافت أن تفتح فمها. خافت من الضرب. خافت من الأذى.
وفي النهاية كانت هي من وضع حداً لذلك الإستغلال الجنسي.
هي التي وجدت الشجاعة كي توقفه.

لكن بصمات ما حدث إلتصقت بها.
خافت من الرجل.
كرهته.
ولا اعني بذلك ان مثليتها الجنسية متعلقة بهذا الإستغلال الجنسي.
فهناك من تعرضن إلى التمييز الجنسي.
وهناك من تعرضوا إلى التمييز الجنسي.
ورغم ذلك عندما قررن/قرروا الارتباط بشخص، بحثوا عن شخص من الجنس الآخر.
في المقابل، الكثير من الدراسات اظهرت أن المثلية الجنسية ليست امرأ "مخُتلقاً": يولد الإنسان بميول جنسية ـ منهم ومنهن من يميل/تميل إلى الجنس الآخر. ومنهن ومنهم من تميل/يميل إلى نفس النوع. نفس الجنس.

وهي ادركت منذ كانت في الحادية عشرة من عمرها أنها "مختلفة".
ادركت انها تميل إلى نوعها. إلى جنسها.
وعندما كبرت ودخلت طور المراهقة وقعت في حب صديقتها. وبادلتها الصديقة الحب.
لكنه حب ممنوع.
حب يعاقب عليه المجتمع ويعاقب عليه القانون في بلداننا.

وكان القانون يعاقب هذا الفعل في بلدان اخرى، في بريطانيا على سبيل المثال. لكن القانون تغير مع تغير نظرة المجتمع، وإحترامه لحرية الشخص في إختيار الشريك الذي يختاره والشريكة التي تختارها؟
وبالطبع الأمر ليس محسوما إلى يومنا هذا.
لازال النقاش محتدا هنا في العديد من البلدان الاوروبية وشمال أمريكا حول حق المثلي والمثلية في الزواج.
ونعم، سنجد ان هناك من لا يتقبل المثلية المجتمعية، ويرفضها.
لكنه وهي لن يفرضا هذا الرأي على المثلي او المثلية.
وعندما يتعرض المثلي والمثلية إلى الأذي وهذا قد يحدث ايضاً، فإن عقاب القانون يكون صارما.

لكنها تحب.
وغريب ان يعاقب القانون إنساناً لأنه احب.
الأغرب ان نطالب بقتله.
المثلي الرجل يقتل بالرمي من مكان مرتفع.
هذا ما تفعله داعش.
وتختلف الطرق في القتل في شبه الجزيرة العربية.
وفي مصر يعاقب القانون بالحبس. لإرتكاب ما نسميه فاحشة.
وانا اصر أن اسميه حباً.
وسواء عاقب القانون بالقتل او السجن، وسواء ان سماه فاحشة، فإن المثلي والمثلية لن يغيبا عن مجتمعاتنا. هم وهن جزء من مجتمعاتنا. ويعانون ويعانين كثيراً. من الخوف. من الإحساس المستمر بالعار، ومن مجتمع لن يقبل بهما إلا اذا اتقنا فن النفاق والكذب.

وأعرف صديقاً رفض ان يكذب وصارح اسرته، فحاول اخوه قتله! فأضطر الصادق إلى الهروب.

أما بطلتنا فقد إضطرت إلى الكذب. وتزوجت غصباً عنها.
لكنها مع الوقت وجدت ان الكذب يخنق.
يقتل الروح.
يخنق الحياة في اجسادنا.
فإختارت طريقاً مختلفا.
قررت أن تبني نفسها.
وكانت قد عكفت على الدراسة لأن سلاح العلم كان مخرجها.
وعملت حتى إستقلت.
ثم طلبت الطلاق.

ولأنها ستضطرغصبا إلى الكذب دوما في مجتمعها، هاجرت. وتحولت إلى دولة تقبلها كما هي.
تقبلها كما هي.
دون احكام مسبقة.
آه يا أوطاننا.
كم أنت طاردة.

إذن أعود واقول لكما: أعرف ان فتح هذا الموضوع صعب.
وخاصة في زمن المخاض والحروب الذي نعيشه اليوم.
لكن فتحه في كل الأوقات صعب.
لن يكون اقل صعوبة في أوقات السلام.
وتجاهلنا له لن يغيبه عن واقعنا.
ولعل الوقت لذلك قد حان ان نكسر الكثير من المحظورات ونتحدث عن الموضوع بصراحة.
والأهم، حان الوقت على الإصرار أن إحترام حق الإنسان في ميوله الجنسية، هو حق إنساني صميم.
ليس هبة.
بل حق.
يجب إحترامه.

لا تعاقبوا من يحب.
عاقبوا الكراهية.
أما الحب؟
فليس في الحب ما يشين.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية ليست المحرك الرئيسي للضربات الجوية السعودية في اليم ...
- ماذا فعلت إسرائيل في صعدة؟
- -في الإنسانية نقف متحدين- نص خطاب قبول جائزة الشجاعة لقمة جن ...
- عن داعش ونظرية المؤامرة!
- إلى من هددني بالقتل: رسالة محبة!
- هل تذكرون الأقلية الآيزيدية؟ حكاية ريحانة
- التطرف واحد، سنياً كان، شيعياً، أو زيدياً
- سنقولها حتى تطلقوا سراحه: الحرية لرائف بدوي
- وقت مجابهة داعش التي في داخلنا الآن
- هل الصمت جوابنا كل مرة؟ اليوم أنا آيزيدية أيضا
- أنا لا زلت موجودة، انا لازلت مغيبة
- وبكت شهرزاد …
- حرب داعش الغبراء
- -لكنها تدور رغم ذلك- عن الدكتورة مريم يحي إبراهيم
- سيناريو الخراب الآتي
- عن أوضاع الخادمات لدينا
- بل التوقيت الآن! عن اليمن والقاعدة
- عندما يحكم الكهنوت… رائف بدوي من جديد
- اليوم كلنا رائف بدوي: !بين السعودية وسويسرا أكثر من حرف السي ...
- لم لا تخجل يا الداؤود ؟


المزيد.....




- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...
- رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
- الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
- اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت ...
- المحكمة الدولية: على الدول التعاون بشأن مذكرتي اعتقال نتنياه ...
- الأمم المتحدة: نصف عناصر الجماعات المسلحة في هايتي أطفال
- اليونيسف: نسبة غير مسبوقة...  نحو نصف أعضاء الجماعات المسلحة ...
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وتزامناً مع انطلاق ...
- آليات الاحتلال تطلق النار العشوائي على خيام النازحين في مواص ...
- الأونروا: نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر الفيضانات


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - إلهام مانع - عن المثلية الجنسية - صعب هذا الحديث